Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Sep-2020

الماضي والمستقبل عند إبراهيم غرايبة* د. ذوقان عبيدات
الأول نيوز –
 
قدم المفكر إبراهيم غرايبة كتابه الجديد: من الهرمية إلى الشبكية: وجهة الدول والمجتمعات في عصر اقتصاد المعرفة، بتحليل للماضي والمستقبل، وبالأسس القيمية التي يستند إليها كل منها.
 
 فالماضي هو المؤسسات القائمة من تعليم ونشاطات اجتماعية متنوعة، وهي مؤسسات يغلب عليها التمسك بالقائم بل والدفاع عنه حتى الموت.
 
فالماضي راح وانقضى، وكذلك الحال يتحول الحاضر إلى ماضٍ بسرعة جنونية، والماضي هو قيم وأدوات وأفكار وسلوكات، فالتعصب وعدم التسامح، والتشابه وانعدام التنوع كلها قيم ماضوية، وكذلك ما يتصل بها من سلوكات وممارسات، وبناءً عليه فالممارسات القديمة ومعظم ما حمله الماضي يجب أن ينتهي ليحل محلها المستقبل، فلو بقيت الإنسانية متمسكة بالسكك الحديدية لما عرفت الأقمار الصناعية، ولو تمسكت بالحمام الزاجل والتلغراف لما عرفنا الموبايل، ولو تمسكت بالماضي فإننا لن نعرف المستقبل، ولو امتلكت يقينًا لما تغيّر شيء.
 
فما المستقبل؟
 
لم يذهب أحد إلى المستقبل وعاد ليحدثنا عنه. إن هناك أشكالًا من المستقبل، مستقبلًا سوف يأتي، وآخر قد يأتي، وثالثًا نرغب في أن يأتي، فإن بإمكاننا التدخل في تشكيله أو تعظيمه أو التخفيف من بلاويه! لقد كان العرّافون أول من سافروا إلى المستقبل وكذلك المنجمون، وفاتحو البخت، وعارفو الأبراج، وعادوا إلينا بمعلومات ومعارف معظمها غير علمي، ثم نشط الباحثون والعلماء ليكتشفوا قوانين الكون والحياة، واستخدموا الملاحظة والتجريب والتخيّل، والتنبؤ في محاولتهم لامتلاك المستقبل: جربوا! حللوا! تنبأوا، نجحوا وفشلوا، ولكنهم فتحوا باب الأمل، حيث يقول آرثر سي كلارك: إذا قال لك عالم بارز وكبير سِّن إن أمرًا ما ممكن الحدوث فأغلب الظن إنه صادق!
 
وإن قال إنه غير ممكن فهو مخطئ بالتأكيد، فالطريقة المناسبة لمعرفة الممكن هي المجازفة والمخاطرة، وعلينا أن نتذكر أن المستقبل ليس قدرًا محتومًا، بل يمكن تحويله لصالحنا.
 
ويوضح غرايبة أن العجز عن معرفة المستقبل، والشك، وعدم اليقين هو الذي أنشأ خيارات وإبداعًا يفوق أهمية اليقين، وهذه بعض قيم المستقبل:
 
اليقين هو تمسك بالماضي، ولو ساد لما تقدمنا خطوة.
 
اليقين تشابه، وإلغاء للتنوع، وإلغاء للفردية.
 
نحن نقبل التنوع لأننا لسنا متأكدين من الصواب، فالتعددية والتنوع والخيارات هي مصدر التسامح والتقدم، وهذه قيم وموارد مستقبلية عند غرايبة: الماضي تشابه وتعصب ويقين، والمستقبل تفرد وتقبل وشك.
 
ويقترب غرايبة من إبراهيم بدران الذي يقول علينا التسامح مع الماضي، وأن لا نجعل أحقاده حاضرة في مستقبلنا!!
 
كتابا الإبراهيمين: غرايبة وبدران من أفضل ما قدم لنا مفكرو الأردن!!
 
علينا كما يقول غرايبة البحث عن معنى جديد نتميز فيه عن التكنولوجيا، وقد تكون لنا عودة مع كتاب غرايبة فهو ثروة معرفية، وفكرية، وفلسفية.
https://alawalnews.com/news/wp-content/uploads/2020/09/%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A8%D8%A9-300x171.jpg