الراي - التعليم المتميز وتجويد مخرجاته بوابتنا نحو المستقبل، هذه الرؤية التي لطالما ارتكزت لها خطط التنمية في الدولة الأردنية، وهي ذات الرؤية التي أكدها جلالة الملك في ورقته النقاشية السابعة حول جوهر نهضة الأمة، جودة التعليم السبب في تميز الأردن في نوعية وكفاءة الموارد البشرية وانعكاس ذلك على مختلف مجالات التنمية، مما مكنَّ الدولة من تجاوز التحديات دائماً وبلوغ مؤشرات متميزة في معظم مؤشرات التنمية إقليمياً وعالمياً.

 

ما يأمله جلالة الملك أنَّ يحافظ الأردن على جودة العملية التعليمية في جميع مراحلها بل يتجاوز الطموح إلى أنَّ يكون للأردن تجربة تغري بنجاحها الآخرين بحيث يكون قائد مسيرة تحديث التعليم في الوطن العربي، ورائد التحول نحو مجتمع المعرفة.

 

لقد تعرض جلالته لقضية ومفهوم ترتكز له نتائج ومتطلبات أساسية في نجاح أهداف التعليم وهو مفهوم عدالة التعليم المستند لإتاحة فرص التعلم للجميع، والجميل أن هذا المفهوم يتجاوز فرص الحصول على مقعد دراسي، بل يتعدى ذلك إلى حق الجميع في تعلم نوعي يتيح المجال للكشف عن القدرات والابداع في جميع مجالاته، فيقول جلالته إني أومن بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب.

 

القيم التي يؤسس لها التعليم قد تكون الرسالة الأهم في الورقة النقاشية السابعة التي أطلقها جلالته مؤخراً، قصور التعليم عن بناء منظومة قيم متكاملة لدى الانسان في العالم العربي تسبب في الكثير من الاختلالات التي تعيشها الأمة، وظهر ذلك جلياً في غياب هويتنا التي تشكلها تعاليم ديننا وقيم العروبة الأصيلة، التي وصفها جلالته بأنها ثروة عز نظيرها من القيم العالية واللغة الثرية والتراث البديع.

 

التفكير وإعمال العقل للتعامل مع المستجدات والتحولات المتسارعة أهم أهداف التعليم في زمن التقارب بين الثقافات وتداخلها، كما يعمل الشكل الآخر من استراتيجيات التفكير وهو التفكير الإبداعي على إنتاج المعرفة الأصيلة وتعزيز الاقتصاد والرفاه الاجتماعي، وبالتالي تعزيز مجتمع المعرفة، وفي هذا السياق بين جلالته أنَّ التعامل مع تحديات العصر لن ينجح دون توظيف الأدوات الحديثة للمعرفة، وتصميم المناهج التي تكسب الطلبة عمليات التفكير المستهدفة، ليضع مؤسسات التعليم أمام مسؤوليتها في التخطيط لمستقبل مزدهر لأبنائنا.

 

الورقة النقاشية السابعة بمضامينها حول الإصلاح القائم على التعليم وبناء القدرات والاستثمار في مستقبل ابنائنا هي بمثابة تحول وضرورة بالغة الأهمية في مسار التعليم لتصبح مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة كما يريد لها جلالة الملك.

 

Rsaaie.mohmed@gmail.com