عبد العزيز الخضراء *
الغد - تتزايد الأسباب التي تؤدي الى الشجار بين الإخوة، واهمها، الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال.
كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات، وقد يُعيِّر الأطفال بعضهم بعضاً بشكل الجسم أو قِصره أو ضخامته. فيتشاجرون وكثيراً ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض اللعب.
وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين اللذين يصابان بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات، حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية، وبسائل نفسه كيف لا يستطيع تربية أبنائه من دون شجار ولا خصومات.
وقد يكون للمشاحنات البسيطة بين الإخوة فوائد تعلمهم كيف يدافعون عن أنفسهم وعن حقوقهم، وكيف يحلُّون صراعاتهم بأنفسهم ويعبِّرون عن شعورهم، وقد تُضفي أيضًا الإغاظة غير المؤذية على الإخوة جوًّا من المرح.
وهنا نؤكد أن التواصل الجيد بين الآباء والأبناء الذي يعتمد الحوار وسيلة أساسية وهذا بدوره يُرسي قواعد التفاهم البنَّاء في تعاملاتهم الحياتية، فالأطفال الذين يعرفون كيف يحددون مشاعرهم بشكل عام ويعبرون عنها بالحوار الهادئ ويميلون للتعبير عن السلبي منها كذلك بهدوء وروية أيضاً، ويبتعدون عن التعبير عنها بطريقة تفريغ انفعالي يزيد الأمر توترَا ويؤدي لحالات ضارة ومؤذية، فحين تكون جسور التواصل ممدودة بين الطرفين يكون تَفهُّم المشاعر أكثر عمقاً وتقبلُّلاً، ويكون الأبناء أكثر اعتماداً على أنفسهم، وأشد قدرة على مقاومة ضغط الأنداد السلبي وأوفر تقديراً لمشاعر الآخرين. وفي هذه الحالة يصبحون قادرين على اتخاذ خيارات أخلاقيةً أفضل، وأكثر استعدادًا لتقبل التوجيه من الآباء، وهذه أمور غاية في الأهمية لأنها تسبغ جواً من الاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي يهب الأبناء الدفء والطمأنينة والشعور بالاعتبار، ويدفعهم لمزيد من التفاعل والرضي والعطاء ، وهذا يُملي على الآباء والأمهات أن يخصصوا لأولادهم الوقت والجهد الكافيين من أجل بناء نمط تواصل قوي فعال يُمتِّن علاقتهما و يُعمِّق فهم كلٍ منهما للآخر ويُنمي مشاعر الاحترام المتبادل.
خطوات تساعد على السيطرة على شجار الاطفال:
1 - خصصي مكاناً محدداً في البيت يمكنك أن تناقشي فيه أولادك وتحاوريهم بعيداً عما يسببه التلفزيون أو الراديو أو .. الخ من تشويش يشتت الأفكار، وليعرف جميع أفراد الأسرة أن هذا المكان مخصص للحوار والمناقشات.
2 - اجلسي في هذا المكان مع كل طفل على حدة لمدة خمس دقائق كل يوم.
3 - حققي معه اتصالا جيداً بالعين أثناء الحوار.
4 - حاولي أن تكوني أقرب ما يمكن من طفلك وهو يتحدث.
5 - وجِّهي له أسئلة ذات نهايات مفتوحة، على سبيل المثال:
ما هو أفضل شيء حدث لك اليوم ؟
ما هو أسوأ شيء حدث لك اليوم ؟
ما هو أكثر ما يقلقك؟
ما هو أكثر ما يخيفك؟
في اعتقادك ما الذي يجعل الشخص يقدم على فعل كهذا ؟
ما الذي تجهله في هذا الموضوع ؟
ما الذي تقصده عندما تقول.....؟
في اعتقادك ما الذي ستفعله حيال هذا الأمر؟
6- قومي بممارسة الاستماع العاكس، وذلك بأن تعيدي صياغة ما يقوله طفلك وتقومي بتكراره، فتقولين على سبيل المثال : :إذن أنت رأيت بعض الأولاد يتشاجرون اليوم، هل هذا صحيح؟ كيف كان شعورك حيال مشهد الشجار هذا”؟
7 - قومي بوصف مشاعر الطفل بشكل محدد، وتحققي من صحة وصفك هذا، وممكن أن تقولي: “يبدو أنك حزين بشأن ما حدث اليوم ، فهل هذا صحيح؟”.
8 - وأنت تتحدثين مع طفلك بخصوص ما حدث في موقف معين، وجهي له أسئلة تبدأ بالكلمات:
كيف، أو ماذا، أو متى، بدلاً من الكلمات: من، أو لماذا؟
9 ـ تجنبي إنقاذه من الصمت، فبعد أن توجهي له أي سؤال عليك أن تلزمي الصمت، وعندما تعتقدين بأن صمتك قد طال بما يكفي، فعليك أن تلزمي الصمت لفترة أخرى.
10- أمسكي عن محاولة إقناع الطفل بعدم الشعور بطريقة معينة، فإذا جاءك خائفاً ذات ليلة على سبيل المثال، تجنبي قول: لا أجد سبباً لخوفك، فلا يوجد وحوش ولا أشباح في غرفتك، فأمثال هذه الردود من جانبك تجعل الطفل يتمسك بشكل أقوى بما يشعر به، وبدلاً من ذلك يمكنك أن تقولي له: أنت خائف لأنك تعتقد أنه ربما يكون هناك وحوش وأشباح في حجرتك، فهل هذا صحيح؟ وهكذا عن طريق منحه الفرصة للتعبير عن مشاعره، يكون بإمكانه أن يتخلص من هذه المـشاعر (ويتعلم التعبير عن المشاعر السلبية بالكلام أفضل من إفراغها بالانفعال وفي صورة تصرفات سلبية)
11 - في الوقت المناسب قولي لطفلك: أنت بارع حقاً في مناقشة وتسوية الأمور، وأنا أستمتع بالكلام معك، أو أعطه نفس هذه الملاحظة في رسالة مكتوبة
اعملي على تطبيق الخطوات التي أوردناها لمدة ثلاثين يوماً، وبمجرد أن يصبح تنفيذها عادة بالنسبة لك، لن تتوقفي عنها أبداً، فأطفالك لن يسمحوا لك بذلك!.. فهم سوف يُحبُّون هذا الأمر بشدة، وكذلك أنت، وسوف يصبح هذا التوقيت هو أفضل ما في يومكم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإذا ما جلست مع كل طفل من أطفالك على انفراد كل يوم خمس دقائق وأعطيتهم انتباهك الكامل، والدراسات والنتائج أثبتت أنهم عندما يكبرون سيصبحون على درجة كبيرة من التكيف والاستقرار النفسي، وسوف يكافحون من أجل محاكاة كل خُلُقٍ طيب وكل قيمة أكَّدتَ عليها، وتلك هي قوة احتياج الإنسان إلى من ينصت له ويفهمه.