Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2020

استئناف المباريات يعيد الشعور بالحياة*تيسير محمود العميري

 الغد

يرى رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس، أن استئناف نشاط «لا ليغا» اعتبارا من 11 حزيران (يونيو) الحالي وحتى 19 تموز (يوليو) المقبل، سيعيد الشعور بالحياة الطبيعية مجددا، لكنه في المقابل، قد يكون بمثابة تذكير بواقع جديد غير مريح، في ظل خضوع اللاعبين لبروتوكول صحي صارم على مدى أشهر عدة، ولن تعود الجماهير إلى الملاعب قبل العام المقبل.
من جانبه، يقول الاختصاصي في علم الاجتماع الرياضي ديفيد موسكوسو، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا شك بأن معاودة النشاط الكروي ستسهم في شعور بالارتياح لدى مجموعة معينة من الأشخاص الذين عانوا جراء وباء «كوفيد-19»».
ثمة ما يستحق الوقوف عنده في حديثي تيباس وموسكوسو؛ فالأول يشير إلى مسألة «خطيرة» فرضتها «جائحة كورونا»، وتتعلق بغياب الجماهير عن المباريات، ليس فيما تبقى من مباريات هذا الموسم، وإنما قد يمتد الأمر إلى جزء لا بأس به من الموسم المقبل، الذي يفترض أن يبدأ في 12 أيلول (سبتمبر) المقبل، والثاني يؤكد ارتباط الشعور النفسي برؤية اللاعبين وهم يركلون الكرة مجددا ويسجلون أهدافا كثيرة.
ومن البديهي أن المباريات المتبقية من الدوري الاسباني وعددها 110 مباريات في سياق 11 جولة، ستقام بشكل مضغوط خلال 39 يوما، ما يعني احتمال إقامة 3 مباريات خلال أسبوع واحد، وهو أمر غير مسبوق فرضته «جائحة كورونا»، وجعلت «فيفا» يسمح بإجراء 5 تبديلات بدلا من 3 في المباراة الواحدة، لكي لا يصاب اللاعبون بالإرهاق نتيجة زخم عدد المباريات.
ولا شك أن الأندية عانت من مصاعب مالية جمة، نتيجة توقف إيرادات المباريات والبث التلفزيوني، ما اضطرها للاتفاق مع اللاعبين لخفض رواتبهم.
وإذا كانت معاودة النشاط الكروي ستسهم في شعور بالارتياح لدى الرياضيين والجماهير على حد سواء، إلا أن الدوافع الاقتصادية تجبر المسؤولين عن روابط الدوريات والاتحادات، على استئناف هذا النشاط للمساهمة في انتعاش الاقتصاد من حيث رفع الناتج المحلي وتوفير فرص عمل، بعد أن تعطلت مصالح ووظائف الكثيرين ممن يرتبط عملهم باستمرار النشاط الرياضي، لاسيما في ظل الحضور الجماهيري، الذي يشتري منتوجات غذائية وتجهيزات رياضية، وغيرها من التي يتم بيعها في متاجر الاستادات الرياضية ومدرجاتها.
ويضاف إلى ذلك، درجة الحماس التي يبعثها المتفرجون عند لاعبي فرقهم، وهذا الأمر له تأثير كبير، وليس من قبيل الصدفة أو الهراء إطلاق وصف «اللاعب الثاني عشر في الفريق» على الجمهور، وهو الأمر الذي جعل بعض الأندية تبتكر أفكارا إيجابية لشحذ همم اللاعبين ورفع معنوياتهم وإخراجهم من جو الفراغ في المدرجات؛ حيث قامت أندية بوضع صور بلاستيكية ومجسمات كرتونية لمتفرجين على المدرجات، وإطلاق موسيقى وهتافات تحفيزية عبر مكبرات الصوت، لإضفاء نوع من «الحضور الجماهيري» ولو كان مجرد مجسمات لا روح فيها.
ترى إلى أي مدى يمكن للأندية وروابط الدوريات والاتحادات، أن تتحمل غياب الجمهور عن المدرجات؟، وما هي الكلفة الاقتصادية المترتبة على ذلك؟، اذا ما علمنا أن «التسويق الرياضي» معتمد بالدرجة الأولى على حجم الحضور الجماهيري في الملاعب وليس خلف شاشات التلفزيون فحسب.
لا أريد المقارنة بين واقعنا البائس والمحزن وبين الواقع في الدول الأوروبية، لأن المقارنة لا تجوز من مختلف النواحي ولأسباب عدة، ولكن أليس الأجدر بنا التعلم مما يجري خارجا واقتباس الأفضل من تلك التجارب؟