Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Sep-2017

رسالة الى وزير الاوقاف الاردني:زيد النابلسي

مدونة
إلى معالي وزير الأوقاف الأردني المحترم،،،
أرجو أن تصلك رسالتي وأنت في أحسن صحة وعافية، فأنا شخصياً يا معالي الوزير لي أعزاء يعانون من أمراضٍ تسبب لهم الألم الشديد الذي يحرمهم من النوم، ويزداد هذا الألم في ساعات الليل المتأخرة بالذات، وقد باحوا لي اليوم واشتكوا بأن المشكلة التي أصبحت تشكل المنغص الأكبر لنيل قسطهم المحدود من الراحة هو آذان الفجر الذي يصدح عبر مكبرات الصوت ويقتحم سكينتهم داخل بيتهم وفي منتصف غرفة نومهم...
فما هو الذي يمنع يا معالي الوزير أن يتم مراعاة أفراد هذا الشعب الذي يكثر فيه المرضى وكبار السن، والإيعاز بتخفيض حدة ارتفاع صوت المكبرات عند إذاعة آذان الفجر في مساجد المملكة؟
ما الذي يضير المصلين لو أنهم اعتمدوا على ساعاتهم وهواتفهم الذكية لضبط منبهاتهم في موعد صلاة الفجر، واستعمال تطبيقات عديدة متاحة تمكنهم حتى من اختيار مؤذنهم المفضل ليكون هو صوت ذلك المنبه؟
ولماذا يجب إيقاظ الحي بأكمله للتذكير بصلاة الفجر أصلاً؟ هل الموضوع هو نكاية بمن لا يرغب بالقيام من النوم للصلاة في تلك الساعة من الليل، أم ما هي القصة بالضبط؟
في زمن الأولين، لم يكن هنالك كهرباء ولا ضوء ولا ثلاجات ولا مطاعم ولا إنارة شوارع، فكانت الأمسية تنتهي ويخلد الجميع إلى النوم بعد صلاة العشاء عند حلول الظلام، وعندما كانوا يستيقظون لصلاة الفجر، كان يومهم يبدأ بعد تلك الصلاة مباشرة، وهذا أمر لا يمكن استنساخه اليوم، فالموظف هذه الأيام يقوم من النوم حوالي الساعة السادسة والنصف إذا أحسنّا الظن بنشاطه، بينما يؤذن الفجر معظم السنة حوالي الرابعة بعد منتصف الليل...
ولذلك فإن الموضوع لا داعي له بأن يأخذ طابعاً دينياً أو سجالاً مع أحد، لأن الدين الإسلامي الذي أعرفه ونعرفه جميعاً لا يأمرنا بالتسبب بالأرق والألم للناس، وإنما هو دين يسرٍ وليس عُسر...
فما الذي سينتقص من دين محمد، دين الرحمة والخلق العظيم، لو أن مشاعر المرضى والمسنين تمت مراعاتها عن طريق اعتبار آذان الفجر حالة خاصة تستوجب الاقتصاد في استعمال زر الـvolume على شاشة الجهاز الذي لم تخترعه الحضارة الغربية لهذا الوقت من اليوم أصلاً، والمسمى بمكبر الصوت الكهربائي؟
ما هو ذلك المانع الشرعي الذي يتعارض مع أن يقتصر آذان الفجر بالذات على استعمال الصوت الآدمي لوحده، ليرتل ترتيلاً خاشعاً منخفضاً ساعة الشفق، وأن تُستَخدَم السماعات والمكبرات بالصوت الذي تريده المساجد في آذان باقي صلوات اليوم؟
ثم هنالك أمر محير فعلاً في موضوع آذان صلاة الفجر: لماذا كل الصلوات لها آذان واحد فقط لا غير، بينما آذان الفجر يُرفَع مرتين إثنتين في كل صلاة واحدة من جميع مساجد المملكة، حيث يأتي الآذان الثاني بعد ربع ساعة بالتمام من الآذان الأول، أي بعد أن يكون أولئك المرضى الذين أيقظهم الآذان الأول ربما قد حالفهم الحظ وعادوا إلى النوم!!
أنا لا أتكلم عن آذان إقامة الصلاة، فذلك أمر ثالث يأتي من السماعات الداخلية للمسجد لدعوة المصلين إلى الصفوف، ولا يسبب كل ذلك الإزعاج على أية حال...
أنا أتكلم عن الآذان العادي الُمذاع بأعلى صوت من السماعات الخارجية للمساجد؛ فأنا أريد أن أعرف من هو ذلك الشخص الذي أفتى بأن لكل صلاة آذان واحد فقط لا غير، بينما يُرفَع آذان الفجر مرتين؟
الذي شكى لي هذا الأمر اليوم على فكرة هو إنسان يعشق الجمال البهي في صوت تجويد القرآن أو ترتيله، وهو الذي أحببني في طفولتي بتجويدات عبد الباسط عبد الصمد المذهلة وتلاوات الطبلاوي الساحرة...
فلماذا يا معالي الوزير نصر نحن أن ننفر البشر من دين الله ونكرههم بصوت الآذان؟
هل سيقل عدد المسلمين في العالم مثلاً أو تُهدم كعبتهم لا سمح الله لو صدرت تعليمات صارمة من معاليك تحدد مستوى الـ decibel الصوتي المسموح للسماعات التي تبث آذان الفجر؟
قياس الـdecibel في علم الصوت هو أمر يمكن مراقبته بواسطة آلة لا يتجاوز حجمها هاتفاً محمولاً، يعرفها جيداً ويستعملها يومياً موظفو أمانة عمان لضبط مستوى الصوت المسموح صدوره من بعض المنشآت السياحية والمطاعم والفنادق...
فهل يتفضل معاليك بالإجابة عن سؤالي لو تكرمت:
ما هو المانع من أن تتوقف المساجد عن استعمال مكبرات الصوت في صلاة الفجر فقط، واقتصارها على الصوت الآدمي في ذلك الوقت من السكون والسكينة بحيث يمكنك فيه أن تسمع صوت إبرة تسقط على أسفلت الشوارع؟