Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2020

لا مفاجأة بالصفقة بل بالصفاقة*مجيد عصفور

 الراي

الإعلان عن «الصفقة» يوم الثلاثاء الماضي في واشنطن لم يأت بجديد فالعناصر الرئيسية فيها تسربت قبل مدة وعرفها العرب والفلسطينيون والأردنيون والعالم.
 
إذن لا جديد ولا مفاجأة بما أعلنه الثنائي الفاسد الرئيس ترمب البلطجي الذي لا يشبع من المال الذي ينهبه من العرب ورئيس الكيان الصهيوني نتن ياهو القاتل الذي لا يشبع من سفك دماء الابرياء الذين يتمسكون بحقهم في أرض ابائهم وأجدادهم.
 
الصفاقة بلا حدود هي ما كان لافتاً في مسرحية تافهة قدم فقراتها ترمب ونتن ياهو حيث كانت لغة الجسد والعيون جزءا رئيسا من الاداء المنتظر لشخصين كريهين بارتكاب أفعال الفساد وفن استعداء الناس.
 
كان المهرجان الممسرح كله مدعاة للاشمئزاز الحضور والممثلين الرئيسيين والشهود من الصحفيين الذين سمح لهم بالوجود كديكور لازم دون السماح بتوجيه أية أسئلة أو استيضاحات خوفاً من السقوط وكشف عورة المؤامرة الدنيئة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني الضحية الغائبة عن الحضور ولا حتى على مقاعد المتفرجين.
 
الاستفزاز الذي مارسه ترمب وهو يغمز بعينيه تارة ويشير بأصابعه إلى أشخاص أمامه تارة اخرى ويبتسم بلا مبرر تارة ثالثة في وصلة قابله فيها شريكه نتن ياهو بوصلة لا تقل سماجة وهو يمارس التصفيق والمصافحة وتشبيك الايدي مع المغفل ترمب بشكل يوحي بالقوة والتحدي وعدم الاكتراث بالمعارضين سواء كانوا عربا أو أجانب فقد «طق عندهما عرق الحياء»!!.
 
وبالطبع فإن من غايات هذا الاسلوب السخيف لكل من الشريكين ترمب ونتن ياهو توجيه رسائل للناخبين الأميركيين والإسرائيليين لكسب أصواتهما في الانتخابات القادمة لكل الرجلين وهذه بالتأكيد نصائح خبراء شركات العلاقات العامة التي يعهد اليها بترتيبات شكل واهداف مثل هذه الاحتفالات لم تخل المسرحية من توجيه الشكر للذين صاغوا نصوص المؤامرة من الطرف الواحد الصهيوني الاميركي والصهيوني الاسرائيلي حيث كانت طريقة توجيه ممجوجة من شد سماجتها ومن بين الذين حظيوا بالشكر مهندس المؤامرة الرئيس المطور العقاري جاريد كوشنير صهر الرئيس ت?مب الذي لولا هذه الصفة لما سمع به أحد لا في الولايات المتحدة ولا في غيرها وربما انحصرت اهتماماته في حضور مسابقات ملكات الجمال إلى جانب زوجته الحسناء تماما مثل نسخته العربية «صهرمان» اللبناني الذي لولا زواجه من ابنة رئيس الجمهورية لما تجاوزت أمانيه تلقي دعوة من مقدم حلقات مسابقات الغناء للهواة التي تبثها القنوات المحلية في بلده كنوع من برامج الترفيه التي تجذب المشاهدين.
 
لقد كانت الصفاقة عنوان الصفقة وعنوان الشريكين الذين اعلنا عنها وباتت صفة لازمة لرجلين احدهما يحتفي بمجرم قاتل ويهنئه بارتكاب الجريمة ويسأله أن كان قد واعد صديقته أم لا، والثاني لا يتوقف عن التباهي بابتزاز العرب وطلب المال منهم على الهواء مباشرة وأمام الجمهور بطريقة فجة تخلو من أبسط قواعد اللياقة والاحترام في مخاطبة قادة الدول.
 
الصفقة شكلاً مثيرة للقرف ومضموناً مثيرة للرفض بسبب تجاهلها للشرعية الدولية التي أكدت على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على أرضهم التاريخية وهي بالتالي ساقطة، مصيرها سيكون مثل كل المبادرات الظالمة التي دبرها أشرار بالليل وانفضحت بالنهار العربي الفلسطيني فذهبت غير مأسوف عليها إلى مزبلة القرارات الدولية.