Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2020

قرار الضم وما بعده*د. شهاب المكاحله

 الراي

قبل عدة أيام، نشرت مقالة تحليلية على صدر إحدى الصحف الأميركية المهمة عن مشروع إسرائيل لتقسيم المنطقة بل وتفتيتها حتى تبقى وحدها سيدة الموقف في الشرق الأوسط كله. تضمنت المقالة السيناريوهات والخطط التي تعمل عليها القيادة الأردنية للحصول على دعم دولي لتجميد أو إيقاف قرار الضم الإسرائيلي لأنه ينهي حل الدولتين ولا يعترف بتاتاً بكيان فلسطيني ويستبدل الفلسطينيين باليهود ويمنع حق العودة.
 
أوراق قوة الأردن تكمن في المؤازرة الشعبية قبل الدولية، وتنبع من التاريخ قبل المستقبل. في الفترة الأخيرة سادت المنطقة أجواء عاصفة سياسياً وقد تستمر إلى ما بعد تشرين الأول القادم لأن خطة إسرائيل في الضم لن تتوقف عند حدود معينة فهي تريد أن تحصل على عمق استراتيجي لها ولو كان ذلك على حساب جيرانها. وهنا لا بد من تمتين الجبهة الداخلية كأساس للمواجهة مع التنويع في الخيارات السياسية والاستراتيجية لحماية مصالح الأردنيين والفلسطينيين والوقوف خلف القيادة الهاشمية.
 
يحاول الأردن المناورة والمحاورة عبر وسائل وقنوات عديدة المانية وأميركية وإماراتية لدعم الثوابت الأردنية تجاه القدس وحل الدولتين، مؤكداً أنه لا بد من عدم التسرع في التطبيع مع اليمين الإسرائيلي حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فحين تعلم تل أبيب أنه ما زالت لَعمَان كلمتها الفصل في القرار العربي وأن الأردن رقم صعب في جيوبوليتيك منطقة الشرق الأوسط ما قد يقلب الأمور رأساً على عقب في حال الإقدام على خطوة الضم التعسفي مع سبق الإقرار بإنهاء حل الدولتين، فإن على الجميع، وهنا المقصود الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها من الدول التي تسعى لإحلال سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط منذ أمد طويل، أن تتحمل مسؤولياتها وتفي بالتزاماتها لتجنيب المنطقة الانزلاق إلى منعطف شديد من التطرف الذي يتبعه خروج مارد الإرهاب من جديد من قمقمه مهدداً بالانفلات الأمني في منطقة أشبه ما تكون ببرميل بارود.
 
على جميع الدول أن تعي وتقدر مخاوف الأردن والأردنيين وفلسطين والفلسطينيين وهنا نتحدث عن ثوابت تريدها إسرائيل متغيرة منذ العام ١٩٦٧. فالأردن يريد أن يؤسس لنواة حراك سياسي دولي يتماهى والخطر الداهم جراء مشروع الضم الإسرائيلي على الرغم من كل التعقيدات التي تلوح في الأفق. والرهان لا يكون على مواقف دولية اليوم لأن القرارات الدولية باتت رهينة الأدراج لا تطبق؛ الرهان اليوم على المواقف الشعبية التي تدعم القيادة الأردنية وتؤيدها في التصدي لمشروع الضم لما له من تداعيات خطيرة على الأردن وفلسطين ولاحقاً على لبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية وفق المخطط المرسوم من قبل.
 
يعلم الأردنيون أن قرار الضم تهديد حقيقي لأمنهم القومي بل هو خطوة إسرائيلية لقطع همزة الوصل بين الأردن وفلسطين وتهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه وقطع الطريق عليه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.