Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2021

تأملات في «لا تغن للفراشات» للقاص رامي الجنيدي

 الدستور-ثراء درادكه

 
يركز الكاتب بسخريته اللاذعة على البعد الإنساني الذي يصيب الإنسان، فيدفعه إلى حالة من الاضطراب النفسي، والخلل في القدرة على التعامل مع الواقع المحيط به. فيعد هذا الجانب من أعقد الجوانب التي يمكن دراستها في الأعمال الأدبية التي تقوم على معالجة قضايا الإنسان والخوض في عوالمها للكشف عن المشكلات التي يعنيها بمختلف أشكالها؛ لتضع اليد على مواطن الخلل وتعالجها.
 
لقد جاءت السخرية متنوعة الحضور حيث بدأت مرتبطة بكشف العيوب ثم تطورت، ودخلت في اتجاهات جعلت من الأدب الساخر مسارا يقصد فيه وصف العيوب والسلبيات لأهداف متعددة.
 
من القضايا التي عالجها الكاتب (عاطفة الحب والألم) التي ترتكز على الكثير من العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية، ومع ذلك فإن ظاهرة الحب والألم تعكس القهر الذي يعانية الإنسان من محيطه ومجتمعه.
 
ويقف الكاتب مع هذه الظاهرة في عدد من قصصه، ولا يمر عليها دون أن يضع لمسته الساخرة لمجموعة من المشكلات.
 
ففي قصة(الغريم) تحدثت عن الفتاة التي عانت من الحب بعدما كانت تتراقص فرحا، فقد عانت من فقدان العاطفة والحنان. لذلك اختارت أن يكون غريما لها؛ ليكون مخلصا لها من ألم الروح والجسد."كانت تصنع رجلا ثلجيا يشبهني تحت شجرة الزيتون". يعبر الكاتب في هذه الحادثة عن سخريته من الألم التي ترك شرخا كبيرا في قلب تلك الفتاة.
 
ويعرض الكاتب شخصيتان كلاهما تعاني القهر والألم،فلا أصعب من تحطيم الأحلام وموت روح الحب والعطاء في نفس الشباب، وهذا انتقاد غير مباشر لحياة الشباب في مجتمعات لا تهتم بهم. ففي قصة (الحب والألم) أصبح الشباب بلا روح"حدثته طويلا عن الحطاب الذي استوطن في قلبها منذ زمن" فهذه النظرة القاتلة قد أغلقت أفق الرؤية في حياتها، وهنا قد برع الكاتب في تصوير الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الشخصيتان.
 
وتمثل قصة (اكتفاء) حالة من الغموض التي كان من المفترض أن يشكل حالة من الفرح والسعادة، لتكون نهايته القهر والألم، ففي ذهابه قتل أشياء كثيرة.
 
وفي قصة (حديث آخر بلا لوز) جعلها ترى أن قيمة الوجود والانتظار أصبحت لا تساوي شيئا "أما أنا لا وقت لدي كي أنتظر" وهنا يظهر الكاتب حال هذا الشخص بصورة ساخرة عندما دار حوار بينهما:"حين يزهر اللوز سيكون لنا حديث آخر".