Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2017

نبوءة صديقي الضالعي - د. أحمد شقيرات
 
الراي - لم أسأله عن اسمه فحديثه الشائق يكفي محدثه زاداً سياسياً من أحد أبناء جنوب اليمن المعروفين بثقافتهم وعدائهم للاستعمار البريطاني، حيث التقينا مجموعة من الزملاء مع مجموعة من أبناء عدن في ستينيات القرن الفائت في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وكانت عدن يومها رمزاً لاستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا العجوز، إذ كان حي (كريتر) معقلاً من معاقل نوار الجنوب الأشاوس، ويومها أخذ الأخوة العدنيّون يشرحون لنا كيف يقاوم الجنوب البريطانيين، وقد كانوا على ثقة كبيرة بالنصر، وقد تحقق لهم ذلك.
 
أما الضالعي الخبير السياسي كما رأيت، وكما جاءت نبوءته وتوقعاته بل تأكيداته بانفصال الجنوب عن الشمال، فهو خير من كثير من المحللين الذين يصدعون الرؤوس بتحليلاتهم السطحية. فقد أكد لي أن علي صالح أساء إساءة بالغة لا تنسى من الأبناء الجنوب حين أقال ثمانمئة ضابط – كما قال–حيث جلسوا في بيوتهم بعد توحيد شطري اليمن في الستعينات (1990).
 
والأدهى من ذلك أن صديقي هذا أكد لي أ ن عبد ربه هادي يتعاون مع علي صالح (الآن) رغم الحرب القذرة-بينهما كما قال.
 
وها هي الأيام تثبت صحة نبوءة أحد ابناء جنوب اليمن، إذ جاءت خطوة منصور هادي بإقالة اللواء عبدروس الزبيدي محافظ عدن، وأحد الوزراء رغم تظاهرات المليون انسجاماً مع تعاونه عام 1994 مع علي صالح في إخضاع الجنوبيين للبقاء ضمن وحدة اليمن بعد مؤتمر (الوفاق والاتفاق) كما قال الضالعي بلهجته اليمنية المحببة حيث–ترقيق القاف- يعطيها نكهة خاصة.
 
وبالرغم من إصراري على أهمية وحدة شطري اليمن، إلا أنه كان الخبير بشؤون الجنوب اليمني إذ أكد أن الجنوبيين تأكد لهم الآن–كما قال- أن هذه الوحدة هي لصالح الشمال فهم المهمّشون على رأيه–وأن الانفصال آتٍ لا ريب فيه. وها هو إعلان عدن التاريخي – بكل أسف–بتشكيل قيادة سياسية للجنوب–حكومة مؤقتة- تفاوض نيابة عنه في أي محفل سياسي حول قضية اليمن الممزق الجائع الضائع-يؤكد هذا الإعلان قدر هذه الأمة المبتلاة من الغرب الحاقد، ومن بعض أبنائها العاقين.
 
a.al_shucairat@yahoo.com