Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2019

شعراء يستنهضون الأمة ويحلّقون في فضاءات العروبة

 الدستور- نضال برقان

بدعوة من لجنة الشعر في رابطة الكتاب، أقيمت مساء يوم أمس، أمسية شعرية يشارك فيها الشعراء: هشام عودة، وأديب ناصر، ومريم الصيفي، وقدم الأمسية وأدار الحوار مقرر اللجنة الشاعر جميل أبو صبيح، بحضور رئيس الرابطة الشاعر سعد الدين شاهين وكوكبة من أعضاء الهيئة العامة في الرابطة.
وحلقت قصائد الأمسية في فضاءات العروبة، متأملة التحديات التي تواجهها الأمة في الراهن والمعيش، فمن جراحات بغداد، إلى عذابات القدس وغزة، إلى التأكيد على ضرورة أن تصحو الأمة من كبوتها، وتعود إلى مكانتها الطبيعية على الصعيد الحضاري والإنساني.
أولى القراءات كانت للشاعر هشام عودة، الذي قرأ من الشعر العمودي وشعر التفعيلة، الذي زاوج بين محبوبته والوطن من خلال قصيدة قال فيها: «سأقولُ للدنيا قفي/ وتفرّسي في وجه من أهواهُ/ إنّ دمي دليلي. وأقولُ للطرقات تيهي/ قد أتتك أميرةُ الزمن الجميل. وأتتك باذخةُ الخطى/ وطنا تجمّع من رذاذ العطر/ في تلك الحقول. وأنا الموزّعُ/ بين نافذة المخيم/ والجليل».
كما قرأ الشاعر قصيدة للقدس، قال فيها: «القدسُ واقفةٌ على حدّ الدماءْ/ القدسُ تكتبُ ما تشاءْ/ وتعيدُ للتاريخ هيبَتَهُ/ وتحتضنُ السماء/ يا قدسُ وحدَكِ/ في الشوارع/ والمزارع/ والدروبْ/ يا قدسُ وحدَكِ/ في سطورِ كتابنا الممتدّ/ أبعدَ من غمامِ الصبحِ/ أقربَ من حنايا الروح/ في نبضِ القلوبْ».
وتأمل الشاعر عودة الراهن العربي من خلال قصيدة قال فيها: «شاهدت أضرحة من الرمل المبعثر/ في طريق العائدين/ إلى منازلهم/ فرادى/ قلت يا الله/ أدركني/ أنا المعجون بالحناء/ أنا المجبول بالصلصال/ أنا المشدود للذكرى الوحيدة/ في دفاتر عاشقين/ تلاقيا في السوق/ يوم الجمعة الأولى/ وتاها في الزحام/ شاهدت قبرا/ يستحم بما تجمع من رذاذ الفجر/ والصحراء تفتح بابها للريح/ تختلف القوافل في الرواية/ والحداة النائمون استسلموا للسحر/ يا الله/ هذا الليل يكشف عورة الصحراء/ والناجون من حرب مؤجلة/ تبعثرهم على الصفين/ أسئلة الغمام..».
وكانت القراءة التالية للشاعرة مريم الصيفي، التي قرأت لـ»غزة العرب»، وللقدس التي ناشدتها أن لا تحزن، من خلال قولها: «في الصدر نهر من الآهات يضطرم/ ودمع الروح منها الروح تنثلم/ يا قدس لوحي بمنديل الأسى أسفا/ فالجرح في القلب دامٍ ليس يلتئم/ ألوذ بالدمع في عيني فيغرقني/ وكيف من غرق للروح معتصم؟..».
كما قرأت الشاعرة قصيدة «أفق من ذهولك»، وفيها تقول: ذهولٌ... ذهولٌ.../ و لا شيء غير الذهول..!/ شظاياي في داخلي../ كيف أجمعها كي أسير..؟/ وكيف تسير المواكب/ خلف البيارق إن جفَّ نبضٌ بها؟/ أتسقط كل الأماني؟/ إلى ذلك الحدّ هذا السقوط/ مخيفٌ .. مخيفٌ ../ فأين الحقيقة يا كون/ يا شمس ../ يا نجم .. يا نهر .. يا جرف../ يا كلّ هذي النواميس../ أين الحقيقة.. أين؟/ و من ذا الذي سيزيح الغباش؟/ أتكتمل الخطوات/ على الدرب بعد اختلال الموازين ../ بعد ارتجاج الثريا..؟/ أينتعش الزهر/ بعد الذبول؟..».
الشاعر أديب ناصر قرأ قصيدة تأمل فيها راهن الأمة العربية، وما تواجهه من تحديات، حملت عنوان «شظايا»، وقال فيها: «هل أمّة نحن .. أم إنا شظايانا؟/ أكاد أبحث عني بين قلانا/ فقد تمد (الدما) من قبرها يدها/ وينطق الموت رغم الموت شريانا/ أمن كثير رمال بغتة دفنوا/ والذعر كان بهول الذعر أكفانا؟/ أم من كثير كخان عجّ فاختنقوا/ وسار زحفا عليل الظل إذعانا؟/ من ذا يوزع هذا الموت في مغر/ وفي جبال وأنهار ووديانا/ من ذا يشتتنا حتى نلوذ به/ أنستعيد بمحض الموت أحضانا؟».
كما قرأ الشاعر قصيدة وقف من خلالها على أسئلة الكينونة والوجود، بعد أن فعل المرض في جسده ما فعل، وفيها يقول: «وكيف.. وقمر الليل يسأل عني/ وعن آهاتي في الموال؟/ وكيف ولي وطن منتظر/ وأنا أيضا منتظر/ فمتى يطلقنا يا غدنا البركان؟/ شوقين، نجمع من أغلال ما أنهكه القيد/ ومن ترحال ما شرده البعد/ شوقين، لننسج أجنحة وسرى/ وتغطي ما بين المائين عروة جبال/ آن يحط الدفء/ وآن يبرعم في الأغصان حيال/ وأن أنادي من رمق في الصدر أخير: لا شيء محال.. لا شيء محال/ وأراني فزّة قبرة/ وأراني في برق وغزال..».