الغد-نادية سعد الدين
يحتشد الفلسطينيون اليوم بالمسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، والتصدي لمخطط الجماعات المتطرفة بتقسيمه وتهويده تحت ذريعة إحياء الأعياد اليهودية المزعومة مع اقتراب موسمها بما تحمله من مخاطر شديدة على "الأقصى".
وينتظر المسجد الأقصى أعتى مواسم العدوان عليه مع استعداد ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لتصعيد وتيرة الاقتحامات والانتهاكات لحرمة المسجد تحت ذريعة إحياء موسم الأعياد اليهودية المزعومة، الذي يبدأ في الفترة من 3 إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر) القادم، في ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله.
وأعلنت تلك الجماعات المتطرفة حالة الحرب على "الأقصى" منذ فترة، بدعم حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، في ظل حملات التحريض التي تنظمها ضد المسجد ونشر صور تدعو لتدميره وإحراقه، وتكثيف عمليات الاقتحام لباحاته، بحماية قوات الاحتلال.
ويشكل ذلك خطوة تصعيدية خطيرة، تأتي ضمن المخططات الصهيونية الرامية لتهويد المسجد الأقصى وطمس معالمه وبسط هيمنة المستوطنين عليه.
وفي سابقة خطيرة؛ نشرت ما يسمى منظمة "نشطاء جبل الهيكل"، المزعوم، قبل أيام، مقطع فيديو جديد يظهر فيه احتراق المسجد الأقصى المبارك، في إشارة إلى تدميره وبناء "الهيكل" المزعوم.
ويأتي ذلك في ظل الهجمة غير المسبوقة التي يتعرض لها "الأقصى" من حصار واقتحامات بأعداد كبيرة وأداء كافة طقوس "الهيكل"، المزعوم، من صلاة وسجود ملحمي جماعي ونفخ بالبوق ومحاولة إدخال القرابين، مع منع دخول المصلين وإبعاد المرابطين خلال الاقتحامات.
وانطلقت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى وتكثيف الرباط فيه وإعماره، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية المزعومة، لمواجهة مخططات تقسيمه والتصدي لمخاطر هدمه وتهويده، الذي يدعو إليه الوزير في حكومة الاحتلال، المتطرف "ايتمار بن غفير" وأنصاره من المستوطنين.
وجدد المستوطنون المتطرفون، أمس، اقتحامهم للمسجد الأقصى من جهة "باب المغاربة"، بحماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً وصلوات تلمودية مزعومة في منطقة باب الرحمة، حسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
في حين واصلت شرطة الاحتلال التشديدات على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية، في إطار انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه المستمرة للمسجد، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه، وتغيير الوضع القائم فيه.
من جانبه، دعا القيادي في حركة "حماس"، عبد الرحمن شديد، إلى مواصلة الحشد وتكثيف الرباط في باحات المسجد الأقصى، وحمايته من مخططات "جماعات الهيكل" واستعداداتهم لإقامة مراسم احتفالية بالأعياد اليهودية داخل ساحاته خلال الأيام المقبلة.
وقال شديد، في تصريح له أمس، إن "هبة النفق التي نعيش ذكراها الثامنة والعشرين، مثلت انتفاضة شعبية احتجاجاً على حفر وافتتاح سلطات الاحتلال النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، بينما يتم اليوم نفس المخططات التهويدية للأقصى، مما يستدعي الحفاظ على ديمومة الرباط وشد الرحال إليه، لحمايته من مخاطر التهويد التي لا تتوقف".
وشدد على ضرورة التصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين وإفشال مخططاتهم التهويدية، والدفاع عن المسجد الأقصى بكل الوسائل والأدوات وحمايته من بطش الاحتلال، منوهاً إلى أن الاحتلال لا يتوقف عن محاولات فرض خطط التقسيم الزماني والمكاني، لفرض السيطرة الكاملة عليه.
وكانت قد حذرت حركة "حماس"، من مغبة إقدام حكومة الاحتلال ومستوطنيها، على أي عمل يمس بالمسجد الأقصى المبارك وهويته العربية الإسلامية، مؤكدة أن الأقصى هو عنوان صراع الشعب والأمتين العربية والإسلامية مع المحتل الصهيوني.
ويُشار إلى تصرح الوزير المتطرف "بن غفير"، حول عزمه ونيته بناء "كنيس" يهودي داخل المسجد الأقصى، بالتزامن مع قرار حكومة الاحتلال لتمويل اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد لأول مرة، حتى تسمح لآلاف المستوطنين ومئات آلاف السياح الأجانب باقتحام المسجد كل عام، بهدف نشر الرواية الصهيونية والتهويدية الزائفة حول المسجد.
ويأتي ذلك في سياق تصعيد عدوان الاحتلال في الضفة الغربية، عبر اقتحام قوات الاحتلال، أمس، مدينة دورا في محافظة الخليل، جنوباً، ومداهمة العشرات من منازل الفلسطينيين، وتفتيشها وتخريب محتوياتها والاعتداء على سكانها.
ويصعد جيش الاحتلال من جرائمه في مدن الضفة الغربية، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من خلال تكثيف وتيرة الاعتقالات وتضييق الخناق على الفلسطينيين في أعمالهم، إلى جانب استهداف التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد العدوان على غزة بالرصاص الحي، ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.