Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jul-2020

الأدبية بشرى أبو شرار: عرش الإبداع يتسع للرواية والشعر

 

الدستور- حاورها: فوزي الخطبا - الأدبية الروائية بشرى أبو شرار عربية فلسطينية أردنية تنسج من خيوط الشمس سردها الإبداعي، ومن ذاكرة المكان ترسم أجمل اللوحات الفنية، فلسطين حاضرة في ذاكرتها وقلمها وقلبها تسترجع الأحداث بمهارة فائقة وحس وجداني شفاف إبداعها وحكاياتها نابضة بالحياة والحركة دخلت عوالم السرد والتسريب بقوة وتفنن، أسلوبها آسر فيه متعة وجمال ولغتها لغة شاعرية ومعمار فني ملفت للنظر، تناول إبداعها الروائي والقصصي كبار النقاد بدراسات ومقالات نقدية كشفوا عن أصالة وعمق وصدق موهبتها الإبداعية، وكانت حاضرة في الدارسات الأكاديمية العليا في جامعات عربية مرموقة، يتناسق في إبداعها الحاضر والماضي والحدث في سرد درامي عالٍ أُتيح لي أن أتعرف عليها في ملتقى الشارقة للسرد في دورته السادسة عشر بعنوان «الرواية التفاعلية الماهية والخصائص» التي عقدتها دائرة الثقافة الإمارات العربية - حكومة الشارقة، كان لنا هذا اللقاء عن إبداعها الأدبي.
 
* عتبات النص العنوان الأول والسطر الأول في العمل الأدبي. عناوين روايتك محيرة، هل وراء ذلك أن تضعي المتلقي في حيرة أو من باب التشويق؟
 
- عتبات النص تتشكل من حيرتي التي كانت أحد عوامل تحريضي على كتابة العمل، العتبات هي أنا، روحي أنا المثقلة بالوجع.
 
* بدأت كتابك في عوالم القصة ثم انتقلت إلى عالم الرواية، هل وجدت نفسك في هذا العالم أكثر؟
 
- انتقالي من عالم القصة إلى عالم الرواية لم يكن مخططا له، عالم القصة هو عالمي، الرواية حياة، أنا منها وهي مني، حين أبحرت إلى عالم الرواية وجدتني حين أنتهي من كتابة كل رواية ألتقط أنفاسي على عتبات القصة القصيرة، أركن إلى عالم القص، زمن أستعيد فيه ذاتي المتشظية من رواية انتهيت من كتابتها، وحزن أنتظر أن يتسرب مني لفراق شخوصها وحالة كانت تسكنني لسنوات كتابتي للعمل، أجاهد لأن أنفض عني عالمها، ألوذ إلى عالم القص، أعود من جديد لكتابة رواية في تتشكل في تجربة إبداعية مغايرة.
 
* هل ما كتب عنك من دراسات نقدية في مجالي القصة القصيرة والروائية أنصفك؟
 
- جل ما كتب عني كان يفرح قلبي، لأني أراني من خلال تلك العيون، ورؤى تهديني روح الفرح، لم أفكر في من أنصفني، أو أن لم ينصفني أحد، أنا في داخلي لا أحتفي بما أقدم ولا أنحاز له، نهجي في مسيرتي الأدبية حث الخطى، وأرنو لقادم أجمل، وشكر وامتنان لكل من أهداني من وقته وحرفه ليكتب عن ما قدمت من أعمال، أنا أعتبر نفسي محظوظة لأني أخذت اهتمام عدد كبير من النقاد والمهتمين ولا يسعفني الوقت هنا لأكتب عن أسماء وأسماء، هذه هي مسيرتي ومسيرتهم، معا كنا في مسار الانتماء للحياة الثقافية.
 
* ذكر العديد من النقاد أن سيرتك الذاتية كتبت من خلال روايتك قمر في الظهيرة ما رأيك في هذا الرأي؟
 
- «قمر في الظهيرة» هي أنا ولا أحد سواي، كل ما كتبته من أعمال روائية هي أنا، ومن أراد أن يبحث عني سيجدني في كل أعمالي الروائية، أنا من أبحر في الذات المنهكة المثقلة بالوجع، ما كتبته هو من روحي ودمي، عنوان «قمر في الظهيرة» ظل يسكنني لسنوات قبل كتابتها، سألت نفسي «إن لم أكتبني فمن يكتبني؟» أردت لتجربتي في الحياة أن تحيا من بعدي، لا أن تموت برحيلي، هي تجربتي أنا، عذاباتي أنا، ونهوضي بعد السقوط هي أنا.
 
* هل ما كتب الهم أو الأدب الحزيراني من روايات عربية بحجم هذا الهم الكبير فنياً وموضوعياً؟
 
- أحجام الهموم نسبية، لكل هم مساحاته وتحدياته، وكل إنسان له همه الخاص والعام، وهو الوحيد القادر أن يتحدث عن ما حاق به من هزائم وما حصده من انتصارات، الجميل أن نحول الانكسارات إلى نصر وقوة وإيجابية، التحدي لنمضي إلى الحياة أقوياء من روح تجربة تعذبنا بها وخرجنا أصحاء نستطيع مواصلة السير من جديد، المهارة في الكاتب حين يجيد الغزل بمغزله ويعيد نسج ما حاق به من وجع في تشكيل جديد.
 
* هل تعتقدين أن الرواية العربية في هذا القرن هي التي تتربع على عرش الابداع العربي بعد ما كان الشعر؟
 
- عرش الإبداع يتسع للرواية والشعر، أنا في كل كتاباتي أنطلق من بيت القصيدة، لأنها سلة اللغة والصور التي تموج بكل معاني الجمال التي تأسر قلبي وروحي، أنا لا أرهق عالمنا الإبداعي بهذه الرؤى والمضاهاة ما بين عالم الشعر والرواية وهما صنوان، هما واحد وكل يعزف على قيثارته، وكلنا أنشودة من الجمال والإبداع.
 
* هل النقد العربي يعاني من أزمة أم أنه يواكب الإبداع في مختلف حقول الإبداع الأدبي؟
 
- عالم النقد هو عالم البهاء، هو ذؤابة ذلك النور الذي يمضي رفيقا لحروف المبدعين، عالم الأدب والنقد صنوان، كما نحتاج ونرنو لكل عمل أدبي يدق نافذتنا بكل جمال، نحتاج لحروف ناقد نصفق له ويعلو الصوت ليعانق حرف الناقد وحروف المبدع.
 
* ما هو العمل الذي تتمنين أن تكتبيه في المستقبل؟
 
- العمل الأدبي الذي أتمنى أن أكتبه هو «أنا» حين أصير إلى تشكيل جديد من خلال حياة أعيشها، حياةً تلقي إلينا مستجدات من روح تجربة قد نجيد أن نكتبها، الإبداع مشوار لا نهاية له، هنا أتوقف عند أستاذي في عالم الرواية «نجيب محفوظ» الذي ظل يرافق الحرف والقلم وترك لنا آخر محطاته «رأيت فيما يرى النائم» قد أكون هو وأكتبني كما كتب عن روحه وتجربته، خطة القادم من الأعمال غافية في عالم الغيب، عالم لا أعلم عنه ولا يعلم عني حتى وقتي هذا.