Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

لماذا تحدّث عاهل الأردن عن “ثلاثة أشهر” يُفترض أن “تتغيّر فيها الأمور في إسرائيل”؟: رسائل عتب من”الموساد” وتلميحات من “البنتاغون”: الأسابيع الـ10 المُقبلة مُهمّةٌ جدًّا في مسيرة اليمين بتل أبيب وعلى ع

  خاص ب”رأي اليوم”:

لاحظ المراقبون السياسيون كيف تحدّث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن مرحلة من “أسوأ العلاقات” بين بلاده وإسرائيل مع التركيز على توفّر فرصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لأن تعود الاتصالات والعلاقات “إلى سابق عهدها”.
لم يحدد ملك الأردن الجهات التي يعتبرها مسئولة عن “سوء العلاقات”.
لكن الإشارة كانت مباشرة وواضحة إلى بنيامين نتنياهو ومجموعته اليمينيّة المتطرفة التي تمترست في مضايقة الأردن مرتين على الأقل مؤخرا عبر الإعلان عن ضم شمالي البحر الميت والأغوار رسميا إلى إسرائيل وعبر المساس المنهجي بمبادئ “الوصاية الهاشمية” خصوصا عبر الموافقة على دعوات لأن يصلي اليهود في باحة المسجد الأقصى، الأمر الذي اعتبر أضخم تحرّش إسرائيلي بالمملكة الهاشمية.
لماذا وصف العاهل الأردني العلاقات مع إسرائيل بأنها سيئة جدا خلال ظهوره في حوار بمعهد الشرق الأدنى الامريكي؟
يُمكن فهم الرسالة الأردنية من خلال فهم طبيعة الموقف الأردني من المعهد المشار إليه فهو في حسابات الخارجية الأردنية أحد المؤسسات البحثية الكبيرة المحسوبة تماما على إسرائيل وعلى اللوبي الإسرائيلي في الواقع الأمريكي.
يعني ذلك أنّ ملك الأردن أراد أن يتحدّث عن الإسرائيليين عبر ومع مؤسسات داعمة بقوّة لهم في الهيكل الأمريكي.
والعلاقات تطوّرت لصالح السلبية بعد استعادة أراضي الباقورة ورفض الملك عبد الله الثاني مرّتين استقبال نتنياهو في عمّان وسط نشر مقالات محليّة تشير لأن الموقف الملكي ساهم في تقليص فرص نتنياهو المترنّح والذي يخضع للتحقيق والاتهام حاليا ويُعتبر في أسوأ أحواله.
الرسالة الملكية الأردنية تنطوي أيضا على تذكير بأن الأشهر الثلاثة المقبلة أساسية لتقييم الموقف واستعادة الشراكة من أجل السلام وهي صيغة أردنية تعني دوما مؤسسات العمق الإسرائيلي الأمنية والعسكرية.
وتلك سياسيا دعوة أردنية لاستنئاف الاتصالات والشراكة على أساس “الماضي” بمعنى مصداقية الخطاب والإجراءات حيث درج الأردنيون على وصف نتنياهو في أروقة القرار بأنّه “مُخادع وكذّاب”.
عمان بدأت خلف الكواليس أقل تفاعلا مع مبعوثين أمريكيين يعملون مع الأغلبية الجمهورية في الكونجرس وعادت لتنشيط التواصل مع وزارة الخارجية.
عمّان تلقت رسالة “مهمة ومثيرة” حسب مصادر مطلعة من الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية العميقة وتحديدا من جهاز الموساد تعبر عن الأمل بأن لا تعتبر العاصمة الأردنيّة مواقف نتنياهو وحزبه هي الأساس في نظرة إسرائيل أو عُمقها للعلاقة مع الأردن.
الرسالة تلك حملها مبعوث أردني وتشير إلى أن الأمن الإسرائيلي مهتم بأن لا ترتبك الخطوط وتصبح مشوشة مع الأردن بسبب تصرّفات حكومة نتنياهو وتصريحاتها ويسعى المرسلون هنا لتبديد المخاوف الأردنية والتأكيد على أن العمق الاسرائيلي “لم ينقلب” على الدولة الأردنية ويطالب باسئتناف التواصل وعدم البقاء في مساحة التردّد.
تلك الإيحاءات على الأرجح طلبت من الأردنيين الانتظار قليلا وعدم التسرّع في الحكم على تطوّرات العلاقة معهم وأشارت إلى سقف زمني مدته 10 أسابيع يعتقد أن الأمور ستتغيّر خلالها في إسرائيل نحو الأفضل وعودة التنسيق التفصيلي مع الأردن خصوصا في ظل تقييمات تسمعها عمّان في واشنطن عن مؤسسات عميقة أمريكية مُعترضة على برنامج نتنياهو في إقامة علاقات خاصّة وسريعة مع دول الإقليم وبدون تنسيق مع واشنطن ومن وراء ظهرها أحيانا.
ويبدو أن الأسابيع العشرة المشار إليها هي التي يؤشر عليها ملك الأردن وهو يتحدُث عن آمال بحصول تغييرات لصالح السلام والشراكة في “التركيبة الإسرائيلية”.