Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2017

أخطأ بول.. فانتعشت داعش - م. وائل سامي السماعين
 
الراي - بعد حرب الخليج الثانية استمرت العلاقات متوترة بين أميركا والعراق ,ففي عام 2000 هدد صدام حسين باستخدام اليورو بدل من الدولار في شراء النفط. وحتى تضمن الولايات المتحدة تدفق النفط ومصالحها في المنطقة , مهدت لغزو العراق على ذريعة ان لديه اسلحة دمار شامل , وقد ساهم بشكل كبير افتقار صدام للحنكة والدهاء السياسي في سهولة تنفيذ المخطط الاميركي, فغزت اميركا وبريطانيا العراق عام 2003, وسقطت بغداد في غضون اسابيع في 9 ابريل عام 2003 وقتل عشرات الالاف من المدنيين والعسكريين , وانتشر النهب والسلب ودمرت البنية التحتية للعراق. وسميت هذه الحرب بحرب الخليج الثالثة.
 
بعد احتلال العراق, اصدر الرئيس الاميركي جورج بوش امرا بتعيين بول بريمر كرئيس لسلطة الائتلاف المؤقتة في العراق ,حيث وصلها في 11 أيار 2003 ,أخطأ بول بريمر واصدر مرسومين ساهما في تأسيس وقوة داعش فيما بعد. فالمرسوم الاول اصدره بتاريخ 16 أيار 2003, ويتعلق بحل حزب البعث العراقي , وعلى اثر ذلك فقد اكثر من عشرين الفاً من البعثيين وظائفهم. واما المرسوم الثاني كان في تاريخ 23 أيار 2003 , فُحل الجيش العراقي, ووجد ما لا يقل عن 400,000 جندي عراقي انفسهم في الشارع بدون رواتب. في ذلك الوقت كانت تنشط في العراق عدة مجموعات مسلحة صنفت عربيا ودوليا ارهابية. منها القاعدة وليدة الحرب الافغانية وخطاب الصحوة الاسلامية المتشدد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي الذي كان يقوده الشيخ يوسف القرضاوي نتيجة الدعم اللامحدود لاسرائيل من الغرب, وعربدتها مما ادى الى فشل العرب باحراز اي تقدم في القضية الفلسطينية والتي هي محور جميع النزاعات في الشرق الاوسط بل والعالم اجمع, اضف الى ذلك احتلال السوفييت لافغانستان. فشجعت اميركا هذا الخطاب المتشدد لتستغل الشباب العربي المتحمس في حربها ضد السوفييت ,فانتج هذا الخطاب عشرات الالاف من حملة الافكار المتشددة الذين عادوا لبلادهم ولم يكن من السهل اعادة تأهليهم, فتحولوا من مجاهدين ضد الغزاة الى ارهابيين ضد بني جلدتهم , لانهم في نهاية المطاف امتهنوا الحرب لسنوات ولم يجدوا البديل في الاستقرار.وكان ينشط في تلك الفترة ايضا جماعة التوحيد والجهاد التي اسسها ابو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2003, والذي قام بمبايعة اسامة بن لادن لاحقا , حيث كانت ادبياتها تنص على ان الشيعة مشركين ويجب ابادتهم لانهم متحالفين مع الغزاة الأميركان.بعد ذلك انضمت عدة مجموعات تصنف ارهابية مثل القاعدة وجماعة الجهاد والتوحيد وغيرها تحت قيادة واحدة سميت مجلس شورى المجاهدين التي اصبحت تسمى فيما بعد داعش. فانضم اليها العديد من الجيش العراقي المُنحل من اهل السنة , وكان يقدر ما مجموعه 25 من اصل 40 من قادة داعش هم من الجيش العراقي.تنامت القوة لداعش بانضمام تلك الخبرات العسكرية والدعم المالي من بعض اهل السنة في الخليج. في بداية الامر رحب بهم العراقيون السنة,وقدرت الاجهزة الاستخباراتية عدد المتعاطفين من العرب معهم بحوالي 42 مليون , حيث رأوا فيهم نواة للخلافة الاسلامية , وانهم القوة التي سوف تدحر اميركا في العراق , وحلفائها من شيعة العراق وايران التي باتت تهيمن على العراق ومقدراته.ولكن بعد ان شاهدوا المذابح التي ترتكب بحق الانسانية تلاشى ذلك التعاطف. نمت وكبرت داعش اثناء احتلال الجيش الاميركي للعراق ,وبعد رحيلهم في شهر كانون الاول عام 2011, ادى الفراغ الامني الى ان تكتسح داعش لتكتوي المنطقة بنار والعالم بنار الارهاب.
 
waelsamain@gmail.com