Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Sep-2017

في معنى العيد - د.محمد الرصاعي
 
الراي - في غمرة ضغوطات الحياة، وانشغال الذهن المتواصل بالتفكير في كيفية التعاطي مع تفصيلات الحياة وتعقيداتها المتزايدة، يأتي العيد ليأخذ بيدنا إلى مساحات أرحب، ويخرجنا من رتابة الحياة اليومية، ويعزز طاقتنا الذهنية الإيجابية.
 
إنَّ العيد صفاء للذهن، وانشراح للقلب، وسعادة للروح، تتحقق من ممارسة الشعائر المرتبطة بالعيد أكثر من غيره من أيام السنة، كالتواصل بين الأرحام، وفعل الخيرات، ومساعدة المحتاجين، وتعظيم شعائر الله، وشكره على نعمه وفضله.
 
يحقق العيد تقارباً اجتماعياً يعمق العلاقات الاجتماعية في المجتمع، وتحل المحبة بدلاً من الجفاء والقطيعة التي تفرضها متطلبات حياتنا المعاصرة.
 
غير أنَّ الكثير منا لا يدرك الغاية والمراد من العيد، والأثر الذي يتركه في داخل الإنسان المسلم فيقع ضحية لممارسات وأفعال تجعل منه أسيراً لمظاهر الاستهلاك والاسراف غير المبرر، والذي يرتب على الأفراد والعائلات مصروفات مالية كبيرة، وأوقات مهدورة في التجوال في الأسواق، مما يتسبب في ضغوط نفسية وأثار سلبية كبيرة.
 
وفي ممارسة مفارقة تماماً لمعنى العيد، يسافر البعض خارج الوطن بعيداً عن الأهل والأحبة، حتى أصبح من المعتاد أن يخصص هؤلاء مبلغاً من المال للسياحة الخارجية في أيام العيد بالذات، فيحرمون أنفسهم مشاركة الأهل والأرحام مشاعر التواصل والتقارب وتبادل التهاني بالعيد.
 
إنَّ التشريع الرباني والغاية السماوية من العيدين في ديننا الحنيف وهما عيد الفطر وعيد الأضحى يحقق معنىً عميقا، يتمثل في أنَّ سعادة الإنسان تنشأ بطاعة الله والإمتثال لأوامره واجتناب نواهيه، فعيد الفطر يأتي بعد الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الصيام في حين أن عيد الأضحى يأتي عقب الركن الخامس وهو الحج.
 
هذا الفهم الصحيح لمعنى العيد في الإسلام، يجعل الإنسان يتوقف عن البحث عن السعادة في ملذات الدنيا الزائلة والجري وراء إغراءات الحياة، ويتوجه إلى الإلتزام بطاعة الله عز وجل، والقيام بجميع الفروض والعبادات التي أمرنا الله بها، فيتحقق له السعادة في الدنيا والاخرة.
 
Rsaaie.mohmed@gmail.com