Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2017

الأكراد وأوروبا يوجعان خاصرة «أردوغان» - د. صفوت حدادين
 
الراي - رغم أن خطاب «اردوغان» الهجومي نحو اوروبا استشاط مع ما تعرضت له وزيرته في «هولندا» إلا أنه بلغ ذروته أول من أمس باتهام قادة «اوروبا» بتشكيل تحالف صليبي باجتماعهم في «الفاتيكان» لا في مكان آخر في «اوروبا».
 
فقدان «اردوغان» لاعصابه لا شك أنه مرتبط تماماً بالضغط النفسي الرازح تحته نتيجة التطورات السياسية في المنطقة و تخلي «اوروبا» عن روابطها مع «تركيا» بلا رجعة!
 
أول من أمس أيضاً وقع مطار الطبقة العسكري في «الرقة» في يد القوات الكردية في خطوة أخرى هامة لضم «الرقة المحرّرة» إلى اقليم «روج آفا» الكردي المقتطع من سوريا، هذا الاقليم المرشح أن يستمر توسعه إلى حد الوصول إلى العمق التركي قريباً جداً.
 
تركيا التي مارست المقامرات السياسية في المنطقة بامعان في تهتيك الدول المجاورة و تحديداً سوريا و العراق عبر فتح الحدود للارهابيين لممارسة شططهم الجهادي، لم تتوان عن جعل «اسطنبول» ثكنة مرنة للجهاديين و نقطة تجمع قبل التوجه إلى الأراضى المستولى عليها من الارهابييين حتى بدأت تنال من وجع الارهاب الدامي الذي ضرب آخر ما ضرب في قلب اسطنبول مخلفاً دماء خضبت وجه العام الحالي منذ بدايته!
 
اليوم «اردوغان» يشكو «اوروبا» التي تقف شوكة في حلق «ديكتاتوريته» في التفرد بالسلطة و تسد عليه معاقل طلب مؤازرة الأتراك المنتشرين في «اوروبا» بعد أن كان قمة أحلامه أن يرمي بلاده في الحضن الأوروبي بل و طلب من الأتراك أن يكثروا من الأطفال حتى يصبحوا أغلبية في «اوروبا»!
 
قادة «اوروبا» لا يملكون حق التصرف بإرث بلادهم في الديمقراطية و مكافحة الديكتاتورية في السلطة، و هي الحقيقة التي يحاول «اردوغان» التمرد عليها بتحصيل موقف ايجابي منهم تجاه نزوعه نحو السلطة مدى الحياة ووصل به الأمر إلى تهديد «اوروبا» بفتح الحدود أمام اللاجئين و كأن اللاجئين سلاح السياسة القذر!
 
المحصلة، أن «التركي» بدأ يصيح من وخز الخاصرة و السلوك السياسي هذا بكل ما فيه من رعونة يشي بأن «اردوغان» فهم رسالة تخلي «اوروبا» عنه بعمق و بات يعلم بأن الدولة الكردية الجديدة هي قدره الذي لا يمكن اناحته جانباً..
 
ماذا يخبئ القادم من الأيام لتركيا التي نال منها التدهور الاقتصادي إلى حد نزول الليرة التركية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة تاريخياً؟
 
هل سيفعلها «اردوغان» و يستنسخ التجربة الايرانية في «تركيا»؟ فقد وصل في العداء مع «اوروبا» إلى خط عدم الرجعة و نزوعه نحو موقف مواجهة قد يحتاج منه انقلاباً كبيراً على علمانية الدولة و اتجاهاً سياسياً يجنح نحو «روسيا» أكثر فأكثر..
 
التخبط السياسي في «تركيا» ينم عن قلق عميق تجاه المستقبل القريب و «اوروبا» قد لا تتأخر عن معاقبة «اردوغان» على العبث بأمنها لكن «اردوغان» أيضاً قد لا يتأخر عن خلق «تركيا المتشددة» كمهرب و حل أخير!
 
sufwat.haddadin@gmail.com