Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2017

يوجد عمل - أبيرما غولان

 

هآرتس
 
الراي - قبل بضعة اشهر التقيت مع آفي غباي وسألته اذا كان ينوي المنافسة على رئاسة حزب العمل. وقال إنه هذا الامر محتمل. وقلت له إنه لا توجد له فرصة. فأجاب أنه توجد فرصة. وهنا أنا اخطأت وهو كان على حق.
الايديولوجيا السياسية القوية يمكن أن تؤثر على قدرة التحليل، لكن في هذه الحالة وجدت صعوبة حقيقية في تصديق أن شخص جاء من الخارج، من اليمين، سينجح في سحب حزب العمل. عمليا، يبدو أن غباي ادرك وضع الحزب السيء، وقام بعمل رائع، استخدم المعطيات التي حصل عليها وحرث البلاد وشدد على عدم مهاجمة خصومه. الاسلوب الايجابي (الذي يناسب طبيعته ايضا) بث روحا جديدة في اوساط اعضاء حزب العمل المهزومين. واعضاء حزب العمل الجدد لم يشعروا بالصراعات التي بين معسكر يحيموفيتش ومعسكر بيرتس من وراء ظهر المرشح المبتسم.
لقد أصبح هذا تاريخا. خطة غباي لمضاعفة عدد منتسبي حزب العمل تعني تحطيم هذين المعسكرين واعادة بلورة الحزب كمركز ليبرالي ديمقراطي يوجد حول الشخص الذي لا توجد له رسالة ايديولوجية. (من الذي يريد الايديولوجيا أصلا؟ فحتى الصورة الاشتراكية الديمقراطية لا حاجة اليها)، بل توجد له رسالة مرتبطة بشخصيته وتاريخه والاقوال الايجابية والوعد باستبدال الحكم.
هذه الرسالة تصل عميقا الى الجمهور الواسع، لا سيما في مجالين. الاول، اليأس والتحفظ من نتنياهو ومقربيه وكل ما يمثلونه، خاصة التخويف والكراهية والفساد والإسراف وتحريض المجموعات السكانية ضد بعضها البعض. الثاني، التعطش للعودة الى الحكم، وهذا الامر موجود بشكل خاص في اوساط السياسيين والاكاديميين الذين فقدوا تأثيرهم على المؤسسة.
يوجد الآن أمل للتغيير. يمكن أن يكون حزب العمل حزبا كبيرا، واذا لم تحدث مفاجآت دراماتيكية واذا تصرف غباي بحذر وحكمة وأصبح قائدا، فإن يائير لبيد سيستمر في الهبوط (هذا نبأ جيد بحد ذاته)، وموشيه كحلون سيضطر الى تحديد موقفه، وسيضطر الجميع الى التنصل من اليمين المتطرف واليمين الاكثر تطرفا. ويحتمل أن الشخص الذي اعتقدت أنه لن يفوز على هيرتسوغ، هو الذي سيقوم باحداث التغيير.
يحتمل أن هذا لن يحدث، ويحتمل أن الأمل الكبير سيتحطم من جديد، ويصعب معرفة ماذا سيحدث وكيف. ورغم ذلك، على خلفية قضية الغواصات والبحث عن "شخص جديد" يمكن تخيل مواجهة بين حزب العمل وغباي وبين الليكود وميري ريغيف أو جدعون ساعر. حتى هنا الأنباء الجيدة. ومن هنا تبدأ المشكلة.
كلما نجح الليبراليون الديمقراطيون كلما شطب اليسار أكثر. ليس السياسيون وليس الطريق السياسية، الليبرالي الجديد يعرف كيفية ابتلاع كل برنامج مناقض له، بما في ذلك الاشتراكي الديمقراطي، يلفظه كمنتوج مزور ويقوم بتحسين طريقته التدميرية التي تضعف وتحطم مكانة المواطن والمجتمع والديمقراطية. وفقط اليسار المتضامن يمكنه أن يوقف هذه العملية، اليسار الذي يسعى الى السلام والمساواة، اليسار القوي والواضح. والمهمة الملقاة عليه هي منع تشويش المفاهيم الخطيرة. هذه مهمة غير سهلة. حركة يسارية شعبية متعددة، يهودية وعربية، تضع المحيط في مركز اهتمامها وتسير ضد التيار، لكن في الفراغ الذي نشأ الآن هناك حاجة الى هذه الحركة والكثير من العمل.