Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2022

“كتبت بالدم” هذا ليس شعارا فقط

 الغد-يديعوت آحرونوت

بقلم: يوسي يهوشع 17/8/2022
الحادثة القاسية في يوم الاثنين الماضي ليلا التي قتل فيها العريف أول نتان فيتوسي هي الثالثة منذ بداية السنة التي يقتل فيها مقاتلون. عبارة “نار ثنائية الأطراف” لا تستجيب للأحداث الثلاثة، لكن يوجد بينها خيط يربطها، ألا وهو مشكلة الانضباط وعدم الالتزام بالأنظمة التي درج في الجيش على تسميتها “كُتبت بالدم”. الاثنين الماضي ليلا، على خط التماس، أمام قرية شويكة قرب طولكرم تلقينا تذكيرا رهيبا كم أن هذا ليس شعارا.
في الحالة الأولى في وحدة دوفدفان في بداية السنة، كان قائد السرية النقيب (د) والمقاتل العريف أول (ي) اللذان أصيبا في أثناء حملة اعتقالات في قرية بروقين وعندها دخلا بالخطأ الى خط النار كنتيجة لعدم التنسيق بين القوات. غير أن هذا حدث وقع في إطار القتال، أي في مجال معد للأخطاء أكثر بكثير. ولم تتخذ إجراءات قيادية في هذه الحالة.
وبالمقابل، فإن الحدث الأخطر هذه السنة وقع في وحدة أغوز، حين كان بالفعل نارا ثنائية الأطراف زائدة قتل فيها الرائد اوفيك اهرون والنقيب أول ايتمار الحرار بنار رفيقهما في الوحدة الملازم ن. هنا لجنة الفحص التي أقيمت برئاسة اللواء احتياط نوعم تيفون وجدت مشاكل انضباط خطيرة للغاية. وأوصى تيفون رئيس الأركان في حديث بينهما، بتنحية قائد الوحدة المقدم (أ) لم يرغب تيفون في أن يريه الباب الى خارج الجيش، بل أن يلقي عليه كما ينبغي المسؤولية ويهز الجيش أيضا وأساسا القادة؛ إذ ما يبدأ في وحدة بلا انضباط لا ينتهي في الجيش كله.
والدليل هو أن المقدم أ هو الذي اقترح بنفسه على رئيس الأركان إنهاء مهامه، لكن الفريق افيف كوخافي قرر إبقاءه فأثار نقدا كبيرا. في هذه الأثناء، فإن عائلات القتلى غيرت الاتجاه بالنسبة للضابط مطلق النار ولتحقيق الجيش الإسرائيلي في الحدث.
الحادثة التي قتل فيها العريف أول فيتوسي لا تعد “نارا ثنائية الأطراف” لأن الرصاصات خرجت فقط من سلاح واحد، في نشاط جارٍ وبسيط نسبيا، حيث الأوامر واضحة جدا. وبخلاف ما زعم، فإن المقاتلين لم يتآكلوا في الخط؛ حيث وصلوا اليه فقط يوم الخميس، بحيث إنه لا يوجد أي تفسير مرضٍ للعقل لما حصل هناك.
فيتوسي، هكذا حسب التحقيق، خرج من الاستحكام للصلاة، عاد وأطلقت النار عليه من مسافة قصيرة. مطلق النار، الذي يدعي بأنه اتبع نظام اعتقال المشبوه، يتعين عليه أن يشرح جيدا كيف أنه عمليا خرق الأنظمة: مؤخرا فقط شددت التعليمات في تلك الجبهة منعا للمس بالأبرياء. كما أن الزعم في أنه خاف من خطر الحياة يحتاج الى تفسير. فلو أنه دعا “المشبوه” الى التوقف أو أطلق النار في الهواء وبعد ذلك الى الأرجل، لما وقع الموت.
لا توجد للجيش الإسرائيلي صور من الساحة أو شهادات لأجل الوصول الى تقصي الحقيقة، وكل شيء في واقع الأمر منوط برواية مطلق النار. ماذا حصل في الفترة الزمنية التي ذهب فيها فيتوسي للصلاة؟ كيف لم يتصور مطلق النار بأن فيتوسي هو الذي يقترب؟ ما الذي مر عليه في رأسه وما الذي فعله حقا حين يقع كل الحدث في أراضي إسرائيل؟
الوصول الى أجوبة عن كل هذه الأسئلة يعد مهمة غير بسيطة لمحققي الشرطة العسكرية، وهذا حساس بأضعاف في ضوء حقيقة أنهما كانا صديقين قريبين يخدمان معا منذ أكثر من سنتين. في التحقيق في وحدة اغوز، مثلا، تغيرت رواية مطلق النار مرات عدة الى أن فهم ما حصل. لكن هناك كانت شهادات أخرى داعمة تنقص هنا. إضافة الى ذلك، فإن وضع وعي مطلق النار كان واضحا.
في حملة “بزوغ الفجر”، أظهر الجيش الإسرائيلي تفوقا استخباريا وجويا، لكن سلاح الاستخبارات والجو هما حقا جيش آخر وغريب على البر. هناك حذر منذ الآن اللواء احتياط تيفون وبالتأكيد أيضا اللواء احتياط اسحق بريك من مشاكل انضباطية خطيرة. مع كل الاحترام لنجاح الحملة الأخيرة في غزة فهذه في النهاية تمت في شروط شبه ديلوكس. للحرب في الشمال أمام حزب الله نحتاج إلى جيش بري قوي ومنضبط. من ما يزال يعتقد بأن هذا هو الوضع، فإن الموت الفظيع للعريف أول نتان فيتوسي يفترض أن يوقظه.