Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2022

“مفروكة” عمل فني رائع شكّل علامة فارقة في المسرح اللبناني

 

الديار – جويل عرموني –

يتواصل عرض مسرحية “مفروكة” على خشبة مسرح مونو- الاشرفية منذ افتتاحها في العاشر من الشهر الجاري، من إخراج رياض شيرازي وتأليف مروى خليل ووفاء حلاوي ومن تمثيلهما أيضاً، وإلى جانبهما الممثّلة الشابّة البارعة سيرينا الشامي.

أطلقت البطلات الثلاث الجبّارات بأدائهنّ وثورتهنّ وشغفهنّ، عبر مونولوغ لكل منهن، صرختهن ضد المجتمع الذكوري، تحوّلن بفضل قوّة التعبير وصلابة النصّ إلى مزيج أنيق يقدّم قسوة الواقع بحنكة وخفّة وسخرية رائعة.

كما كان للسيدة ميشيل فنيانوس اللمسة المميزة بالنسبة لمضمون العمل لا سيما لناحية الأفكار المتعلقة بالنضال في سبيل حقوق المرأة والدفاع عنها، أضف الى ذلك تمويل العمل بالتعاون مع السفارة الكندية وعدد من المنظمات.

“مفروكة” كلمة لبنانية شعبية تعني نوعاً من الحلوى التي تُحضّر بالقشطة والمكسّرات ويتم فركها باليدين،أما هنا فهو عمل مسرحي سوسيو-كوميدي رائع كناية عن “المرأة المفروكة” أي بالعامّيّة اللبنانيّة المرأة التي نزلت بها نوائب الدهر وعانت ما عانت، لكنّها صمدت وتجاوزت كلّ ما حملته لها الأيّام على صعوبته.

تكتشف المرأة اللبنانيّة التي ترغب في الطلاق أنّ قوانين الأحوال الشخصيّة في لبنان لا تزال ظالمة متحيّزة ذكوريّة، فهي تحرمها من أبسط حقوقها وتمنع عنها أولادها ومطالبها المادّيّة، بخاصّة إن كانت هي التي تطلب الطلاق.

تُعالج “مفروكة” قصّة “أمل” المرأة التي قرّرت التحرّك في وجه زواج فاشل والطلاق من زوجها، بعدما كانت في مسرحية “زنود الست” ربّة منزل مثالية.

“أمل” قرّرت خوض غمار “مغامرة” الطلاق في مجتمع استثنائي كالمجتمع اللبناني، راوية على مسامع جارتها، التي قد تكون خيالية، الأسباب الحقيقية وراء قرارها هذا، ووجهة نظرها من الحياة، الحبّ، الحياة الثنائية، العائلة، والتربية.

واليوم يصادف عيد ميلاد ابنها، والعائلة المفكّكة يجب أن تجتمع في المناسبة، فعليها أن تتواجد مع زوجها السابق، خطيبته الجديدة، حماتها السابقة، والأولاد… فأين سيكون مكانها في الصورة؟ والأهم الآن، هل سيكون لدى “أمل” مكان في المجتمع؟

 

وتجسّد كلٌّ من “سيرينا الشامي”، “وفاء حلاوي” و”مروى خليل” ناحية من شخصيّة “أمل”، ما يضفي على العمل طابعاً فكاهيّاً، لإيصال الرسالة بأهميّتها، بطريقة سلسة.

المطلقات الثلاث لم يكابرن على جراحهن. اعترفنّ بها جميعها، وكأن الطلاق وصمة عار تتلبسهنّ طوال العمر. بخلاف حال المطلق، فما من أحد يشعر بأزمته..

المسرحيّة باللغة العربية تروي معاناة المرأة اللبنانية خلال الطلاق وبعده، نظراً الى المعوّقات القانونية، الاجتماعية، العاطفية، النفسية والمادية التي تجعلها تشعر بأنها مواطن من الدرجة الثانية.

“مفروكة” عمل فني يشكّل علامة فارقة في المسرح اللبناني حيث أثبتت الممثلات والمخرج والكاتب وكامل فريق العمل عن تميز ونجاح كبيرين وهو ما بالإمكان لمسه من خلال الإقبال الكثيف الذي تشهده المسرحية.

وما هو مؤكد أن من يتابع العمل سيخرج حاملاً رسائل ومعاني كثيرة تجعله يرفض قبول أن تكون المرأة المطلّقة “مفروكة” من اليوم وصاعداً!