Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-May-2017

لـمـاذا بعد ثلاثين عاماً ! - صالح القلاب
 
الراي - ما مرَّت به حركة «حماس»، قبل أن تتخذ قرارها الأخير الذي من المفترض أنه وضعها على رصيف جديد، مرَّت به حركة «فتح» وأيضاً الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية ولعل ما لا يعرفه كثيرون أن حركة «فتح»، التي هي بداية الرصاص وبداية وضع قرار الفلسطينيين في أيديهم، لم تعترف بإسرائيل حتى الآن ولا تزال مع تحرير فلسطين كلها ومن النهر إلى البحر كما يقال وأنها تركت هذا الأمر لمنظمة التحرير التي هي إذا أردنا قول الحقيقة قد أصبحت ليست بدءاً بقمة الرباط العربية في عام 1974 وإنما قبل ذلك بكثير الإطار السياسي الذي ينفذ توجهات هذه الحركة التي بقي يقودها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) ولسنوات طويلة.
 
كان أبو عمار، رحمه الله، يريد إنضمام حركة «حماس» لمنظمة التحرير قبل المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر في عام 1988 وبحضور كل فصائل المقاومة الأخرى وفي مقدمتها الجبهة الشعبية والذي اعترفت بقرار مجلس الأمن رقم 242 وأعلن قيام الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 لكن كل محاولاته السابقة واللاحقة لم تحقق أي نجاح وبقيت حركة المقاومة الإسلامية التي كانت مرتبطة وربما لا تزال بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين تعتبر هذه «المنظمة» التي اعترف بها العرب في قمة الرباط عام 1974 ممثلاً شرعياًّ ووحيداً للشعب الفلسطيني منظمة «استسلامية» انحرفت بعيداً عن مقررات مؤتمر القدس الذي انعقد في عام 1964.
 
وكان أبو عمار قد عرض على خالد مشعل في لقاء في بيت «الإخواني» السوري عدنان سعد الدين في عمان «حصة» مجزية تقترب من حصة «فتح» في المجلس الوطني الفلسطيني لكنه رفض ذلك العرض وعلى غرار ما بقيت تفعله حركة «حماس» منذ عام 1987 ...وقبل ذلك في كل اللقاءات التي تنقلت بين العواصم العربية وغير العربية بينها وبين حركة «فتح» وبينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية.
 
وها هي، أيْ «حماس»، تبادر في وثيقتها الأخيرة إلى تبني كل ما بقيت ترفضه على مدى ثلاثين عاماً وأكثر وأهمه القبول بقيام الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 مع بعض الرتوش و»التزويقات» الكلامية الجميلة التي لا تزال تتمسك بها حركة «فتح» كحركة وبعيداً عن منظمة التحرير بمواقفها وسياساتها وتوجهاتها.. وهنا فإن السؤال الذي تردد بين الفلسطينيين بل وفي كل مكان هو ما أسباب هذه الصحوة «الحمساوية» غير المفاجئة والتي جرى التمهيد لها طويلاً.. هل لأن هناك يا ترى وعوداً عربية ودولية قد تلقتها بأن ترث الحالة الفلسطينية كلها وأن تأخذ وضعية ومكانة «فتح» في هذه الحالة..؟!.
 
هناك معلومات عن تحركات يشارك فيها بعض العرب وتشارك فيها دول إسلامية معنية لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير حل اتفاقيات أوسلو التي أنجبت هذه السلطة الوطنية التي «عاشت» كما يرى البعض أكثر من اللزوم.. وهنا فإن الخوف كل الخوف هو أن يقتصر هذا الحل المطروح على دويلة فلسطينية مهيضة الجناح في غزة مع بعض التعديلات الحدودية ووفقاُ لما كان عرضه الإسرائيليون مراراً وتكراراً وكبديل للدولة التي تتمسك بها منظمة التحرير أي في الضفة الغربية ومعها «القطاع» وعلى حدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) وعاصمتها «القدس الشرقية»!!.