Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Mar-2017

القمة.. واقع وطموح وتمنيات.. - محمد كعوش
 
الراي - القمة العربية المنعقدة في الربوع الأردنية، مهمة من حيث التوقيت بسبب الواقع العربي المحزن الاستثنائي، كذلك مهمة بموقعها على الشاطئ الشرقي للبحر الميت. القادة العرب، من موقعهم، بامكانهم مشاهدة انوار بيت المقدس والبلدات الفلسطينية المحتلة، كما بامكانهم مشاهدة اضواء المستوطنات الأسرائيلية على شاكلة الأورام السرطانية في جسد الأرض الفلسطينية.
 
القادة العرب، وكل المشاركين في القمة، من موقعهم على شاطئ البحر الميت الدافئ بجغرافيته وبيت الضيافة الهاشمي، وضيوفه، باستطاعتهم الاحساس بنسمة هواء تهب من الغرب حاملة لهم استغاثة الأرض والدم، على أمل ان تعود القضية الفلسطينية الى الذاكرة العربية كما كانت جوهر الصراع العربي الاسرائيلي، وقضية العرب المركزية التي كانت تجمع ولا تفرّق قبل أن تتغلب الهوية القطرية على الهوية العربية والقضايا القومية. وقد أكد الملك عبدالله الثاني في كلمته التي افتتح بها اعمال القمة بان لا حل ولا استقرار الا بحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني.
 
في هذه القمة، كما في هذه المرحلة التاريخية الصعبة، يجب ان لا يتمحور الجهد العربي حول تعزيز العلاقات الثنائية، فهي موجودة اصلا على صعيد ثنائي ولم تغب ايدا عن الساحة العربية، لذلك يجب التركيز على دعم الجهود الاستثنائية التي بذلتها وتبذلها القيادة الأردنية، والحراك الدبلوماسي الأردني، قبيل القمة وخلالها، بحيث تتعزز هذه الجهود التي حاولت وتحاول خلق لغة تصالحية وايجاد ارضية عربية مشتركة لحل مشكلة الأشتباك العربي، ووقف شلالات الدم في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وبالتالي انهاء بؤر التوتر التي شغلت العرب واستنزفت مقدرات الأمة.
 
وبهذه المناسبة نأمل ان تكون القمة العربية خطوة على الطريق الصحيح لوضع خاتمة احزان « الربيع العربي» وانجلاء سحابته السوداء التي حملت الكوارث للأمة العربية، وبالتالي وقف تداعياته التي امتدت الى كل الفصول وعلى مدار السنة، ونجحت في تفكيك التضامن العربي وتقويض العمل العربي المشترك وتغيبت القضية الفلسطينية، اغتيال مصالح الأمة واحلامها.
 
الحقيقة انني أكتب هذه الكلمات في لحظة افتتاح القمة، ولست أدري ما سيقرره القادة العرب في البيان الختامي، ولكني استطيع القول، بشيء من التفاؤل، أن مجرد عقد القمة في الأردن، الذي يتميز بعلاقاته الطيبة مع كافة الدول العربية، ويتمتع بشبكة واسعة من العلاقات الدولية، كل هذه الميزات تجعل من انعقاد القمة في الردن وبرئاسة الملك عبدالله الثاني خطوة اولية في مشوار طويل يقوده الأردن وقيادته على مدار سنة كاملة لأنجاز الكثير.
 
نعم، نستطيع تحقيق انجازات كثيرة وكبيرة، على صعيد اعادة احياء القضية الفلسطينية، وانهاء الصراعات العربية ووقف نزيف الدم، وعلى صعيد محاربة الأرهاب، وبعث المصالحة العربية، كما يجب عدم استمرار ابعاد سوريا او الابتعاد عنها، والعمل على حل المشكلات العربية داخل البيت العربي، لأن الابتعاد عن سوريا يهدد وحدة شعبها وارضها وسيادتها واستقلالها، ويعطي فرصة للتدخل الاقليمي والدولي في شؤون الدول العربية وعلى حساب الهوية العربية.
 
كل هذا البرنامج الحافل بالتحديات والقضايا المصيرية يستحق وقفة عربية حقيقية الى جانب الأردن، كما يستحق تقديم كل العون والمساندة لجهود المملكة وقيادتها لتحقيق هذا البرنامج في الفترة الزمنية المحددة، خصوصا ان القيادات العربية لمست عن قرب حجم معاناة الأردن في مواجهة ارتدادات وتداعيات الصراعات العربية بقدراته المحدودة، وبالتالي مدى تاثير كل هذه التطورات الدامية ومصائبها ونتائجها على مستوى معيشة الشعب الأردني الذي لم يغلق ابواب بيته وقلبه ابدا.