Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Nov-2017

التاسع من تشرين الثاني.. الأربعاء الأسود - ماري حتر صويص

 الراي - في مثل هذا اليوم نستذكر الألم الحارق فيثور الغضب والقهر في الشرايين والاوردة ونستحضر كل مشاهد الرعب. والدمار حين امتدت يد خفافيش الظلام الى فنادق عمان وتحولت الافراح إلى مأتم كبير قتل الفرح في عيون الأطفال والأهل وأثار حالة من الفزع في صفوف الأردنيين ولكن سرعان ما نهضت عمان ولملمت جراحها لتعلن ثورة على الإرهاب وكل من يدعمه ويسانده.

 
الإرهاب والتطرف بكل أشكاله السياسي والديني والفكري اهم ما يشغل الشعوب والدول في الوقت
الحاضر فهذه المصطلحات اصبحت تهدد السلم والأمن الداخلي للمجتمعات وسيادة الدول لا بل تقود إلى العنف بكل انواعه ويعزز الفكر الظلامي الخبيث كل الممارسات الإنسانية بحق الشعوب التي هي غالبا وقود الحرب وضحايا النزاعات في ظل التطرف الديني وتهميش سيادة القانون وحقوق الأنسان وكل الاعراف والمواثيق المدنية والدولية.
 
إن ظاهرة الإرهاب اليوم لم تعد تحركها دوافع مذهبية ودينية فحسب بل أصبحت توجهها وتتحكم فيها إفرازات بؤر الفساد والتوتر في العالم وأصبح الإرهاب والتطرف عابرا للحدود والقارات ولم يعد أحد آمن مهما بالغ في نظام الآمن والحماية وهذا ما نشهده كل يوم فلم تعد الفضائيات تنقل سوى مشاهد الدم والدمار في كل بقاع العالم مما يؤكد أن الإرهاب اصبح يحظى بهوية دولية ويثير الرعب في كل الدول.
 
الدول الكبرى للأسف الشديد في كل واقعة تعلن عن محاربة الإرهاب.. والتلويح بالعصا تحارب الإرهاب والتطرف بارهاب آخر ولا تملك سوى لغة القتل والدماء للرد على الإرهاب وكل من يدعمه ويسانده والسؤال غير البريء من يمول الارهاب؟ من يبيع ويشتري الأسلحة لتأجيج الصراع؟ هل لديهم أخلاق حين يقتلون الشعوب والأطفال ويهجرون أهل الشام والعراق وفلسطين وكل الدول بحجة محاربة الإرهاب والارهابيين؟
 
التطرف والإرهاب وجهان لعملة واحدة والفرق بينهما أن التطرف لا يعاقب عليه القانون ضمن نهج حرية التعبير وقانون الحريات ويصعب تجريمه لان القانون لا يعاقب على النوايا والأفكار مع أنها البذار الأسود الذي يؤدي إلى الإرهاب وبث الأفكار الظلامية الرجعية وهو مايقود إلى كل انواع الارهاب واشكاله.
 
على العالم الحر والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني التحالف معا من أجل استئصال النزاعات والتطرف الديني لا ان تتسابق في كسب التمويل الأجنبي لمعالجة ما ينتج عن الإرهاب والنزاعات والخروج عن القانون وحقوق الأنسان وعليها الإلتزام بالمسؤولية الأخلاقية والضمير الحي.
 
إلى متى تبقى الشعوب ضحايا؟ تتعايش مع الواقع المر يتلطخ وجهها بالدم كل صبح ومساء وأصحاب الخيار والقرار يدينون يستنكرون من منابرهم الوثيرة دون اي إحساس بالألم الحارق الذي تكابده الأطفال والنساء الأمهات جراء أوضاع لا إنسانية لا خيارلهم فيها او قرار يجب أن يقول كل العقلاء قبل فوات الأوان لا للتطرف والإرهاب وتعبئة الجماهير والعالم بكل جنسيات وأديان ضد العنف وأزهار الأرواح والعمل على انسنة الفكر والسياسة والإقتصاد وامية الفكر التي تقود إلى التطرف الأعمى. الظلامية يجب محاربته في كل المحافل والمنابر والمناهج خشية أن تتنامى الأمية والسطحية العقلية وكل ما يقود إلى وحشية الضمير والإنسان وليتذكر الجميع ان الظلم في اي مكان يهدد العدالة في مل مكان.
 
واخيرا نقول الرحمة لكل الشهداء الابرياء في عمان والركبان وعين الباشا وكل شهداء الأردن والعالم ضحايا العنف ونشكر االله الذي حبانا بملك عظيم يرفع راية السلام في كل المحافل وما زلنا نستذكر كلمات ولي عهدنا المحبوب الأمير الشجاع ضد الإرهاب والتي تناقلتها كل وسائل الاعلام بفخر وإنسانية الأردن الذي احتضن بكل انسانية الهاربين من الموت والدمار.
حمى االله الأردن الآمن وحمى جنده الاوفياء وأجهزته الأمنية الساهرة على حماه كي يحظى بالأمن والسلام.