نحن معنيّون بالدفاع عن الدولة ومؤسساتها ودمقرطتها
وفي سياق متصل، حذر الطراونة مما أسماه “المعركة التفجيرية الانشطارية” في التنافس لاحقا على رأس القائمة العامة في الانتخابات، والمقايضات التي قد تحدث في احتكار رأس القائمة مسبقا مقابل “المال الفاسد”. وأضاف:” لسنا دولة هشّة ولا دولة عابرة بزمن عابر، نحن دولة لدينا جيش ومؤسسات و جهاز أمني ومن يرتكب جريمة في اليوم الثاني بلقطوه.. والبعض عندنا لديه عداء لمؤسساتنا بناء على ثقافة سمعية وإشاعات، نحن بحاجة إلى الحفاظ على السلم المجتمعي”.
وفي هذا الصدد دعا الطراونة إلى فتح حوار مع الهيئة المستقلة للانتخاب، فيما يمكن التوافق عليه حول تذليل الصعوبات في عملية التصويب، كما دعا الأحزاب إلى تقديم نموذج إيجابي عن هياكلها وتداول السلطة ، مثل استثناء الأمين العام من الترشح في الانتخابات المقبلة على سبيل المثال.
وقال”ألسنا بحاجة كأحزاب أن يكون هناك هيئة محلّفة داخلية تضم لجان للترشيح للانتخابات، تقيس مدى قدرة المرشح الحزبي في كسب قواعد شعبية، لدينا تاريخ عريق نعتمد عليه”، مشيرا إلى أن انعقاد مؤتمرات مثل مؤتمر أم قيس ( 1920) ومؤتمر أم العمد ( 1937) تعكس نموذجا أردنيا مبكّرا للوعي الوطني، وتساءل عن إمكانية بناء نموذج في المرحلة المقبلة في إدارة الدولة وليس الحكومة من خلال الأحزاب.
وجدد الطراونة التأكيد على الابتعاد عن الاتهام والتخوين بين الأحزاب السياسية، داعيا وسائل الاعلام و الصحف الورقية إلى ان تكون روافع لدعم الأحزاب ومساحة للحوار حول برامجها، وتشجيع جيل الجامعات للانخراط في هذه الأحزاب.
وفي هذا الاطار، أكد الطراونة على أهمية الحوار الجاد، وبناء تحالفات بين الأحزاب في البرلمان المقبل، وأضاف” قوى الشد العكسي كلها تراهن على فشلنا في إدارة المرحلة القادمة سواء كانت في المؤتمر العام أم في تشكيل الأحزاب أم في القائمة الوطنية والمحلية.”
وثمّن الطراونة الحراك الحزبي الذي يصل إلى مناطق البادية الجنوبية والوسطى والشمالية، داعيا إلى الذهاب أيضا إلى “مخيمات العائدين” وإقناعهم بأنهم مكوّن من مكونات الشعب الأردني، وأن كل من يحمل الرقم الوطني على هذا الثرى الاردني الطهور، علينا أن نقنعه بأهمية الانتساب للأحزاب.
وخلص الطراونة، إلى ضرورة أن تستشار الأحزاب في آليات العمل في الجامعات وفي نظام التمويل للأحزاب، والأحزاب مدعوة لدخول هذا المسار السياسي التاريخي الإجباري، وقال”حتى من ليس لديه خبرة سياسية فليتعلم السياسة”، داعيا إلى تشكيل كتلة تاريخية تضم مجموعة من السياسيين والمثقفين والتنويريين وأن نضع كتفا إلى كتف مع رأس الدولة لإنجاح هذا المشروع الوطني الأردني على قاعدة أن الشعب جزء من السلطة وأن لا نخيفه عندما نسعى للسلطة، لأن مؤسسة العرش بعيدة عن هذه التجاذبات وكثير من الأحزاب ليس لديها مشروعا وطنيا أردنيا.”
نائب الأمين العام لشؤون الاتصال الجماهيري في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي تأسس في 2016، سلمان النقرش، رأى بأن صافرة القطار انطلقت لعملية التصويب لأوضاع الاحزاب، وهو يشمل الأحزاب حديثة التأسيس والقديمة مشيرا إلى أن هناك تحديات في هذه العملية خاصة للأحزاب القديمة التي يتطلب منها تقديم قائمة مؤسسين مجددا لمؤسسين تقدموا في المرة الأولى للحصول على إقرارات جديدة منهم، معتبرا أن ذلك يندرج في باب المعيقات البيروقراطية.
لكن النقرش شدد على أن موجة التحديث السياسي التي بدأت منذ نحو عام بمبادرة ملكية، تعكس النوايا الحقيقية للإصلاح لدى العقل السياسي الحاكم، وأن حادثتي النائب والفتنة كان يراد بهما العودة إلى الخلف مائة عام، وقال:” التهديد وجودي للأردن..الهاشميون دخلوا في نسيجنا النسيج الوطني الأردني. هناك نوايا حقيقية للإصلاح لدى العقل السياسي الحاكم، لكن بعض الأطراف والمؤسسات تبدأ بعرقلة هذا التوجه”، مشيرا إلى أن الضمانات السياسية أرساها جلالة الملك لمخرجات التحديث السياسية، من خلال الاحتياطات التي وضعت أمام تشكيل الحكومات البرلمانية وضبط مسارها، مثل مجلس الأمن القومي.”
ورأى النقرش أن الأهمية تتجسد في آلية تنفيذ المخرجات، مشيرا إلى أن قضية اشتراط العدد للمؤسسين وحضور المؤتمر العام أو التأسيس للحزب، لا تتعلق بشكلية العدد بالدرجة الأولى لكن بإشكالية المناقشات وأضاف” المؤتمر سيواجه أزمة حقيقية لأنه سيكون مجرد تحشيد للناس”، إلا أنه عبّر عن مخاوفه أيضا من عدم قدرة كثير من الأحزاب عن تلبية هذا الشرط لاعتبارات عديدة وقال” هناك أحزاب لديها برنامج ورؤية لكنها ستواجه معضلة وأنا أوصي هنا للهيئة المستقلة للانتخاب، بأن عملية جمع التواقيع من المؤسسين القدامى على النموذج ذاته السابق، وعادة في الأحزاب يكون 10-20 % هم الناشطون فعليا كما هو حال أي منظومة سياسية حتى في مجلس الوزراء لن تجد الوزراء جميعا في ذات المستوى من النشاط، قد يواجه البعض هنا إشكالية رفض المؤسسين السابقين لإعادة تواقيعهم ويعتبرونه نوعا من وضع العراقيل”.
وتطرق النقرش، إلى عملية تنظيم دخول الأحزاب السياسية إلى الجامعات والمخاوف التي تنتاب القائمين على المؤسسات التعليمية من هذه الخطوة، واصفا الجامعات بأنها منجم العمل السياسي، قائلا إن السماح للأحزاب بذلك هو من أفضل الإنجازات السياسية.
وقال” هو من أفضل الإنجازات لكن لمسنا بأن بعض إدارات الجامعات غير مرحبة بالفكرة بحجة الخوف على العملية التعليمية، وهنا أريد أن أقول أن على الأحزاب أن يرسلوا برسائل طمأنة ونحن منهم، بأننا حريصون على العملية التعليمية ويمكن أن نبدأ من خلال أندية شبابية في الجامعات، وسبق وعملنا معسكرات شبابية وازدادت لدينا العضوية بين أوساط الشباب ولدينا نسبة تصل إلى 70 % من الشباب بعمر 35 عاما وأقل.”
ورأى النقرش أنه لا بد أن يكون هناك رهان على نجاح التجربة الحزبية القادمة، وأن يزهو المشهد بكل ألوان الطيف الحزبي وأن يكون هناك فرصا عادلة للجميع بدلا من سيطرة طيف حزبي بعينه، وأضاف” بعض المتربصين يريدون لهذه القضية أن لا تنجح وينتظرون أول خلاف بين حزبين..أعتقد أنه لم يعد هناك رهان على نجاح التجربة حتى في القصر بدون الأحزاب”.
وانتقد النقرش، توجهات بعض الأحزاب للاندماج من أجل الاندماج فقط دون تقاطعات فكرية أو سياسية أو برامجية، وفتح حوارات من أجل الحصول على مكاسب ذاتية مثل ترؤس القائمة الوطنية في الانتخابات المقبلة، مقابل مساومات.
وقال النقرش إن بعض الأحزاب لا تريد إعادة بناء ذاتها هيكليا، وتريد أن تحقق مكتسباتها دون جهد أو رؤية، فيما أشار إلى أن الانفتاح على الشباب يتطلب تواصلا دائما، داعيا إلى التعامل مع ملف الأحزاب كملف سياسي بحت وليس أمنيا خاصة مع أبناء العسكريين الراغبين بالانتساب للأحزاب وهم على مقاعد الدراسة، واحترام الدستور والقوانين.
ورأى النقرش أيضا، أنه لابد من التوقف عن إعادة إنتاج ذات النخب من خلال التسويق لعمليات اندماج بمصالح ضيقة والتوقف عن السعي للمحاصصة وتوزيع المناصب مسبقا، وأضاف” النخب في بلدنا جاهزون فقط للمساومات.. قضية الاندماج تحد كبير جدا بين الأحزاب السياسية”.
وخلص النقرش، إلى ضرورة عقد ملتقى وطني لمباركة مخرجات لجنة التحديث السياسي، لتصبح ظاهرة سياسية شعبية وقابلة للتطبيق الوجداني، وإجراء مصالحة مع كل مكونات المجتمع بما في ذلك نقابة المعلمين.
المهندس إبراهيم العوران رئيس القطاع الشبابي في حزب إرادة (تحت التأسيس) الذي أطلق حفل إشهاره الجمعة الماضية، قال إن حزب إرادة كحزب جديد لا يواجه الإشكاليات الإجرائية ذاتها بالنسبة للأحزاب قديمة العهد بالتأسيس، لكنه قال إن المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات أمام كل الأحزاب السياسية لاعتبارات تتعلق بالواقع الاجتماعي والاقتصادي، وفقدان المجتمع “إيمانه” بمؤسسات الدولة ولا حتى بنفسه ولايثق بشيء، على حد تعبيره.
لكن العوران أكد، أنه لا بديل عن خوض عملية معركة الوعي بين الأحزاب والمجتمع كخيار وحيد اليوم، في ظل المعادلة الإقليمية التي تمر بها المنطقة ويمر بها الأردن، وما يجري من إعادة توزيع النفوذ السياسي في العالم فإنه لم يعد هناك فرصة إلا بإعادة ترتيب أوراقنا الداخلية لنبقى حاضرون في المشهد الدولي أيضا.
وقال” الآن كيف سنعمل على خوض هذه المعركة سواء على مستوى مؤسسات الدولة أو على مستوى الأحزاب، كلنا مسؤولون عن ذلك داخليا شئنا أم أبينا، لأنه بغير ذلك سيعاد إنتاج طبقة النخب السياسية القديمة مرة أخرى وهي لاتسمن ولا تغني من جوع، وسنكون أمام عملية تخدير لمدة سنة أو سنتين في انتظار الانفجار الأكبر الذي قد يحدث بعد 10 أو 15 عاما”.
وأرجع العوران في حديثه ضرورة ذلك، إلى تراجع منسوب الثقة لدى الشارع الأردني بالمؤسسات العامة إجمالا خاصة المؤسسة التشريعية، وأضاف” أعتقد أن المجتمع الأردني يعاني من حالة تفكك غير مسبوقة..المجتمع أيضا لا يثق بنفسه وإذا عدت للوراء قليلا أنا كنت أجد صعوبة في إقناع البعض في محافظات الجنوب بأن تنظيم داعش متطرف على سبيل المثال.”
وأكد العوران أن الخطاب المطلوب اليوم من الأحزاب السياسية، محاكاة هموم المجتمع واحتياجاته، بالارتكاز إلى برنامج لإعادة إنتاج الطبقة الوسطى اقتصاديا، وتقديم هذا البرنامج من خلال شخصيات يمكن الوثوق بها، وفقا له.
وأشار العوران الذي قال بأن هذا خطاب الحزب في جولاته، فيما بيّن بأن الشخصيات التي يسعى الحزب لإبرازها هم ممن اشتبكوا مبكرّا مع القواعد الاجتماعية في المحافظات، مثل أعضاء مجالس البلديات والمحافظات وقدموا نماذج ناجحة معتبرا أنها الوسيلة الوحيدة بعيدا عن الوزراء والمسؤولين السابقين.
وقال “لا بد من أن نجد صيغة توافقية مشتركة كأحزاب سياسية وفقا لذلك بعيدا عن مكاسب كل حزب بذاته.. وأعتقد أننا لا بد أن تكون لدينا تخوفات ولابد أن نزهد جميعا في المكاسب الشخصية بل نخوض معركة الوعي بغض النظر عن النتائج، لأننا إن لم نخضها لن يكون هناك أمل لاحقا”.
وعن تجربة تواجد الأحزاب السياسية في الجامعات، قال العوران إنها تجربة تحمل في طيها العديد من التحديات خاصة وأن العديد من الجامعات ليس فيها اتحادات طلبة، ولم يسبق لها أن جربّت منظومة الاتحادات الطلابية، من بينها جامعة الطفيلة على سبيل المثال.
وتطرق العوران إلى تجربته عندما كان رئيسا لجنة طلابية حقوقية في 2011 وبعض النشاطات التي رافقت مطالبات الطلبة في جامعة الطفيلة آنذاك، دون أن يكون لهم اتحاد يحميهم قانونيا، معتبرا أن تفعيل نشاط الأحزاب داخل الجامعات وتوفير مظلة الدعم القانوني والحماية للطلبة، كخطوة أساسية في إعادة كسب الثقة بالعملية السياسية.
وأضاف” إذا أردنا أن نصنع جيلا شابا من السياسيين لا بد من فتح الجامعات للأحزاب لينخرطوا في العمل السياسي، خاصة وأن الكثير من الشباب اليوم ومنهم الحراكيين فقدوا ثقتهم بالعملية السياسية ، مشددا على أهمية دور النقابات المهنية أيضا والحاجة إلى التوقف عن التضييق عنها، بما في ذلك نقابة المعلمين.
واعتبر العوران، أن العمل وفق هذه المسارات خلال الأشهر المقبلة ضرورة بعيدا عن المسألة الاجرائية لتطبيق قانون الأحزاب، وقال إن تفعيل الحزبي على الأرض هو مطلب أساسي وركيزة لنجاح تجربة الأحزاب اليوم .
وخلص العوران، الذي فاز بعضوية مجلس محافظة الطفيلة في 2017، إلى ضرورة استمرار تواصل الأحزاب مع القواعد الشعبية بالرغم من حالة عدم الثقة، لما لها من أهمية باحتواء حالة الاحتقان القائمة، حتى تشعر الحواضن الشعبية بأنها شريكة مع الأحزاب ، فيما انتقد عجز الحكومة للان عن الترويج لحملة تعزيز المشاركة السياسية في الأحزاب.
وطرح الأمين العام لحزب النهج الجديد الدكتور فوزان البقور، تطلعات حزبه الناشئ الذي حصل على موافقة مؤخرا من الهيئة المستقلة للاحزاب، بقبول طلب توفيق أوضاعه كأول حزب بعد نفاذ القانون الجديد، اذ بلور تطلعه بأن الحزب طرح رؤية إصلاحية في نهاية عهد حكومة عمر الرزاز، تحاكي مخرجات لجنة التحديث الملكية، مثمنا إبراز دور قطاعات الشباب والمرأة في المخرجات الجديدة.
وقال البقور إن “المخرجات تضم بنية تحتية حقيقية لانطلاقة حزبية وازنة، لكن هناك تحديات بالضرورة تواجه الأحزاب الناشئة أو تحت التأسيس أو الموجودة على الساحة سابقا”.
وتوافق البقور مع التحديات التي تطرق لها الحزبيون في حديثهم، إلا أنه شدد على أن الإشكالية الرئيسية تتمحور في معركة الوعي، مشيرا إلى أن للإعلام دور مركزي في هذه المعركة، لتنفيذ المخرجات وتحويلها من تشريع إلى واقع.
واستشهد البقور في حديثه نتيجة إحدى استطلاعات الرأي الذي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية مؤخرا، والتي تحدثت عن 8 % فقط من الأردنيين قد سمعوا عن قانون الأحزاب الجديد، وقال” حراك الأحزاب اليوم يتجه للتواصل مع قواعد شعبية بعيدة عن منظومة القوانين وعن التعديلات الدستورية وغير مطلعة عليها، والشباب في الجامعات قد يكون آخر همومهم متابعة ذلك ، أمامنا تحد كبير لنزرع الوعي في عقول هذا الجيل اليوم، ولا يمكن فصل قضية السياسة عن أي قضية أخرى خاصة الاقتصاد”، مشيرا إلى ضرورة الربط بين التحديات السياسية وما بين المشاركة السياسية بشكل عام ونتاج الدولة اقتصاديا والابتعاد عن اعتبار هذه المسألة ترفا.
لكن البقور، إن متطلبات نجاح المرحلة يعني تغيير أدوات اللعبة، لتغيير الواقع، معربا عن أسفه لابتعاد كثير من الأحزاب عن تحقيق هدف التحديث السياسي بالانزياح نحو الانتخابات قبل إجادة التسويق السياسي لأحزابها، وقال ” على أرض الواقع هناك أحزاب تمتلك قيادات سياسية عريقة لكنهم يقومون بالحشد للانتخابات للانتخابات المقبلة وأتكلم من واقع حقيقي قمنا برصده عبر تقارير زودتنا بها الكوادر الشبابية في الحزب ممن يعملون في المحافظات، بمعنى أن الأحزاب بدأ من نهاية العملية وليس من أولها وهذه باعتقادي كارثة تنظيمية لأي حزب”.
ورأى البقور أن تغيير المعادلة السياسية، يتطلب إعادة التموضع للأحزاب، متمنيا عدم إنتاج تجربة انتخابات 2013 في القوائم الوطنية التي كنت أنا أمين سر أحد الأحزاب، الإرادة السياسية كانت موجودة وقررنا المشاركة ببرنامج لكن العملية السياسية أفرغت من محتواها، ومايجري اليوم من حراك حزبي إذا استمر على ذات الطريقة التي سلكناها سابقا، ستفرّغ التجربة من محتواها ويصل أصحاب رؤوس المال والمتنفذين”.
وحذّر البقور مما أسماه سعي الأحزاب الحالية إلى تقسيم “تركة الانتخابات” المقبلة على هذا النحو، داعيا إلى توعية المواطنين بهذه المسألة، مشددا على ضرورة عمل الأحزاب على تهيئة بناها الداخلية والتنظيمية لتكون جزءا من الحكومات البرلمانية خاصة الأحزاب الناشئة. وقال” في أول اجتماع عقد بفكرة في وادي شعيب للحزب قبل نحو ثلاث سنوات أعلنت صراحة بحضور 146 شخصا ولم يكن حينها أي حديث حول قانون انتخاب أو أحزاب جديدين أنني لن أطرح اسمي في انتخابات نيابية اطلاقا أو أن أكون في منصب حكومي خلال السنوات الاربعة المقبلة، ووعدت بأن يتضمن النظام الداخلي للحزب تقييدا وتنظيما على آلية عمل المناصب الحزبية، صحيح أن الوصول للسلطة هو هدف لدى الأحزاب السياسية، وليس هدف لجزء من هم في الأحزاب السياسية”.
ودعا البقور الأحزاب السياسية إلى بناء برامج اقتصادية وسياسية واضحة تحاكي مشكلات الشباب اليوم، وتستمزجهم في الحلول مع الخروج من دائرة نظرية المؤامرة ، مسجلا عتبه على من يعمل فقط من الآن من أجل الانتخابات وليس من أجل بناء حزب سياسي فاعل في كل الأوقات بحواضن شعبية، مبينا أن حزبه أعد برنامجا مشتركا رياديا للشباب في الجامعة الأردنية وتم تخريج دفعتين للآن عبّر فيه الشباب عن طموحاتهم السياسية.
وحول مسألة اندماج الأحزاب، قال البقور إن الأحزاب تتعاطى مع مبدأ الدمج بشكل مساومات ومقايضة والمباهاة بتوفير نصاب المؤسسين، دون النظر إلى البنية المطلوبة للحزب، وأضاف” أحد الأمناء العامين عرض علينا الاندماج على أن يقدم العدد المطلوب ولكن دون أن يناقش بنية الحزب ورؤيته السياسية وأخبرته أن العملية لا تتم بهذه الصورة، وأخبرته بأن النظام الداخلي لدينا يشترط لمن يرغب بالترشح للقائمة العامة الحصول على 60 % من التواقيع للهيئات الحزبية.”
وانتقد البقور في الوقت ذاته، ما يجري من محاولات لشيطنة الأحزاب وبث خطاب الكراهية اتجاهها، قائلا إن الكثيرين يسألونه عن مرجعية حزبه أو “على أي جهة محسوب”، بحسب تعبيره.
وأضاف” هنا لدينا إشكالية كبيرة في تصنيف الأحزاب رغم أنني وإخوتي أسسنا أنفسنا من الصفر ودرسنا على حسابنا وسعيت لتأسيس حزب لمحاكاة العملية الديمقراطية، وهدفنا اليوم الدفاع عن مكوّنات الدولة الأردنية، ولا نخفي أننا نتواصل مع جميع الأطراف فيها لا بد أن نخرج من نظرية المؤامرة وفتح الحوار مع جميع أطراف الدولة السياسية والأمنية”.
وفي شأن متصل، شدد البقور على أهمية وقوف وسائل الإعلام على مسافة واحدة من الأحزاب في المرحلة المقبلة، واتباع سياسة الانفتاح عليها ضمن خطة إعلامية منهجية مستمرة لا تتعلق بموسم محدد.
وخلص البقور، إلى التوافق على جملة توصيات لإيصالها إلى الحكومة والهيئة المستقلة للانتخاب، حول ضعف دورهما للان إعلاميا في دعم الأحزاب والمشاركة فيها، مشددا على أهمية وصول الأحزاب إلى كل قرية ومدينة، داعيا إلى عقد حوارات منفصلة بين الهيئة المستقلة والأحزاب من جهة والحكومة من جهة أخرى، للتوافق على خطة ترويج إعلامية للأحزاب بطريقة مدروسة ومؤثرة.