تغريد الرشق
واشنطن-الغد- فيما شكلت حادثة الكرك الارهابية التي جرت الأحد الماضي، العملية الأحدث في سلسلة الهجمات الارهابية، والأحداث المؤسفة التي شهدها الأردن، خلال العام الحالي، يرى مراقبون غربيون أن هذه العمليات تشكل "تحديا" للمملكة، التي تعد إحدى أبرز الدول المعتدلة وحليفا وثيقا للولايات المتحدة وللغرب في الشرق الأوسط.وفيما عزت وسائل اعلام اميركية، الهجمات المتكررة التي شهدتها المملكة هذا العام، لـ"موقع الأردن كحليف رئيسي للولايات المتحدة، وكونه في الصفوف الأولى في محاربة التطرف"، اعتبرت أن هذا الدور جعل الأردن "هدفا رئيسيا لجماعات ارهابية مثل القاعدة وداعش".
وبينما لم يخل تقرير اميركي من وصف الأردن بـ"واحة من الاستقرار" وسط منطقة تتعرض بشكل متزايد لخطر المتطرفين، الذين يدعون انهم يمثلون "الإسلام"، ورغم توالي الأحداث الدامية في المنطقة، مثل اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، والعملية الارهابية اول من امس، في العاصمة الألمانية برلين، الا ان وسائل الاعلام الأميركية والغربية بشكل عام، استمرت بربط حادثة الكرك بهذه السلسلة من الحوادث الارهابية الدامية.
وضمن تغطيتها في اليوم التالي للحادثة، تزامنا مع تغطية احداث يوم الاثنين في تركيا والمانيا، لأهمية حدوثها مع الأعياد المسيحية ورأس السنة، نقلت الشبكة الاميركية اليمينية "فوكس نيوز" الاخبارية، تقريرا عن حادثة الكرك، اعتبرت فيه ان الهجوم سيقوم على الأغلب بـ"زيادة الضرر المحتمل لقطاع السياحة الأردني".
وقالت الشبكة ان هذا القطاع السياحي، يتعرض للضرر ومستمر في الانخفاض، منذ استولى مسلحون من جماعة الدولة الاسلامية على أجزاء من العراق وسورية، الدولتين المجاورتين للأردن، قبل عامين.
الصحف الكندية بدورها، عجت باخبار وتفاصيل الحادث الارهابي في الكرك، بسبب وفاة مواطنتها فيها، وهي المواطنة التي وصفت بأنها "مدرسة سابقة محبوبة جدا، وتنكب على مساعدة الآخرين، وان من المعروف عنها تعاطفها مع الناس وطيبتها".
كما نقلت تفاصيل اختباء السياح من الجنسيات الأخرى في قلعة الكرك، وسبب زيارة المواطنة الكندية الى الأردن، وهو زيارة ابنها الذي يعمل هناك، كما اشارت الصحف الى ان رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو قدم التعازي بوفاة مواطنته.
صحيفة "شيكاغو تريبيون" تساءلت في تقريرها عن الحادثة، حول ما ان كانت صورة الأردن، الذي يعد منذ زمن طويل واحة الاستقرار والأمن في المنطقة المفعمة بالعنف "لا زالت قائمة"؟. وزادت الصحيفة انه برغم ان تنظيم "داعش" لم يعلن عن فرع له في الأردن، الا ان "قوة تابعة له، قوماها 1400 عنصر، وتدعى جيش خالد بن الوليد، وتقع على بعد عدة كيلومترات فقط من الحدود الأردنية السورية، بالقرب من مدينة درعا".كما اشارت الصحيفة الى ان مسؤولين امنيين كشفوا عن وجود خلايا نائمة في البلاد، تابعة لداعش، واضافت انه رغم كون الأردن حليفا اساسيا في الحرب ضد داعش، فان "3 الاف مقاتل اردني يقاتلون تحت لواء التنظيم (في سورية والعراق)، وفقا لخبراء".