Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

سياسيون: رسائل قوية يطيرها الملك للعالم بقراره الغاء زيارته لرومانيا نصرة للقدس

 الدستور- نيفين عبد الهادي

 يمضي حزم جلالة الملك عبد الله الثاني بشأن القدس والقضية الفلسطينية، بخطوات متوالية في ايجابياتها وحسمها لجهة الإنتصار لفلسطين، وجعلها قضية وطنية أردنية وأولوية على أجندته، لتحقيق السلام العادل والشامل، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، حيث قرر جلالة الملك أمس إلغاء زيارته إلى رومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ أمس، في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، الأحد، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس. 
هو انتصار جديد للقدس يسجّله جلالة الملك في تاريخ وطن نذر نفسه للقضية الفلسطينية، التي يرى شعبها بأنه لولا هذا الدور الأردني، لإنتهت القضية وضاعت في غياهب الإستيطان والتهويد، والإنتهاكات الإسرائيلية، فجلالة الملك ما يزال يثبت يوميا أن القدس خط أحمر، لا يمكن تجاوزه، وهذا الأمر أحد الثوابت الأردنية التي لن تتغير إلى حين الوصول لحلّ عادل وشامل للقضية المركزية فلسطين وفقا للشرعية الدولية.
 ولا يمكن قراءة قرار جلالة الملك بصورة سطحية سريعة، فهو قرار يحمل في طياته الكثير من المواقف التي تجاوزت المعاني والمفردات النمطية التي اعتاد عليها الجميع، ففيه موقف واضح على العالم بأسره أن يدركه، أن موقف الأردن واضح وجليّ حيال القدس، ولن يتم التعامل مع أي دولة تصرّ على تهويد القدس، والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل، هي رسالة أردنية هاشمية تحكي بحزم الموقف الأردني الثابت من القدس.
وفي قراءة خاصة لـ»الدستور» أكد سياسيون أن قرار جلالة الملك إلغاء زيارته إلى رومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ أمس الاثنين، والذي جاء نصرة للقدس في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس، تعدّ رسالة للعالم وتحديدا لدول الإتحاد الأوروبي بأن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية والقدس واضح ولا تراجع بشأنه، حيث حملت هذه الرسالة موقفا أردنيا حازما، في علاقاته مع العالم بهذا الشأن، ورفضه أي مساس بالمدينة المقدسة، وبطبيعة الحال لذلك أبعاد اقتصادية أيضا هامة.
 ولفت متحدثو «الدستور» إلى أن قرار جلالة الملك الذي جاء قبيل القمة العربية المنوي عقدها في تونس، يجب أن يكون دليلا سياسيا هاما للقادة العرب كافة، بأن يكون لهم قرارات واضحة وجليّة وحاسمة تجاه قضاياهم يطلقونها خلال القمة للعالم، وتحديدا فيما يخص القضية الفلسطينية، وكذلك قضية الجولان، دون ذلك ستبقى القضايا العربية هشّة، وأمام عواصف قرارات دولية تبتعد تماما عن أي اعتبارات تهم الأمة العربية والإسلامية.  ورأى السياسيون، أن قرار جلالة الملك يتسم بالجرأة والقوّة، والقضية الفلسطينية بأمس الحاجة لهكذا مواقف، حتى تخرج من عنق زجاجة أزمتها التي طالت على مدى أعوام وأعوام، مطالبين أن تكون عنوانا للقمة العربية القادمة، يحذو حذوها العرب كافة، نصرة لفلسطين، ولقضاياهم التي لن تغادر مربّع تجاهلها مالم يكن هناك مواقف قوية وحازمة كمواقف جلالة الملك، مؤكدين أن جلالته ينتصر من جديد للقدس وفلسطين.
 وحملت أجندة الزيارة الملكية إلى رومانيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، زخما سياسيا واقتصاديا، حيث كانت تشتمل على لقاءات ثنائية لجلالة الملك مع الرئيس الروماني، ومسؤولين في البرلمان، بالإضافة إلى مشاركة جلالته في جولة من «اجتماعات العقبة» التي كان من المفترض أن تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الأردن، وكان من المقرر أن توقع الحكومتان الأردنية والرومانية، على هامش الزيارة الملكية، اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج عمل في عدد من المجالات، بالإضافة إلى تنظيم ملتقى للأعمال يجمع ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين.
 ودون أدنى شك، فإن قرار جلالة الملك الغاء الزيارة، أحدث ارباكا في الشارع الروماني، الذي صدر عن نوابه ومسؤولين فيه أن الغاء الزيارة قرار له آثار سلبية كثيرة على رومانيا، فضلا عن اثاره آثاره الاقتصادية السيئة على بلادهم، فيما علت أصوات تؤكد أن موقف جلالته «أوجعهم» بمطالبتهم العودة عن قرار نقل السفارة كون رئيسة وزراء بلادهم لا تملك الحق الدستوري بإتخاذ مثل هذا القرار، اضافة لكون قرار جلالته مثّل كلمة فاصلة في علاقة الأردن بالإتحاد الأوروبي الذي عليه أن يدرك أن موقف الأردن واضح وثابت من القدس، دون ذلك فإن الأردن سيخرجه من دائرة علاقاته.
 
   د. عدنان بدران
 رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران أكد بدوره أن جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد دوما أن القدس خط أحمر بالنسبة له، وها هو من جديد ينتصر للقدس، ويوجه رسالة للعالم والإتحاد الأوروبي بموقف الأردن الثابت من القدس والقضية الفلسطينية.
 ومن جديد يغلق جلالته أي مجال للجدل بشأن القدس، بموقف اتسم بالكثير من الحسم الحازم حيال الموقف الأردني من القدس، حسم هذا الجدل رغم تعرّض البلاد لضغوط أبرزها اقتصادية لغايات تغيير ثوابتنا الوطنية، ليأتي جلالة الملك ويغلق أي باب للجدل بهذا الشأن، ويؤكد أن القدس خط أحمر ولن يغير موقفه حيالها.  وبذلك يؤكد جلالة الملك وفق د.بدران مضيه في حماية المقدسات، ولن يسمح بأي تجاوزات يمكن ان تمس هذه القضية، والأردن بقيادة جلالته مستمر في حماية المقدسات، ولولا هذا الدور الهام لتم تهويد القدس منذ سنين. 
وأكد بدران أن جلالة الملك يجعل من القدس أساسا وعلى رأس أولوياته في سفراته وكلماته، بكافة المحافل الدولية، الأمر الذي جعل من هذه القضية حيّة دوليا، رغم تعدد ظروف المنطقة والعالم، وانشغال كل دولة بظروفها، لكن جلالته حرص ويحرص على بقاء هذا الملف والقضية مركزية حيّة، لحين حلّها وفقا للشرعية الدولية، واتفاقية السلام، وتطبيق الوصاية الهاشمية والحفاظ عليها.
  د. جواد العناني
 نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني رأى أن قرار جلالة الملك ليس مستغربا، في ظل الإصرار الأردني بالحفاظ على القدس والمقدسات، حيث يوجه جلالته رسالة لرومانيا بأن هناك موقفا أردنيا عربيا قويا رافضا لفكرة ضم القدس إلى اسرائيل، وبطبيعة الحال لرفض ضم الجولان أيضا، فلا بد أن يفهموا جميعا، أن في الأردن موقف واضح من هذه الأمور، موقف رافض بكل ما تحمله الكلمة من معنى.  وأضاف العناني أن قرار جلالة الملك جاء منسجما مع الموقف الشعبي الأردني، لا سيما وأن جلالته قبل أيام تزنّر بشعبه في هذا الموضوع، وبادله الشعب التفافا خلف قيادة جلالته.
وبين العناني أن للقرار دلالات سياسية متعددة، لعل أبرزها أنه يأتي قبل اعلان صفقة القرن، ليقول لإسرائيل وللعالم، أن ليس كل العرب راضين عنها، فالأردن كدولة متوازنة وشخصية جلالة الملك المؤثرة عالميا، لذلك تأثير كبير من شأنه أن يؤكد أن الدول العربية ترفض هذه الصفقة وتبعاتهاـ فكيف لدولة متوازنة السياسات وتطالب بالعدالة ونبذ التطرف أن ترضى بإقرار اسقاط حق في القدس؟!!!
ونبه العناني إلى أن قرار جلالته الذي يسبق عقد القمة العربية أيضا به رسالة للعالم وللدول العربية، سيما أيضا أنه تبع القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة، ليحمل بعدا هاما بتوجيه رسالة من الأردن برفض أي سياسات ضد القدس والمقدسات، وتهويدها. 
  د. صالح ارشيدات
 نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور صالح ارشيدات قال ان قرار جلالة الملك ينسجم مع الموقف الشعبي الرافض لكل الإجراءات التي تطعن مبادرات السلام وخصوصا مفاوضات الحل النهائي التي يشكل موضوع القدس الأساس الشرعي لها وهو موقف تصدى له الاْردن بقيادة الملك بكل قوته.
وأضاف الدكتور ارشيدات «نحيي موقف الملك ونقف خلفه»، فهو انتصار من جلالته جديد للقدس. وأعرب ارشيدات عن أمله أن يلقى قرار جلالة الملك مساندة عربية وقال «نتمنى المساندة العربية لهذا الموقف».
م.  سمير الحباشنة
 الوزير الأسبق المهندس سمير الحباشنة أكد بدوره، أن موقف جلالة الملك هذا يتسم بالكثير من الوضوح، فهو موقف جليّ وقوي وواضح ويفتح الطريق للقمة العربية، ليتبنى العرب هذه المواقف الصارمة تجاه كل من يسيء لقضاياهم، وأن يأخذوا نفس الموقف حيال القضية الفلسطينية وضم الجولان، والحسم بشكل واضح تجاه أي قرار لنقل السفارات للقدس، فهو موقف ينير نفقا مظلما للكثيرين من الباحثين عن مخارج حقيقية لأزماتهم ومشاكلهم.
وشدد الحباشنة على أنه يفترض أن يحتذي العرب كافة بموقف جلالة الملك، الذي تمثل بهذا القرار الحازم، فمبدأ «العين الحمرا» بهذه الأمور، دون أدنى شكّ تقود لحلول عملية، بعيدا عن البقاء في مساحات السلبية والإختباء خلف أصابع الخوف. فهو موقف يحمل رسالة واضحة يجب الأخذ بها.
وبين أن قرار جلالة الملك كان له ردة فعل فورية من رومانيا، حيث جرت اتصالات رسمية بهذا الشأن بين الأردن ورومانيا، وكان هناك تأكيدات على أن للأردن مكانة كبيرة في رومانيا ولن يتم ادارة الظهر لرسالة جلالته، إنما هناك مواقف فورية، تنسجم والأرادة السياسية الأردنية العليا.
 م. شحادة أبو هديب
 واتفق الوزير الأسبق المهندس شحاده أبو هديب مع الآراء التي سبقته، بأن قرار جلالة الملك يحمل رسالة واضحة للإتحاد الأوروبي والعالم، بأن القدس لجلالة الملك خط أحمر، والحفاظ على عروبتها من الثوابت الأردنية، والإلتزام بالوصاية الهاشمية محسومة لجلالته ولن يتم الحياد عنها.
 ورأى أبو هديب أن في قرار جلالته خطوة للأمام في دعم القضية الفلسطينية، وحماية القدس، يجدد من خلاله جلالته انتصاره للقدس، وحمايتها مسألة محسومة عند جلالته وفي السياسة الأردنية، ومهما كانت النتائج، فإن جلالته يقرر عدم السفر للقاء من أعلنوا نقل سفارتهم للقدس، وبذلك حسم ملكي واضح وجليّ لا لبس ولا مساحات ضبابية به.
 هي رسالة أكثر منه قرارا، وعلى الجميع التقاط أهمية ما قام به جلالته، فهذا هو الحسم الملكي الأردني البعيد عن أي تجاذبات أو جدل، فجلالته كان واضحا بشكل يلغي أي مجال لذلك كله، ويلغي أي تساؤلات، فالقدس لجلالته من الثوابت الأردنية لا حياد عنها، ورسالة جلالته واضحة بهذا الخصوص.  وشدد أبو هديب على الرسالة الحكيمة بقرار جلالته، وليست مجرد خطوة رمزية، إنما تجديد على تأكيدات جلالته بشأن القدس، التي طالما تحدث بشأنها محليا وعربيا ودوليا، فطالما أكد جلالته على أن قناعته بأن حلّ القضية الفلسطينية هو حلّ للصراع في المنطقة، وعدم حلها يبقي الصراعات قائمة وقوى الإرهاب تنال من الشعب الفلسطيني، والشعوب الضعيفة. ولفت أبو هديب إلى أن قرار جلالته يحمل رسالة حكيمة يجب أن يؤخذ بها من كافة الدول الساعية للسلام، فجلالته الذي يتمتع بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، يجدد تأكيده على التزامه بهذه الوصاية، وكذلك يجدد التأكيد على أن حلّ القضية الفلسطينية سيعم السلام بالعالم.