Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jan-2020

طهران تحرق «حماس»*عمر عليمات

 الدستور

قد نفهم الرسالة التي أرادت إيران إيصالها إلى العالم عبر وضع أعلام المليشيات التابعة لها خلف قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي، في مؤتمره الصحافي بعد المسرحية الهزلية لصواريخ «عين الأسد»، ولكن ما لا يُفهم هو وجود علم حركة حماس إلى جانب أعلام «زينبيون» و»فاطميون» و»الحشد الشعبي» و»الحوثيين» و»حزب الله».
إيران تريد تأكيد قادرتها على خلط أوراق المنطقة عبر أذرعها العسكرية الخارجية في دول مختلفة، وتضع أعلام أتباعها خلف قائد في الحرس الثوري، وهي رسالة تطرح على الطاولة للمرة الأولى بهذا الوضوح. فلطالما أكدت طهران الرسمية دعمها لهذه الحركات بصفتها الثورية لا بصفة التبعية، إلا أن ما ظهر في مؤتمر أمير علي حاجي أكد المؤكد، وهو أن هذه المليشيات ليست سوى كتائب عسكرية خاضعة للحرس الثوري وتدار من قبل قيادته.
مليشيات إيران ليست أكثر من أدوات تستخدم ضد الشعوب العربية، بنادقها استباحت ساحات عربية عديدة، ولكنها لم توجه إلى إسرائيل ولم تكن القدس قبلتها يوماً من الأيام، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ قيام الكيان لم يكتب أن طهران قاتلت من أجل أولى القبلتين، بل قاتلت من أجل توسيع نفوذها وتصدير ثورتها الغارقة في أحلام بائدة تعداها التاريخ منذ قرون.
الحديث عن دعم إيران لـ»حركات المقاومة» لم يعُد ينطلي على أحد بعد ما فعلته مليشياتها في العراق وسوريا واليمن، خدمة لأجندة إيرانية خالصة. ولكن ما شأن «حماس»، ولماذا كان علمها حاضراً خلف حاجي، وهل باتت مليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني صاحب الأجندات التوسعية على حساب الدول العربية؟.
ارتماء حماس في الحضن الإيراني وارتباطها العضوي بطهران، لن يفيد القضية الفلسطينية ولن يفيد الشعب المحاصر في غزة، ولن يفيدها هي بالذات، فهل يتوقع أي عاقل أن تجد الحركة موقفاً عربياً داعماً لها، وهي تعلن أنها جزء من المشروع الإيراني في المنطقة؟. وإذا لم تكن كذلك، فلماذا قبلت وضع علمها خلف متحدث عسكري، في دلالات واضحة لا تحتاج إلى شرح أو تحليل؟ ولماذا لم يخرج أحد قادتها ليعلن رفضه زج الحركة في صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل؟.
«حماس» عندما خرجت من سوريا كانت تحت ضغط الموقف. إذ كانت بين خيارين، إما دعم النظام السوري وإما دعم الثورة، فقررت الخروج بعيداً عن اتخاذ موقف حاسم يسجل عليها، ولكنها اليوم تسجل أخطر موقف على نفسها، فلا يوجد أي مبرر لأن تضع نفسها في بوتقة المليشيات العسكرية التابعة لطهران، والمؤتمِرة بأمرها، فهذه التبعية العمياء لن تحقق لحماس سوى التراجع الشعبي. إذ كيف تكون «حركة مقاومة» وفي ذات الوقت تضع نفسها في خانة المليشيات التي تقف ضد المحتجين في بغداد وبيروت وقبلهما في دمشق، فهل تكون حماس مع الانقلاب الحوثي ضد الشعب اليمني أيضاً؟.
باختصار، طهران حين وضعت علم حماس ضمن أعلام المليشيات التابعة لها أحرقت «كرت» حماس لدى طيف واسع من العرب، وحولتها من حركة فلسطينية إلى حركة تابعة للحرس الثوري الإيراني!.