اليوم، لمسنا انخفاضاً في أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، وسيعلن معالي وزير الصحّة عن ذلك بالتفصيل، وكذلك عن الوضع الصحي لجميع الإصابات.

 

لكن، من المهم أن نؤكّد أنّ انخفاض أعداد الإصابات لا يعني زوال الخطر أو القلق، فالأمور ما زالت بحاجة إلى الحذر الشديد، وإلى التقيّد بتعليمات السلامة العامّة والوقاية، والالتزام بحظر التجوّل، والإجراءات الاحترازيّة الصارمة التي اتخذتها الحكومة.

 

الكثير من دول العالم التي انتشر فيها الفيروس شهدت تبايناً في أعداد الحالات بين يوم وآخر، وبالتالي فإنّ انخفاض الأعداد لهذا اليوم ليس مؤشّراً على بدء زوال هذا الوباء أو القضاء عليه.

 

نأمل أن يأتي سريعاً اليوم الذي نعلن فيه بشكل رسمي انتهاء هذا الوباء، والقضاء عليه بشكل نهائي، لتعود الحياة إلى طبيعتها.

 

سرعة مجيء هذا اليوم تعتمد عليكم أنتم، وعلى وعيكم، وعلى مدى التزام الجميع بتعليمات السلامة العامّة والوقاية، وعدم مخالطة الآخرين.

 

وكما قلنا دائماً، استمرار حظر التجوّل يعتمد على مدى التزامكم، الذي نأمل أن يكون التزاماً كاملاً، وعدم الخروج إلّا ضمن التعليمات.

 

منذ بدء هذه الأزمة، وحتّى اليوم، جسّدنا بتعاوننا ووعينا وجهودنا المشتركة معنى (الأردن الأنموذج)، الذي يريده جلالة الملك – حفظه الله – والذي تضع جميع مكوّناته مصلحة الوطن العليا فوق كلّ اعتبار؛ ونأمل أن نستمرّ بتجسيد هذا المفهوم حتى انتهاء الأزمة، وزال هذه الغمّة.

 

مهما بذلنا من جهود، ومهما عملنا بكلّ طاقاتنا، يبقى الأساس هو التزامكم، وإدراككم لحجم الخطر، والتقيّد بإجراءات السلامة العامّة والوقاية.

 

اليوم، لمسنا انسياباً جيّداً لوصول المواد الأساسيّة للمواطنين بعد تفعيل خدمة التوصيل، والسّماح قبل ذلك للمواطنين بشراء حاجيّاتهم سيراً على الأقدام.

 

لمسنا أيضاً انخفاضاً بحجم شكاوى المواطنين حول ارتفاع الأسعار، وعدم توفّر السلع، وتوريد المنتجات الزراعيّة، وهذا يعكس بالضرورة سلامة الإجراءات التي اتخذناها.

 

سنواصل اتخاذ المزيد من الإجراءات والقرارات، وفق الملاحظات التي تردنا، وبما يسهّل على جميع المواطنين التزوّد بالحاجات الأساسيّة، ونتابع الملاحظات والمقترحات أوّلاً بأوّل.

 

ما زالت تردنا الكثير من المبادرات الخلّاقة لدعم الأسر المحتاجة، وبعض الفئات التي تضرّرت جرّاء انقطاع أعمالها، وهذه المبادرات انعكاس حقيقي لقيم المجتمع الأردني الأصيلة، والحرص على تجسيد التكافل بين أبنائه، ونحن نقدّر جميع هذه المبادرات والقائمين عليها، ونتفاعل معها.

 

ولهذه الغاية، أعلنّا اليوم عن استحداث حساب في وزارة التنمية الاجتماعيّة، أطلق عليه اسم (حساب الخير)، لمساعدة الأسر العفيفة والمحتاجة، وستخصّص المبالغ لمساعدة الأسر التي انقطع مصدر دخلها نتيجة تعطّل أعمالها بسبب حظر التجوّل

 

الحساب سيقبل تبرّعات نقديّة وحوالات بنكيّة من الداخل والخارج، وقمنا بنشر تفاصيله عبر منصّاتنا الإعلاميّة الرسميّة، ومن خلال وسائل الإعلام.

 

حماكم الله، وحمى صحّتكم، وأحبّاءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والإنسانيّة جمعاء من شرّ هذا الوباء. نحن في خدمتكم، ونجاحنا بالتزامكم.