Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2016

ليست نهاية المعركة - عاموس جلبوع

 

معاريف
 
الغد- المدينتان المسلمتان – السُنيتان الكبريان في شمالي الهلال الخصيب، حلب في سورية والموصل في العراق تقفان أمام خطر السقوط في أيدي الشيعة، بصدارة القوة العظمى الإيرانية الشيعية. في حل يساعد سلاح الجو الروسي في تخريب المدينة من أجل "تحريرها"؛ وفي الموصل سيقوم سلاح الجو الأميركي بعمل التخريب من أجل "تحريرها" من داعش.
 بودي أن أركز هنا على الموصل، التي يعيش فيها أكثر من مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من السُنة. الشيعة والأكراد لم يكونوا هناك أبدا. وكان داعش احتل المدينة قبل سنتين ونصف السنة مع بضع مئات من المقاتلين. وهذا الاسبوع بدأ تحالف من الجيش العراقي، الذي هو جيش شيعة، وميليشيات شيعية إجرامية، جيش كردي عراقي، ميليشيات كردية من سورية وتركيا وسلاح الجو الامريكي – في خطوة لاحتلال المدينة من يد داعش. وهاكم بضعة اسئلة ومحاولة للاجابة عليها.
 السؤال الأول: هل سينجح هذا التحالف في احتلال الموصل؟ بالتاكيد سينجح في أن يخرب عددا لا يحصى من المباني ويقتل الكثير من المواطنين، ولكنه في نهاية المطاف سيحتلها، حتى لو استغرق هذا أشهرا. فموازين القوى هي بين نحو 5 آلاف مقاتل من داعش مقابل أكثر من 50 ألفا من التحالف، مع إسناد جوي مكثف. توقعوا الكثير من التضليل الاعلامي عن المعارك على لسان العراقيين وعلى لسان الأميركيين.
 السؤال الثاني والاصعب: ماذا سيحصل بعد الاحتلال؟ لا بد أنه سيكون هناك سلب ونهب واغتصاب وقتل بحجوم كبيرة للغاية. ولكن من سيحكم المدينة؟ الحكومة العراقية الشيعية التي في بغداد؟ أهي ستحكم السكان السُنة الذين لم يروا شيعة أبدا؟ وماذا سيقول الاكراد؟ هل سيساعدون الحكم المكلف من بغداد؟ بتقديري، سيرغبون في ضم المدينة الى الاقليم الكردي ذي الحكم الذاتي في العراق. هل الحكومة في بغداد ستسمح لهم؟ وماذا ستقول تركيا؟ هل ستسمح للاكراد بالسيطرة على الموصل أو توافق على حكم شيعي؟ ينبغي الافتراض أن لا. وبالتالي هل هي ايضا ستحاول السيطرة على الموصل؟ بتعبير آخر سينشأ فراغ يدخل المدينة والمنطقة كلها في صراعات دموية وأعمال ثأر. واذا كان في المدينة في حكم داعش الرهيب استقرار ما على الاقل، فواضح جدا أنه بدلا منه ستأتي الفوضى.
 السؤال الثالث: ماذا سيكون مع داعش في العراق؟ واضح أن داعش لن يصفى ولن يختفي. سيعود الى "حجومه الطبيعية". أي، تنظيم حرب عصابات جهادية لا يسيطر على منطقة مدينية بل ينتشر في الصحراء، في القرى الصغيرة، محصنا من القصف. سيعود هناك الى ما كان عليه قبل احتلال الموصل.
 السؤال الرابع: هل سيستمر الارهاب؟ بالتأكيد سيستمر، مع دوافع أعلى إذ ليس داعش وحده يمارس الإرهاب بل وأيضا منظمات جهادية أخرى. وفي السياق الاوسع: لما كان داعش هو أولا وقبل كل شيء فكرة، أيديولوجيا متطرفة تحتل قلوبا مختلفة، يحتمل جدا أن لزمن ما سيتردى اعتباره، ولكن قوة جذبه ستستمر. والسبب المركزي لذلك هو التالي: داعش هو عرض المشكلة؛ فقد نما من بين انهيار المجتمعات في الهلال الخصيب وتصاعد التوتر السني – الشيعي.
إذا كان ثمة درس مركزي واحد يمكن أن نتعلمه، فهو أن التنظيم الجهادي لا يمكنه بعد أن يحكم أرضا اقليمية وأن يتحمل المسؤولية عن حياة مواطنيه. فقد كان إعلان الخلافة مبكرا. صحيح أن عاصمة الخليفة لا تزال هي الرقة، على ضفتي نهر الفرات في سورية – والتي سيكون من الصعب احتلالها – ولكن المستقبل بات مرسوما: داعش سيغادر أو يطرد من المناطق المدينية، سيعود الى قتال حرب العصابات من داخل الصحراء السورية الكبرى وسيواصل نشر عقيدته المتطرفة.