Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Nov-2021

تيسير: المبدع الأردني سفيرٌ فوق العادة خارج بلده

 الراي- محمد جميل خضر

 
يرى الفنان والأكاديميّ الأردنيّ أيْمن تيسير أن المبدع الأردني ينبغي أن يكون سفيراً فوق العادة لبلده وهو خارجها. ويؤكد أن تكليف معهده الموسيقيّ «معهد البيت الموسيقي للتدريب» الذي أسّسه منذ زهاء العام في العربية السعودية، بمهمة تأهيل الفرقة الوطنية السعودية التي شكّلتها حديثاً وزارة الثقافة السعودية، هو انتصار للفن الأردني، وتعزيز لمكانة الفنانين الأردنيين، وتكريس لحضورهم القوي والمؤثر في الساحة الفنية العربية.
 
تيسير صاحب المسيرة الموسيقية الغنائية اللافتة إبداعيّاً وأكاديميّاً، وقّع قبل أسابيع على اتفاقية يقوم بموجبها معهده هناك بتدريب فرقة موسيقية سعودية رسمية ناشئة تحمل اسم «الفرقة الوطنية السعودية». وهو إنجاز يأتي بوصفه تتويجاً لنجاحات متتالية حققها صاحب مشروع «جاز عبد الوهاب» بعد أن فرضت عليه ظروف الحظر الكورونيّ، البقاء في المملكة العربية السعودية، التي كان موجوداً فيها عندما توقف الطيران بين البلدان، وَانكفأت الدول على نفسها في فترة توغل الوباء وانتشاره عالميّاً.
 
خلال مسيرته الفنية، نال تيسير الحاصل في العام 2005، على دكتوراه في تخصص الغناء العربي (منحة جلالة الملكة رانيا العبدالله) من جامعة الروح القدس اللبنانية، العديد من الجوائز، منها جائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع الموسيقي 2001، الجائزة الكبرى لأحسن عمل غنائي متكامل في مهرجان بترا للأغنية الأردنية الذي أقيم عام2000، الجائزة الكبرى لأحسن عمل غنائي متكامل في مهرجان الأغنية العربية الذي نظمته جامعة الدول العربية عام 2013، في تونس، وجوائز أخرى كثيرة. كما منحته مؤسسة فلسطين الدولية في العام 2016، لقب فنان العام. من الاسطوانات التي أصدرها: «قصائد وطن»، «أعز الألحان»، «مختارات طربية» (أربع اسطوانات) وغيرها. في العام 2010، أصدر اسطوانة لِمغناة «بدون القدس لا يرسو سلام» من كلمات الوزير السابق د. منذر المصري.
 
حول أهمية تكليف معهدهِ تدريب الفرقة الوطنية السعودية، والمشهد الموسيقي المحلي، ومدى التقارب بين الموسيقى السعودية والأردنية وأشجان وَموضوعات وعناوين أخرى، كان لـ الرأي مع المطرب أيمن تيسير هذا الحوار.
 
منذُ جرّادتيّ عاد، ومنذُ سوق عكاظ وإنشاد العشر غناء، ومنذ (طلع البدر علينا) بالغناء وبالدفوف، ومنذ نسرين وحسان وكل هذا المزاج الموسيقيّ، ما الذي تحتاجه الشقيقة السعودية كي تستعيد مجدها الموسيقيّ العريق؟
 
- تحتاج المملكة العربية السعودية بناء استراتيجية واضحة للنهوض بالحركة الموسيقية على عدة أصعدة منها: تعليم الموسيقى في المدارس، تفعيل الحراك الموسيقي في بعده الثقافي، تأسيس المعاهد والأكاديميات الموسيقية، وهذا ما يحصل بالفعل الآن، خصوصاً بعد تأسيس هيئة الموسيقى التي يرأسها محمد الملحم. الهيئة وضعت استراتيجية وطنية سعودية للنهوض بالموسيقى على مختلف الأصعدة سعياً إلى تحقيق رؤية 2030، التي يتبناها شخصيّاً وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان. تشهد السعودية حراكاً لافتاً على صعيد التشريع للموسيقى وبناء منظومة من القوانين التي من شأنها مأسسة الحياة الموسيقية على المدى الطويل.
 
حصلتَ على ترخيص أوّل معهد للموسيقى في تاريخ المملكة العربية السعودية، نحو أي دروب الشجن والنغم تود أن يذهب الطالعون من مزاج نجد، الضاربون جذورهم في تفاصيل الفيافي، والمعترك الطويل بين الحضر والبوادي، بين النخل واحتباس الماء في الصحراء؟
 
- لله الحمد أننا كنا السبّاقين بمنحنا أوّل ترخيص لِمعهد موسيقي (معهد البيت الموسيقي للتدريب) music home، في المملكة العربية السعودية، وهذا لم يأتِ من فراغ، بل بعد جهد كبير ومضنٍ سواء على صعيد إعادة النظر بالقوانين والتشريعات للسماح بترخيص المعاهد الموسيقية. هذا الجهد تحقق عبر تكاتف جميع العاملين في وزارة الثقافة السعودية، وعلى رأسهم وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان المؤمن بأهمية الموسيقى كمرآة تطور للشعوب. هذه هي البدايه، والطموح كبير، فبعد الترخيص نسعى للتوسع في مدن المملكة بعد الرياض وجدّة. كما أن توجهاتنا الحالية تذهب نحو طرح برامج دراسية جديدة مثل دبلوم الموسيقى، وصولاً إلى هدفنا الرئيس، ألا وهو إنشاء أكاديمية موسيقية للتعليم العالي تمنح درجة البكالوريوس في الموسيقى.
 
قبل أعوامٍ قليلة ما كان يستطيع أحد أن يتحدّث عن فرقة موسيقية سعودية رسمية، وها أنت تكلف بتدريب فرقة موسيقية سعودية رسمية وطنية وتأهيلها، حدثنا عن هذا الإنجاز.
 
- حظينا في معهد البيت الموسيقي للتدريب باحتضان تدريب ٣٠٠ موسيقي ومغني سعودي لتأسيس أول فرقة موسيقية وكورال سعودي بإطارٍ أكاديمي. هذه المنحة المقدمة من وزارة الثقافة لِلموسيقيين السعوديين تأتي من إيمان أصحاب القرار هنا بضرورة أن يكون للدولة دور جوهري في بناء الموسيقيين وإتاحة الفرص لكل المواهب الموسيقية بالتعلّم وإيجاد فرص عمل.
 
إلى أي مدى يخدم ما تنجزه في شقيقتنا السعودية، صورة الفنان الأردني خارج حدود الوطن؟
 
- للأمانة أضحت صورة الموسيقي الأردني ومكانته محل تقدير وإعجاب الموسيقيين السعوديين المحترفين والهواة، فنحن ساهمنا ونساهم في زيادة الثقة في الكفاءات الموسيقية الأردنية من خلال نوعية البرامج التي نقدمها، وما نُحدثه من ثورة حقيقية على صعيد الموسيقى في شقيقتنا السعودية.
 
هل لاحظت تقارباً في الأنغام الشعبية التراثية في بلديْكَ الأردن والسعودية؟
 
- المملكة العربية السعودية لديها تنوّع ثقافيّ كبير، له علاقة بامتدادها الجغرافيّ حيث تتقاطع المملكة في تراثها الموسيقي مع جيرانها ضمن حدودها الواسعه، فَيتشارك سكان شمال المملكة العربية السعودية بتراثهم الموسيقي مع سكان جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، فنرى «الدحة» المعروفة أردنياً بالدحية، لها نفس الطعم الموسيقي ونفس العادات والتقاليد.
 
أخبرنا وأنت الفنان والأكاديميّ، ما هي الخطوات التي فرَضَتها كورونا على الفنانين الموسيقيين من عازفين ومؤلّفين وملحنين ومطربين؟
 
- لا شك أن كوفيد ١٩ ساهم في وقف الحراك الموسيقي وبالتالي فقد الفنانون التواصل مع جمهورهم ما أدّى إلى نوعٍ من الاكتئاب لدى العديد من الموسيقيين. لكن الجائحة، أسهمت، من زاوية أخرى، في خلق أبواب جديدة للتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وموسيقى الشرفات. ولكن، وبرأيي الشخصيّ، الموسيقى فنٌّ يحتاج التواصل المباشر بين الفنان والجمهور.
 
من خلال تجربتك في العربية السعودية، هل باعتقادك أن فنون الموسيقى والغناء تحتاج دعماً واضحاً مجزياً من الدولة والجهات الرسمية؟
 
- قلنا ونقول إن تطوّر الموسيقى يحتاج إلى قرار سياسي واضح، وإلى رسم استراتيجية شفافة قادرة على دعم الموسيقى والموسيقيين وتخصيص ميزانيات مالية كبيرة. فالفنان هو سفير لدولته، ولا بد أن يحظى باهتمام أعلى المستويات واحترامها.
 
ماذا في جعبتك في المقبل من الأيام؟
 
- عندما يكون لدى الفنان رسالة لا بد أن يسعى إلى نشرها مهما كانت الظروف صعبة. نحضّر حاليّاً لبرامج عروض حيّة تتزامن مع عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل كورونا. كما أعمل على تلحين عددٍ من الأغنيات الجديدة. أكاديميّاً، أسعى، كما أسلفت، لإنشاء أول أكاديمية متخصصة بالتعليم العالي الموسيقي في المملكة العربية السعودية، فأنا وشركائي في المعهد نؤمن بضرورة هذه الخطوة التي من شانها المساهمة في تحقيق رؤية المملكة٢٠٣٠.
 
ما الذي يحتاجه الموسيقيون في الأردن؟
 
- يحتاج الموسيقيون في الأردن إلى دعم ورعاية وتسويق، وإلى تهيئة الأجواء حولهم، وتشجيعهم والأخذ بيدهم.