Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2017

(اللاسامية) في خدمة إسرائيل - غازي السعدي
 
الراي - فأجأ وزير الجيش الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، من تحذير البيت الأبيض، بتوجيهه تحذيراً مباشراً للحكومة الإسرائيلية، من أن أي عمل يقود لضم الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، سيقود إلى نشوب أزمة فورية مع إسرائيل، وقال «ليبرمان»، الذي كان من مؤيدي ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل، والتبادل السكاني، أنه يعارض الضم، لأن هذا يعني استيعاب (2.7) مليون فلسطيني ليصبحوا مواطنين غير أنه يطالب بضم مناطق لفلسطينيي 1948، إلى الكيان الفلسطيني المقبل.
 
وأوضح موقفه أن على إسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين، وعدم استيعابهم في المناطق الإسرائيلية، ففي الآونة الأخيرة تقدم وزراء وسياسيون ونواب «كنيست» بمشاريع مختلفة لعملية الضم، حتى أن اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، عاكفة على فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنة معاليه ادوميم، كخطوة أولى لضم مناطق «سي» التي تزيد مساحتها عن نصف مساحة الضفة الغربية، إضافة للمستوطنات للسيادة الإسرائيلية.
 
لقد جاء التحذير الأميركي- إن كان جدياً، خاصة من قبل إدارة الرئيس «دونالد ترامب»- في الوقت المناسب، هذه الإدارة المؤيدة كلياً لإسرائيل، وتسجل مأخذ على إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما»، الذي فشل في إيقاف نهب الأراضي الفلسطينية، والاستمرار في البناء الاستيطاني، فإسرائيل مستمرة بتشريع القوانين العنصرية، حيث كان قانون «التسوية» وتشريع البؤر الاستيطانية أخطرها، فإسرائيل بحكومتها اليمينية، لا تريد لا حل الدولتين، ولا الدولة الواحدة، وكل ما تريده الاستيلاء على الضفة الغربية بالكامل، غير أن التهديد الديمغرافي، والخوف من الأغلبية العربية في فلسطين من البحر إلى النهر، إذ بلغ عدد سكان إسرائيل حتى نهاية عام 2016، وفقاً لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، ثمانية ملايين و(630) ألف نسمة، ويبلغ عدد اليهود من مجموع السكان ستة ملايين و(450) ألف نسمة، يشكلون 74.8%، منهم مئات الآلاف يعيشون في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة، تشملهم معطيات دائرة الإحصاء وسجل السكان في إسرائيل، بينما عدد المواطنين العرب داخل الخط الأخضر بلغ مليون و(796) ألفاً، يشكلون 20.8% من مجموع السكان، وهذه الإحصائية تشمل مواطني القدس الشرقية، والسوريين في الجولان المحتل، فيما بلغ عدد غير اليهود أو غير المعرفين دينياً وهم بالأساس من المهاجرين الروس (384) ألفاً، يشكلون 4.4%.
 
إن الميزان الديمغرافي وفقاً لجهاز الإحصاء الإسرائيلي، بأن عدد الفلسطينيين المقدر في العالم، يبلغ حوالي (12.37) مليون فلسطيني، منهم (4.75) مليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يضاف إليهم 1.47 مليون داخل الخط الأخضر (منطقة الـ 1948)، وحسب جهاز الإحصاء الإسرائيلي، فإن عدد السكان العرب واليهود سيتساوى قبل نهاية عام 2017، في فلسطين الكاملة، وستصبح نسبة اليهود حوالي 49.4%، وأنه بحلول نهاية عام 2020 سيصل عدد اليهود إلى نحو 6.69 مليون مقابل 7.11 مليون عربي أي سيزيد عدد العرب عن اليهود.
 
المتطرفون اليهود الذين يشككون في هذه الإحصائيات، يتوقعون هجرة يهودية كبيرة لإسرائيل، كما حدث في التسعينات من الاتحاد السوفيتي السابق، وهم يتوقعون تدفق المهاجرين اليهود من الولايات المتحدة، وفرنسا، ودول أوروبية أخرى، فانتشار اللاسامية المزعومة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، قد تكون مفتعلة، وتحركها الأصابع التي تعمل على تهجير أعداد كبيرة من اليهود لإسرائيل، بالادعاء بأن إسرائيل هي الدولة الآمنة الوحيدة لهم، فـ «نتانياهو» في رسالة لزعماء العالم كتب لهم: اشجبوا اللاسامية أينما وجدت، مدعياً أنها موجة عنف ضد اليهود، تتزايد في الولايات المتحدة، فأساليب الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية، لدفع اليهود إلى الهجرة لإسرائيل كثيرة، ومن يذكر حين وضعوا قنابل تنفجر وتحدث أصواتاً مرعبة، لكنها لا تقتل، وضعت في الكنيس اليهودي في العراق، لحمل يهود العراق على الهجرة لإسرائيل، وهذا ما حدث، ومن لا يعرف ذلك ليطلع على مذكرات «شلومو هليل» وبقلمه حيث انه قاد عملية تهجير يهود العراق وهناك وسائل صهيونية أخرى للحد من الأغلبية العربية في فلسطين، عن طريق تنغيص حياتهم أكثر مما هي منغصة، حبسهم وتجويعهم، ومنعهم من العمل، وإبقاء بلداتهم بالظلام، وعرض المال عليهم من أجل تهجيرهم، فهذه الوسائل سبق أن مورست، والحذر من تكرارها.
 
«نتانياهو» المراوغ أعلن أنه لا يريد دولة واحدة، وهو يقول أنه لا يريد حكم مليوني فلسطيني وأنه ليس معنياً بأن يكونوا من رعاياهم، وفي نفس الوقت هو غير مستعد لمنحهم دولة مستقلة، فالمحللون الإسرائيليون يقولون أن إسرائيل باتت تعيش بين البحر والنهر، في دولة لا يهودية ولا ديمقراطية، بل ثنائية القومية، فالتهديد الديمغرافي الفلسطيني، والخوف من أن يصبحوا أغلبية من البحر إلى النهر، دفع بمنظمة تحمل اسم» قادة من أجل إسرائيل»، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي المتقاعدين، برفع صوتهم، خشية من البعبع الديمغرافي، ويرفعون شعار الانفصال عن الفلسطينيين، «يديعوت احرونوت 22-1-2017»، أما «معهد الشعب اليهودي»، التابع للوكالة اليهودية، فقد جاء في تقريره السنوي نهاية عام 2016، التحذير من ولوج إسرائيل نحو حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، لأن ذلك سينهي الطابع اليهودي لإسرائيل، فهذا المعهد من ابرز المعاهد الاستراتيجية الصهيونية التي تعمل في إطار الوكالة اليهودية.
 
واخيراً هناك مجموعة من التساؤلات: هل أن إدارة «ترامب» جادة بدعم التسوية، وهذا يحتاج إلى تركيبة جديدة للحكومة الإسرائيلية، تحتاج إلى إجراء انتخابات مبكرة للكنيست، ام أن إسرائيل ستتملص وتناور وتخادع كعادتها من أية تسوية محتملة؟ ننتظر لنرى.