Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2017

مراكز حاضنات الأعمال في الجامعات الأردنية تعليم.. إبداع واستثمار - د.اسمهان ماجد الطاهر
 
الراي - لا أستطيع التفكير بالتعليم بعيداً عن الإبداع أو الاستثمار فهي ثلاثي متحد ودائرة متكاملة تعزز زيادة رأس المال القومي والتطور الاقتصادي. أن النتيجة الحتمية لهذا الاتحاد والتكامل هو انتشار حاضنات الاعمال في الجامعات حيث تجمع التعليم والإبداع الشبابي وتعمل على تفعيل المواهب والقدرات التي يمتلكها الطلبة خلال تواجدهم على مقاعد الدراسة لضمان الاستثمار في الافكار الخلاقة وتحويلها الى مشاريع ريادية. كثيرة هي المشاريع التي انطلقت من قلب الجامعات الغربية لتؤكد تبني مفاهيم ربط التعليم بالإبداع وريادة الاعمال
 
في ظل المجتمع الرقمي الاقتصادي فأن حاضنات الاعمال ستعمل على ربط رواد الاعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين والخبراء.
 
الأردن بلد متطور منفتح على العالم ومن منطلق رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله بأن ثروة الأردن الحقيقية هي الانسان الأردني وأن الاستثمار في القدرات والطاقات والذكاء البشري والفكري هو أفضل استثمار في بلد مثل الاردن يعاني من قلة الموارد والمصادر الطبيعية. ظهرت وانتشرت فكرة حاضنات الأعمال بمعظم الجامعات الاردنية العامة والخاصة.
 
أن وجود حاضنات الاعمال أمر مهم ويدعو الى الأعتزاز والفخر وهو خطوة في طريق ربط التعليم بالإبداع والاستثمار كما هي خطوة في سبيل إبراز الأفكار الخًلاقة وتحفيز العقول على البحث والتفكير وزيادة الرغبة في العطاء والانجاز.
 
لقد تم تأسيس مراكز للإبداع وحاضنات للاعمال في العديد الجامعات الأردنية وبالتالي لابد من تفعيل هذه المراكز وتعريف الشباب بها وبأهمية ما ستقدمه لهم من فرص قد تفتح أفاقا رحبة لهم للابداع والعمل والريادة.
 
يبقى أهم دور للمشرفين على حاضنات الأعمال التنسيق مع الكليات المختلفة بالجامعة لتوضيح الدور الذي ستقوم به والقيمة التي تقدمها للشباب ودورها التعاوني التكاملي مع الاكاديميا في تعليم الطلبة الجامعيين بأصول صياغة الافكار وتقديمها بصورة قابلة للتطبيق بشكل عملي وتعريفهم بكيفية عمل دراسة فنية للمشاريع.
 
وتبدأ الخطوة الأولى في تعليم الشباب صياغة افكارهم بأن نطلب منهم التمسك بالقرأة والأطلاع وعدم ترك الورقة والقلم فاذا أعتاد الطلاب تدوين ما يفكرون فيه من افكار بشكل مستمر سيتم بلورة هذه الافكار وقد ينجح الطالب في صياغة ما يفكر فيه ويحوله لفكرة ابداعية قابلة للتنفيذ. أن كتابة الأفكار تعزز رؤيتها وتفحصها وأعادة بلورتها حتى تنضج ويسهل قولبتها في نموذج عمل قابل للتطبيق.
 
نحتاج الى الكثير من الجهد والتنسيق لنجعل هذه الحاضنات فاعلة ومؤدية للدور الذي أنشئت من أجله وليس مجرد أتباع للموضة وتباهي بوجود حاضنة أعمال في الجامعة. أن قيمة تلك الحاضنات بكمية المشاريع الريادية والصغيرة التي تستطيع ضمان تطويرها وخروجها الى الواقع بما يفيد صاحب المشروع ويفيد المجتمع.
 
يبقى الشباب هم العامل الرئيسي في عملية التنمية وهم هدفها ووسيلتها، وبالتالي علينا حفزهم وتشجيعهم وتبني أفكارهم ودعمهم نحو الاستفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز هذا العصر. أن الابداع التكنولوجي يعتمد على تطوير الابحاث التجريبية وتعزيز السلوك الأبداعي الذي بدوره يعمل على نمو الاقتصاد من خلال رفده باستثمارات جديدة.
 
الطريق ليس ورديا حتماً لكن السير نحو العلم دائماً خصب وغني والعلم هو وقود الإبداع ومغذ له حيث يخلق في داخل المبدع حالة جديدة مختلفة قد تخرج الى أرض الواقع على شكل مشروع ريادي ابداعي شبابي، معلناً ثورة على الفقر، ومؤكداً مزيداً من النمو الاقتصادي، ومبرهناً على أن الفكر الإبداعي الشبابي العربي هو ما سيزين السنوات القلية القادمة ويزيد تألق الشباب بها.
 
A_altaher68@hotmail.com