Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2021

لنتخل عن المساعدة الأميركية

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
بقلم: سيفر بلوتسكر
 
الوضع الاقتصادي لإسرائيل أفضل بكثير من وضع الولايات المتحدة. وإن كان بنك إسرائيل لا يطبع الدولارات، لكن احتياطاته تصل إلى 200 مليار دولار، مبلغ هائل بالنسبة لحجم واحتياجات الاقتصاد الإسرائيلي. الشيكل يبدي أداء قويا، النمو مبهر، النسبة بين الدين الحكومي والناتج المحلي متدنية جدا، والفائض السنوي في ميزان المدفوعات السنوية يضخ بين 15 إلى نحو 20 مليار أخرى إلى إسرائيل.
في ضوء هذه الحقائق واضح أن ليس لنا حاجة حقيقية لأن نطلب من الولايات المتحدة مساعدة خاصة من مليار دولار لشراء عناصر لمنظومة القبة الحديدية. العكس هو الصحيح: نوصي جدا بالتبليغ الفوري للبيت الأبيض بأن إسرائيل تتنازل عن المليار دولار آنفة الذكر، تدخل اليد إلى الجيب وتدفع. وهذا دفع لن يحك بالاحتياطات، الميزانية ومستوى المعيشة.
إن التخلي عن المليار دولار مطلوب جدا لإدارة بايدن، التي يصعب عليها الإيفاء بتعهدها لإسرائيل (وتعهداتها بالعموم). فقد كان مطلوبا تصويتا خاصا في مجلس النواب للتغلب على العوائق السياسية والتشريع عالق الآن في مجلس الشيوخ ويتسبب بوجع رأس زائد للرئيس بايدن الذي يوجد في لحظة من درك أسف قاسٍ. الرضا عنه كرئيس تردى في أحد استطلاعات الرأي العام إلى 38 %. وفي أخرى يتراوح بين 41 و 47 %، وحسب محللين أميركيين في هذه المرحلة من الولاية هذه شعبية أقل من كل الرؤساء الأميركيين بعد الحرب، باستثناء اثنين.
معظم الأميركيين يمنحون رئيسهم علامات سلبية في كل المجالات، من مكافحة “كورونا” وحتى سياسة الهجرة، من مأزق الميزانية المسدود وحتى التضخم المالي المستيقظ والبطالة العنيدة. بايدن يعتبر ضعيفا، يترنح بين الأطراف، غير قادر على أن يطرق الطاولة ويفرض رأيه. وللامتناع عن الحرج فإنه لا يعقد مؤتمرات صحفية ولا يلقي كلمات علنية دون نص مكتوب وجاهز. وحسب الاستطلاعات فإنه لا يبث مرجعية والأسوأ من ذلك فإنه في نظر الأغلبية لم يعد يبث نزاهة.
إن الأغلبية الهشة للحزب الديمقراطي في مجلسي النواب خلق واقعا سياسيا يكون فيه كل بندوق ملكا، كل كتلة فرعية تتباهى بحق الفيتو، والإدارة مشلولة. الأقلية الراديكالية في اليسار الديمقراطي التقت منذ الآن، كما كان متوقعا، بالأقلية الراديكالية لليمين الديمقراطي والواحدة تعطل الأخرى. وقدرة أداء البيت الأبيض والإدارة الأميركية. ليس فقط في السياسة الداخلية، بل وفي السياسة الخارجية أيضا. فما الخطة الأميركية بالنسبة لإيران؟ بالنسبة لتهديدات الصين على تايوان. بالنسبة لسيطرة بوتين على توريد الغاز الطبيعي لأوروبا؟ لا نعرف.
يسود كل شيء هزال غريب، تغطيه بيانات عبثية. نائبة الرئيس كاميلا هاريس، والتي هي حتى الآن خيبة أمل سياسية أخرى، إما ترتكب أفعالا مشينة في كلماتها العلنية أو تختفي لفترات طويلة وحاسمة عن الساحة الواشنطنية.
إسرائيل، التي توجد على مفترق طرق بمعان كثيرة، بحاجة إلى إدارة أميركية تؤدي مهامها، إلى أصحاب قرار في البيت الأبيض قادرين على تنفيذ القرارات. بحاجة إلى إجماع بين الحزبين تجاهها إلى دعم الكتل المعتدلة في الحزبين. والمساومة السياسية حول المساعدة السياسية بمليار دولار تتناقض وهي الأهداف.
بالمقابل، فإن بيان حكومة إسرائيل يقول إنها تنازلت عن المساعدة سيسهل على الفور على إدارة بايدن وينقذه على الأقل من خلاف محرج واحد. كما أن هذه ستكون هدية يوم ميلاد مناسبة للرئيس نفسه، بعد شهر ابن 79، فمثل هذه الهدايا لا تنسى.
يوجد لنا ما يكفي من المال ونحن يمكننا أن ندفع بسهولة مليار دولار للبنتاغون مقابل عناصر حيوية للقبة الحديدية؛ بل ولعلنا نحصل على ثمن أفضل.