Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2020

غانتس قوي فقط على الفلسطينيين

 الغد-هآرتس

 
عودة بشارات 29/6/2020
 
الجدار الحديدي: قبل الغوص في الشؤون اليومية، يسرني التبشير بأنه مر علينا مساء سبت سعيد مع وجوه مضيئة وغضة في جميع قنوات التلفاز، التي أمتعتنا بالرؤى والحكايات. وقد عدنا مائة سنة إلى الوراء إلى زمن الازدهار للمدينة اليهودية في شرق أوروبا.
كم هو مثير رؤية اليهود في الغربة، في مكان ما بين القدس وتل ابيب، يجتمعون معا بدون ضجة الغرباء في الخارج، بعيدا عن تهديدات الحاكم اللاسامي المستبد، يفكرون في اليوم الذي سيكونون فيه أحرار في بلادهم، يذرفون الدموع.
من اجل التاريخ سأذكر أسماء بعض الأزواج عشية السبت الماضي: ديكل، كركوفسكي، غيلات، فيردي، تمار، كوشمارو، راهف، بيلغ، بسموت، دانييل، شبيط، ليئال، سكولار، بارتسفي، بيسح، هاريس، بن دافيد، ايال، ليفي، عوفاديا وآيزنبروخ. نأمل أنه في السنة القادمة يقوم هؤلاء اليهود بعقد أمسية كهذه في القدس.
صحيح أن هذا كان نوع من الحائط الحديدي، لكن هذا هو الجانب الثاني من لقاءات “العائلة” – انغلاق أمام الغرباء. الجانب الآخر من الاندفاع العاطفي هو الجو اللزج. ومن لا يعجبه هذا الأمر، يجب عليه أن يبحث عن صديق عربي من أجل تخفيف الطعم الحلو حتى لا يعلق اللب في حلقه. كل هذا السحر الشتاتي لم يمنع رئيس الحكومة البديل، بني غانتس، من الانقضاض على ابناء الشعب الفلسطيني بذريعة أنهم يفضلون البقاء في حالة انغلاق بسبب رفضهم لخطة الضم التي تعرضها عليهم إسرائيل. والسؤال الرئيسي هو ما هو دور غانتس الشخصي لكونه رئيس سابق للأركان، في خلق هذه الحالة التي يعيش فيها الفلسطينيون؟ وسؤال آخر هو هل الموافقة على خطة الضم ستخرج الفلسطينيين من هذه الحالة؟.
هذا لم يعد به غانتس، ومن الجميل أنه لم يعد، حيث أننا نعرف بأنه من وعود غانتس يمكن فقط أن نعمل “طائرة” (حسب مصطلحات قصاص الأثر الشاحب). فقد وعد بأنه لن يجلس في حكومة مع متهم بقضايا جنائية. وها هو في حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو؛ وقد وعد بتشكيل لجنة تحقيق بشأن الغواصات ولكنه في لحظة الحقيقة صوت ضد تشكيلها.
وفي هذه الاثناء وهو لا ينجح في لي ذراع نتنياهو من اجل الغاء الضم، فان كل مرجلته يوجهها ضد الفلسطينيين، ممنوع على الفلسطينيين معارضة الضم. جميع العالم، بما في ذلك اليهود، يمكنهم معارضة الضم، لكن هذا ممنوع على الفلسطينيين. واذا قاموا بالتغريد بأن الضم هو إعلان حرب عليهم – هكذا بالمناسبة ما يعتقده العالم – فان نسخة أخرى من “الرصاص المصبوب” تنتظرهم. وهذه المرة رئيس الأركان قرر تحويل الجيش إلى جيش قاتل. انظروا، أيها الفلسطينيون، لقد حذرناكم.
غانتس قوي فقط على الفلسطينيين. والآن هو ينتظر الفرصة، هذه المرة بمنصبه الرفيع كوزير للدفاع، من اجل القيام بجولة قتل جديدة للمئات من سكان غزة كي تزين حملته في جولة الانتخابات التي تنتظرنا في القريب. المزيد من الضحايا الغزيين على مذبح انتخابات السادة. يمكن أن نفهم هذا الشخص الذي منذ تشكيل الحكومة، وتحت عنوان “محاربة كورونا”، فان انجازها الاساسي هو الزيادة الكبيرة في عدد المصابين بالفيروس. ربما من المناسب أكثر تسمية الحكومة “حكومة تشجيع كورونا”.
أي حظ سيئ جلبه هذا الغانتس. الإنجاز الثاني للحكومة من حيث حجمه هو زيادة عدد العاطلين عن العمل الذي يرفض الانخفاض. والإنجاز الثالث للحكومة هو تبييض فساد الحكومة. الآن من الواضح أن عدم دفع الضرائب من قبل رئيس الحكومة لم يعد يعتبر مخالفا للقانون. لأن القانون اعفى رئيس الحكومة من دفع الضرائب. والمرحلة القادمة: الهدايا ايضا (وربما العمولة ايضا) لرئيس الحكومة لن تكون بمثابة مخالفة بالنسبة للقانون. هذه هي المرحلة العبقرية القادمة للحكومة: شرعنة الرشوة. وهكذا سيقضي غانتس على الرشوة. وقد وعد وأوفى.