Thursday 30th of November 2023 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jan-2023

الشاعران العطاونة وكنعان يتأملان الذات الشاعرة وجرح القصيدة

 الدستور – عمر أبو الهيجاء

نظم "بيت الشعر" بالمفرق، يوم الأحد الماضي، أمسية شعرية للشاعرين: شفيق العطاونة، ومحمد كنعان، وأدار الأمسية الدكتور ماجد العبلي بحضور السيد فيصل السرحان مدير البيت وحشد من المثقفين والمهتمين.
القراءة الأولى استهلها الشاعر شفيق العطاونة صاحب ديوان "شرفات الغيم" الذي قرأ مجموعة من القصائد التي عاين فيها الذات الشاعرة بلغة لا تخلو الحس الإنساني، شاعر يمتلك حس مرهف تجاه الحياة، وللعطاونة مشاركات في عدد من الأعمال الشعرية المشتركة، هذا إلى جانب مساهماته الشعرية وكما حاز على العديد من الجوائز.  
ومما قرأ نختار هذا المقطع الذي يقول فيه: "على قلقٍ أنا والقبّراتُ/ تَنَازَعُنا همومٌ مثقَلاتُ/ أُسائلُها، إلامَ الحزنُ يبقى/ وتُقتَلُ في الصّدورِ الأمنياتُ/ إلامَ بحضرةِ الآمالِ فينا/ تَعيثُ بنا الحياة، ولا حياةُ/ تعبنا يا بلادُ فأمهلينا/ ليرقأ دمعَ غربتِنا الشّتاتُ/ هَبينا من رحيقِ الطّهرِ وِردا/ نفكُّ بَذاء ما نفثَ الجُناةُ/ فلا سرجٌ نبادلُه الحكايا/ ولا خيلٌ يعانقُها الكُماةُ/ فمنذُ انفضَّ سامرُنا تعبنا/ وحادي العيسِ أنهكَهُ السُّباتُ/ ويقضي الشّامخون بلا ضجيجٍ/ وتبكي جَورَ تربتِنا الفلاةُ/ وأقلامٌ تَغَصُّ بماء غدرٍ/ فما أبِهَتْ بما نشكو الدّواةُ/ سنابكُ فجرِنا الموهومِ شاختْ/ ويحكي سِفرَ خيبتِنا الرُّواةُ/ ومن محراب مِئذنةٍ هتونٍ/ تقامُ على بقايانا الصّلاةُ".
إلى أن يقول في قصيدته: "أيائلُنا على الموتِ استطالتْ/ وهل يَثني من العزمِ المماتُ/ وقالت زهرةٌ للرّوضِ يوما/ ستحسُدُك الصّحارى الشّانئاتُ/ ويعلو سِربَ أيْكَتِكُم شجونٌ/ وتنعيك الفراشاتُ الثّقاتُ/ فيا ليلَ الأحبّةِ كيف تغدو/ إذا ما أشرقت فينا الأُباةُ/ وشقّ دثارَ أمّتنا شهيدٌ/ وزغردَ بالدّموع الأمّهاتُ/ سأدّخرُ السّنابلَ في فؤادي/ لتأكلَها السّنونَ القاحلاتُ/ فدونَكِ يا بلاد العُربِ قمحي/ فيكفيني من الأملِ الفُتاتُ".
إلى ذلك قرأ الشاعر محمد كنعان صاحب ديوان "مناجاة شاعر"، غير قصيدة اشتبك فيها مع الهم الإنساني، جاءت قصائده مغلفة بمسحة من الحزن، شاعر له صوت يميزه عن مجايليه، ويعمل على إصدار ديوان آخر وشارك في الكثير من الفعاليات الشعرية في الأردن وفلسطين وتركيا.
ومما قرأ نختار: "مَشَيتُ على/ جرحِ القصيدَةِ نازِفا/ ولم أدرِ من أيِّ التفاعيلِ أنزِفُ/ وَعَلّقْتُ قلبي/ فَوقَ مِئْذَنَةٍ هَوَتْ/ وصوتُ غواةِ الأرضِ حزنِيَ يقطِفُ/ غريبٌ عنِ/ الموتى ألاحِقُ جثَّتي/ وأعبُرُ طينَ العمرِ طوعاً وأزحَفُ/ أنا يا/ طيورَ اللهِ طفلٌ مسالِمُ/ أرفرفُ في صوتي الحنينَ وأعزِفُ/ أرتِّبُ موسيقايَ طوعَ خسائِري/ وأخسَرُ، لكِنّي أعودُ وأعطِفُ/ فبعضي مِنَ الترحالِ آيٌ مؤجَّلٌ/ وبعضي مِنَ الأزمانِ عبدٌ ومصحَفُ/ وكلي مِنَ التَّعريفِ نصٌ معقَّدٌ/ وكلي مِنَ الإبهامِ غيبٌ  معرَّفُ/ ونِصفي مِنَ الناياتِ ينطِقُ متعَباً/ ونصفي مِنَ التشريعِ دينٌ مُحرَفُ/ أتيتُ ولي نصفانِ من هيئةِ النِّصفِ/ أعودُ إلى الأردُنِ في سُمرَةُ الوَصفِ/ رماديَةٌ أبوابُ مغفرتي، خطيئتي تحملُ الصوفيَّ في سرِّها المخفي/ رسولٌ ، وجمرُ الغارِ يطفئُ نفسَهُ/ وحيٌ يلمُ النار، والنارُ من كفي".
إلى أن يقول فيها: "أراني/ أفُكُّ الصدرَّ أخرُجُ شاعِراً/ قميصي مدانُ الظهرِ من شهوةَ الحرفِ/ شعوري يُضيقُ الأرضَ، صدريَ كعبتي/ وسيدةٌ تشكوهُ من كَثرَةِ الطوفِ/ وقومي أبادوا النورَ قبلَ وصيتي/ وقالوا: ثراكَ الآن، حيا على الرَّفِّ/ غباري لصحراءٍ سَتَلهَثُ خَلفَها/ ظِلالُ فقيرِ الرَّملِ يمحوهُ ذو العصفِ".
هذا وقامت فضائية الشارقة بتغطية الأمسية.