Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2017

صوتك .. بين الفسيخ والعسل - م. باهر يعيش
 
الراي - بعضنا أذكياء بالفطرة عباقرة بالفطرة. حليبنا الذي رضعناه من أثداء أمهاتنا مدعوم بالكلس بالفيتامينات بغذاء ملكات النّحل وخلاصة العبقريّة والتّميّز. هو ليس كحليب باقي الأمّهات. تلافيف أدمغتهم تختلف عن باقي الخلق, معجونة بماء الذّهب فطنة نباهة وفهلوة. لا أحد مثلهم, كوبونات ليس لها مثيل, هم فئتان:
 
الفئة الأولى تهوى القنص. تلقى أحدهم صيّادا ماهرا مراوغا كئيبا في كلمته ووجهه وطريقة عرضه. يقطع الخميرة من بيوت خلق الله لكن بلباس ناسك حمل ناصح ورع مؤتمن شريف نظيف عفيف النّفس و(الذّيول). يعرف من أين تؤكل الرّأس والكتفين، بعظم أو بدون. يفاوض في الشّراء بقلب ميّت, يقطع يفقع يميت قلب البائع, يبحث عن عيوب لا تستطيع زرقاء اليمامة بقوّة بصرها أن تبصرها ولا أعور الدّجال في صولته وبحثه أن يظفربها, يصبح اللون الأحمر في الرّداء ممجوجا, والصّخر على وجه الأرض مرفوضا, والتراب الأحمر الحنّائي على سطحها مسبّة علامة شؤم يجعل الصّخر بعيدا والحفر والأساس مكلفا. مركبتك كسيحة بمحرّك صغير كسلحفاة, ومركبتك محرّكها كبير يشفط (يلهط) الوقود شفطا خراب بيت (بدها) محطّة بنزين خلفها. وعنبك يا أبو الأعناب.. حبّته كبيرة ( أمهرون أمسرطن), حبّته صغيرة سالولة مريضة.
 
هوايته قطع قلب البائع والتّبخيس والتّمخيس في مال العباد خاصّة من هو في حاجة ماسّة لمال يعينه على مصيبة وقع فيها أضافة الى مصيبته فيه. يسوّدون عسل نحلك في نظرك. يهزّون ثقتك فتخلع كلّ شيء مقابل لا شيء. يجعلون من العسل...قطرانًا..
 
آخرون–الفئة الثانية–لهم نفس الصّفات لكن مبرمجون في الإتّجاه الآخر, بائعون. يبيعون كلّ شيء: أفلام أفكار قصصص وحكايا عواطف وسخائف. أجنّة في بطون أمّهاتها ، وسمكا يرقد في بيض في بطون أمهاته في بحر مالح ميّت, يبيعون الخواء قصورا , بائعو كلام يزيّنون كلامهم الغثّ, يعملون من(الفسيخ)شربات , من الرّمل سكّرا من الهواء صحائف وأقمشة وسهولا وجبالا و من المكنسة عروسة. يسبّحون بالصّلع فتراه شعرا كثيفا, والقرعة فأذا هي واحة خضراء. الشوك والثوم يصبح بحمدهم بكلامهم أجمل الورود وأزكاها رائحة فتسعى اليها... يأفلون فتمتلئ وخزا وألما ورائحة ضباع. أرض في القعر تصبح جنّة غنّاء على ربوة عالية. مركبة (تنتّع) تسعل مائة سعلة بصفيحة الوقود يزيّنونها فإذا هي صاروخ وحيّة تسعى. يدغدغون عواطفك بما تهوى كالسّخونة (السّلّالة) تشعّ وجنتاك وتحمرّ عيناك فلا تعد ترى ما أمامك الّا من وجهة نظرهم. تتبنّج تتأوّه إعجابا بما تسمع لتتأوّه ألما وجعا ندما لطما عندما ينقشع غبار الكلام والقرّ والزيف لترتفع حرارتك يسخن جسدك تحمرّ عيناك تهذي ليس خيالا لكن حقيقة..
 
هو موسم الشّراء/ موسم التّبضّع في سوق الإنتخابات. حيث يتزيّن فيه البائعون, ينهّجون بضائعهم. الغالبيّة العظمى منهم تتوكّل على الله وتفرد بضاعتها صدق وأمانة وبرامج علميّة منتجة وخطط للتطوير وسمعة حسنة. آخرون بضائعهم كبيرة حبّاتها لكن عجراء, لامعة مزبدّة لكن لمعان زيف وغثاء بحر, حلو الكلام والسّلام ولكن مرارة العلقم. يخوزقون الخلق بكلامهم بزيفهم برسوماتهم ببهرجتهم. أنت مقصدهم الآن أيّها الناخب المشتري ليديروا الأقفية من بعد أن تدفع الثّمن أثمن ما تملك (الضمير) من حشاشة قلب يتغنى بمصلحة وطن ومستقبله مستقبل أبنائه.
 
ف(لا)لا تشتر بصوتك وهما كلاما مزاودة فارغة, لا يكن عقلك مخرّبا فتبتاع المجرّب. صوتك الإنتخابي أثمن ما تملك فاشتر به ما يليق و(لا تبعه) فلم يبق لديك ما تملكه في الزّمن الرّديء سوى صوتك. فكن حرّا في التّصرّف فيه بلا حسيب أو رقيب يقف على أرنبة أنفك. ليكن السلام والصّدق بين المولى وبينك في خلوة ضمير. ليكن مسمّاها (خلوة الضمير). فلنشتر بأصواتنا رجالا ونساء كحدّ السيف , أذا لمع أعمى, وأذا هوى..بتر.
 
mbyaish@gmail.com