Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2019

هل عاد الاستثمار في داعش؟!*زيد نوايسة

 الغد-التقرير الأخير الصادر عن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” يقول إن تنظيم الدولة الإرهابي “داعش” بدا يعاود ظهوره في سورية وتنظيم صفوفه وتعزيز قدراته في العراق ويعزو التقرير ذلك لعدة أسباب منها أن القوات المحلية ويقصد هنا حلفاء الولايات المتحدة الأميركية “قوات سورية الديمقراطية” غير قادرة على شن عمليات عسكرية طويلة الأمد وبنفس الوقت المحافظة على المناطق التي تسيطر عليها وأن الانسحاب الأميركي الجزئي ساعد في ذلك على خلاف رغبة الحليف الكردي الذي يطالب بمزيد من التسليح والتدريب والدعم المالي.

التقرير صدر بعد أيام من تقرير استخباري عراقي يؤكد فيه أن أبو بكر البغدادي ما يزال يتمتع بنفوذ قوي في مناطق تواجده في سورية وهو يعاني من شلل في اطرافه نتيجة إصابته بشظايا صاروخ اثناء استهدافه في منطقة هجين شرقي دير الزور أواخر العام 2018.
التقارير الأميركية تحديداً تتوالى لتؤكد أن التنظيم لم ينته. وقبل تقرير البنتاغون صدر تقرير مهم من مؤسسة دراسات الحرب (ISW) ،يشير إلى أن داعش وحسب تقدير الاستخبارات المركزية الأميركية لديه ثلاثون الف مقاتل حتى شهر 8/2018 وأن إمكانية التنظيم في استعادة قدرته أسرع بكثير مما كان لديه سابقاً نتيجة استفادته من تجربته في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وسورية ووجود بيئات اجتماعية حاضنة له وما تزال تؤمن بعقيدته وأن انسحاب التنظيم كان جزءا من استراتيجية يعتمدها ولديه حتى الآن شبكة تمويل تمكنه من التحرك يساندها جهاز إعلامي قوي يوصل رسائل التنظيم.
ويشير التقرير إلى أن المبالغة بالقول بإنهاء التنظيم الإرهابي غير واقعية لعدة أسباب أهمها: أن التنظيم الذي لم يعد يملك جغرافيا وخسر العديد من قياداته وآلاف مقاتليه ما يزال قادراً على التأثير فالآلاف من افراد عائلات التنظيم ما تزال موجودة في مخيمات اللجوء داخل سورية والعراق والمقاتلون الذين جاؤوا من 80 دولة سيستمرون في دعم الحركات الجهادية التي لا تختلف من حيث العقيدة الفكرية والتنظيمية عن داعش كجبهة النصرة التي تقود المعركة في ادلب.
لماذا عاد الحديث عن داعش الآن والتلويح بقدرتها على إعادة إنتاج نفسها عسكريا خاصة بعد التطورات الأخيرة وإعادة خلط الأوراق في الأزمة السورية سواء من ناحية فشل تطبيق مخرجات اللقاء الأخير في كازاخستان وفشل الهدنة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من أميركا وتركيا في ادلب وإفشال تشكيل اللجنة الدستورية، والتلويح التركي بالتوغل في شرق الفرات بعمق 30 كم وإقامة منطقة عازلة ومصادرة أسلحة قوات سورية الديمقراطية خلافاً للرغبة الأميركية التي توافق على منطقة عازلة بعمق 5 كم. لكن هناك من يقول أن تركيا بالرغم من رفع سقف التهديد الا أنها لن تقدم على عمل عسكري وأن الغاية من ذلك هو تحسين شروط التسوية واستباقاً لأي تسوية قد تنجزها الحكومة السورية مع الأكراد وهو ما تعمل عليه وساطة روسية مكثفة.
الظروف الموضوعية لعودة داعش قد تكون متوافرة؛ وما جرى لهذا التنظيم خلال السنوات الأخيرة يثبت ذلك، فمن الخطأ التعاطي معه باعتباره مجرد تنظيم جهادي فقط بل هو تنظيم ذو طبيعة خاصة جمع كل التناقضات واستطاع توظيفها وكان نتاج الاستثمار الدولي والإقليمي والمحلي ما مكنه من الاستفادة من التسهيلات العسكرية والمالية والتوظيف المذهبي والسياسي تبعاً لأغراض وغايات كل طرف لذلك يمكن فهم تواتر التقارير الأميركية المحذرة من عودته خاصة في ضوء تصاعد الأزمة مع إيران من هرمز لإدلب والرغبة الأميركية الدائمة بالاستثمار في تناقضات هذه المنطقة.