Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2018

الحل في سوريا لا زال بعيدا - فيصل ملكاوي

 الراي - يقترب موعد انعقاد مؤتمر سوتشي المقرر في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الجاري وقبله بايام جولة تاسعة لجنيف وربما جولة في وقت ما لمسار استانا العسكري الا ان ما يبتعد هو امكانية التوصل الى حل للازمة السورية رغم مرور سنوات طويلة على اندلاع الازمة ورغم هزيمة داعش الارهابي وطرده من معظم الاراضي السورية ورغم ميل الكفة العسكرية لصالح النظام السوري بعد الدعم الروسي الحاسم الذي تكثف منذ ايلول في العام 2015.

 
المفارقة في شان المبادرات والمسارات السياسية والامنية المتعددة منذ البدء في الية جنيف في العام 2012 وبيان جنيف واحد في حزيران من ذلك العام مرورا بجولات مسار جنيف السياسي بين النظام والمعارضة وكذلك اجتراح موسكو مسار استانا وصولا الى مؤتمر سوتشي المرتقب اخر الشهر الجاري ان كل هذه المسارات اثبتت انها بعد نهاية كل جولة منها انها تطرح اسئلة اكثر ما تطرح اجوبة وحلولا للازمة كما يتضح مع كل مرحلة أن هذه المسارات والمبادرات ايضا تشكل بوابات هروب من الحل بدلا من الولوج اليه وهذا ما ثبت ايضا خلال السنوات الماضية ومن غير المرجح ان يتغير الحال الى نتائج افضل خلال الفترات المقبلة.
 
كما ان مناطق خفض التوتر التي شكلت في المرحلة الماضية صيغة قربية من وقف اطلاق نار ، الاولى في جنوب غرب بدرعا والقنيطرة وامتدادات شرق سوريا والثانية في الغوطة الشرقية والثالثة في حمص و اخيرا في ادلب بشمال سوريا ، لكن حتى هذه الصيغة لطالما رأت فيها الاطراف المتصارعة كصيغ مؤقتة لاستجماع الانفاس والجهد لحين العودة للسيطرة عليها في اطار محاولة حسم الصراع عسكريا في ابتعاد واضح عن المسار السياسي لان مثل هذا المسار يتطلب تنازلات لا تريدها الاطراف المتنازعة لا النظام ولا المعارضة في حين ان المسار العسكري يخلق الوقائع على الارض ويفرضها كنتائج مسبقة لحسم مسار الازمة النهائي.
 
روسيا حققت مصالحها في سوريا وتريد الخروج من دور المتدخل الى دور الوسيط القوي ، والولايات المتحدة هزمت داعش واقامت اكثر من عشر قواعد عسكرية لها شرق الفرات وامنت الى حد ما مصالحها خاصة انها اعلنت انها ليست بوارد الانسحاب من سوريا كما تقوم حاليا بانشاء قوة تسمى بأمن الحدود بقوام ثلاثين ألف مقاتل كردي وعربي سينتشرون في شمال سوريا وعلى الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق وكذلك على طول نهر الفرات وكما ان النظام وايران يجدان انهما يقفان على منصة المنتصر عسكريا والذي يريد انهاء المعركة على هذا الاساس وبسط السيطرة على اكبر قدر من الاراضي ، واسرائيل تريد انهاء النفوذ الايراني ان لم يكن من كل سوريا فعلى الاقل من الجولان والقنيطره ومنع اقامة خط تواصل بري من طهران الى بيروت ومنع اقامة قواعد عسكرية وبحرية ايرانية في سوريا وتركيا تصارع على جبهة ادلب في شمال سوريا لمنع قيام دويلة كردية هناك.
 
واذا كانت الازمة السورية مرت خلال فصولها المختلفة بحالة نشاط عسكري وميداني وحالات جمود في مراحل اخرى الا ان سمة الجمود السياسي والبقاء في المربع الاول هي السمة الدائمة طوال سنوات الازمة ولم ينجح اي طرف سواء المجتمع الدولي بتكتلاته المختلفة او الاطراف الفاعلة ( موسكو وواشنطن) او القوى الاقليمية ولا الامم المتحدة في تحريك المياه الراكدة في هذا المسار بل بقي في سياقات ادارة الصراع لا حله وهي بالمناسبة -الصفة الملازمة لمختلف الازمات في الشرق الاوسط–واخفقت كافة الجهود في ردم الهوة لموقفي النظام والمعارضة حيال تعريف متفق عليه للمرحلة الانتقالية في سوريا فالاسد لا يرى المعارضة في سوريا والاخيرة لا تريد ان تراه في المشهد ايضا.
 
الخشية ان الازمة السورية براهنها قد تجاوزت مسالة الحل السياسي ، الى غير رجعة حتى لو عقدت جولات واجترحت مؤتمرات ، وان الحسم العسكري بات الخيار الوحيد المطروح في المشهد السوري ، وان ( العسكرة ) ستكون بيضة القبان في العام الجديد للازمة السورية وان اول فصولها وبودارها هو الاطاحة المتتالية بمناطق خفض التوتر لانه كلما ضافت فرص الحل فان فرصها في الحياة والبقاء تضعف حد الموت ومعها الحل السياسي ايضا.