Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2019

الانتخابات الإسرائيلية: سباق التطرف*علي عبد السلام المحارمة

 الدستور-الانتخابات الإسرائيلية تُجرى لأول مرة بتاريخ الكيان مرتين خلال أقل من خمسة أشهر، وذلك نتيجة فشل نتنياهو بتشكيل ائتلاف حاكم عقب انتخابات نيسان الماضي، ورغم ذلك الفشل لا زال حزب الليكود برئاسة نتنياهو ينافس على حصد أعلى المقاعد وفقا لاستطلاعات الرأي التي تمنحه ما بين 31-33 مقعدا من أصل مقاعد الكنيست وعددها 120. رغم أن ذلك يُشكل تراجعاً عن لانتخابات الماضية حيث كان لليكود 35 مقعداً، مضافا لها حزب «كلنا» برئاسة وزير المالية موشيه كحلون التي كان يستحوذ على أربعة مقاعد، فيكون بذلك تراجعا لليكود بمقدار 5-6 مقاعد.

وقد تحلل نتنياهو من عقاله وأمعن بالإعلان عن مواقف يمينية متطرفة لمخاطبة الجمهور الصهيوني المتطرف، لاسيّما المستوطنين منهم، ومن ذلك اعلانه عن نواياه بضم غور الأردن وأجزاء من الخليل للسيادة الإسرائيلية.
وينافس الليكود تحالف «أزرق أبيض» الذي يطغى عليه عنصر القيادات العسكرية السابقة وأبرزها رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فيُشكل البديل المنتظر من الجمهور الاسرائيلي الذي يشعر بغياب المنافسة لليكود عقب تلاشي حزب العمل، حيث تمنحه استطلاعات الرأي 31-33 مقعدا، وقد فاز الائتلاف ب35 مقعدا بالانتخابات الماضية.
وتبقى بقية الأحزاب بمثابة بيضة القبان في منح فرصة تشكيل الائتلاف الحاكم لإحدى هاتين القائمتين، خاصة مع استحضار تجربة ليبرمان بإفشال نتنياهو في مسعاه للحصول على أغلبية حاكمة.
وهذا النهج اليميني الذي كرّسه ليبرمان لا زال يدور بخلد نتنياهو وبقية الفاعلين السياسيين الذين يدركون جيدا انزياح المجتمع لليمين على حساب الطروحات العمالية واليسارية التي سادت عبر حقبة طويلة من عمر الكيان الصهيوني.
والأحزاب الدينية الإسرائيلية لها قضاياها وهمومها التي تعمل من أجلها، لكنها تدرك أهمية التحالف ضمن ائتلافات أوسع للحصول على أعلى المكاسب، فهذا حزب شاس الذي يمثل اليهود المتدينين الشرقيين عاد للتحالف القديم مع حزب يهود التوراة الذي يمثل اليهود المتدينين الغربيين وذلك على إثر الخسائر والتراجع الذي مني به الحزبان معاً، أما حزب المفدال الصهيوني الديني دائم التشكل والتغير؛ فقد استقر به المطاف أخيراً برئاسة بيني بينيت ضمن تحالف «يامينا» الصهيوني المتطرف وترأسه الوزيرة السابقة «أييلت شاكيد»، وهنا رغم مواقف المتدينين ضد المرأة، نلحظ تخلي بينيت عن ثوابته الدينية مقابل انحيازه للفكر الصهيوني القومي المتطرف.
وتتوقع الاستطلاعات ارتفاع حصيلة بيتنا اليهودي برئاسة افيغدور ليبرمان الذي كان السبب في احباط نتنياهو واجراء هذه الانتخابات الأسرع؛ من 5 مقاعد في الانتخابات السابقة الى سبعة مقاعد، وهذا مؤشر إضافي على الميول اليمينية المتطرفة للمجتمع الصهيوني.
وهناك القائمة العربية المشتركة التي تسعى للحفاظ على نفس مقاعدها التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية وعددها 13 مقعدا، رغم أن استطلاعات الرأي ترجّح حصولها على 11 مقعدا فقط نتيجة التوقعات بتراجع مشاركة العرب في الانتخابات.
أما بقايا العمل واليسار فلا زالت بعيدة كل البعد عن فرض طروحاتها ورؤيتها في العملية السياسية، ونجد أن رجلا بحجم ايهود باراك الزعيم العمالي السابق؛ يستقر بالموقع العاشر ضمن الائتلاف الذي يضم ميرتس وحزبه الديموقراطي الجديد تحت اسم المعسكر الديموقراطي الذي تمنحه الاستطلاعات 6-7 مقاعد فقط.
 ستكون انتخابات الكنيست الثاني والعشرين اليوم  الثلاثاء بمثابة تجسيد للتطرف الإسرائيلي، وبالتالي فإن مشاعر التفاؤل التي انتابت بعض المحللين ستصطدم بواقع متكرس عبر العقود، وبذلك نتفهم جيداً كيف ينظر هذا الكيان للمشاريع التآمرية مثلما نظر بيني بينيت للخارطة التي عرضها للضفة الغربية وفقا لتسوية صفقة القرن، حيث يعتقد «أنها ستكون مرفوضة اسرائيلياً؛ لأنها تهمل المستوطنين في الضفة الغربية وتجعلهم في عزلة عن بقية الكيان»!!!