Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2020

نتنياهو وضم مناطق الأغوار: التداعيات والعواقب!*عوض الصقر

 الدستور

تمر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بأسوأ مراحلها في الوقت الحاضر بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته ضم مناطق الغور الغربي وشمال البحر الميت اعتبارا من بداية شهر تموز/يوليو المقبل، بدعم صريح من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مقابل دعم اليمين اليهودي المتطرف في الولايات المتحدة لترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة التي ستجري في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
 
وما أدى الى تدهور هذه العلاقات بشكل أكبر هو الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات السافرة على غزة ومقتل القاضي أكرم زعيتر قبل عدة سنوات بدم بارد واعتقال عدد من الأردنيين العاملين في دولة الكيان الإسرائيلي الغاشم.
 
وفي ضوء هذه التراكمات جاء التهديد بضم مناطق الغور الغربي وشمال البحر الميت والتي تشكل نسبة 30بالمئة من مساحة الضفة الغربية، كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
 
لقد أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني جرس الإنذار عندما حسم الموقف في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل الألمانية بأن ضم إسرائيل أراض فلسطينية "سيؤدي إلى صدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية"، فهذا الضم يهدد الهوية الأردنية والفلسطينية ويكرس نظرية الوطن البديل التي تنادي بها دولة الكيان الصهيوني منذ أمد بعيد، لإفراغ فلسطين من أهلها وإحلالهم بقطعان المستوطنين وشذاذ الآفاق.
 
إن إقدام إسرائيل على هذه الخطوة يشكل انتهاكا صارخا لاتفاقية السلام التي وقعتها إسرائيل مع الأردن قبل أكثر من ربع قرن كما أنه يهدد الوجود الأردني إضافة الى انه يشكل تحديا سافرا لجميع المعاهدات والقرارات الأممية التي تؤكد على حل الدولتين والإبقاء على حالة الوضع الراهن في الضفة الغربية لحين التوصل الى التسوية الدائمة.
 
إن ضم الأغوار وقطع سبل التواصل بين الأردن وارضي السلط الفلسطينية سيلحق ضررا كبير بالمصلحة الأردنية من خلال قطع الطريق على أي محاولة لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين المتواجدين في الأردن والذين يزيد عددهم على مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة الغوث الأونروا.
 
وبلا أدنى شك فإن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص نتنياهو لكسب ود المستوطنين والمتشددين اليهود كما أنها تشكل الحلقة الأولى في سلسلة قرارات تستهدف ضم كل أراضي الضفة الغربية بما يؤدي بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.
 
إن معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني بحاجة الى مراجعة شاملة في ضوء خرق إسرائيل لموادها بشكل متواصل.
 
لقد حسم جلالة الملك عبد الله الثاني موقف الأردن من عملية الضم وهو بذلك يقتفي أثر والده الراحل الكبير الملك الحسين عندما حاول الموساد الإسرائيلي في أواخر تسعينات القرن الماضي اغتيال رئيس حركة حماس خالد مشعل، فقال جلالته مقولته الشهيرة لقادة إسرائيل: إن معاهدة السلام في كفة أخرى وحياة خالد مشعل في كفة الأمر الذي أجبرهم على تحديد الترياق (السم المضاد) للمادة التي رشوها على مشعل وكادت تودي بحياته.
 
تحية محبة وولاء لجلالة الملك لهذا الموقف الشجاع الذي اعتدنا عليه دائما إزاء مختلف القضايا والمواقف ونحن نضم صوتنا إلى صوت جلالته بأن إسرائيل لا تجرؤ على ضم أي شبر من الأرض الفلسطينية بدون الموافقة الأميركية المسبقة.
 
وفي الختام أقول: هذا هو ديدن اليهود منذ الأزل، فعقيدتهم تبيح لهم نقض العهود والمواثيق والتنكر لها وعدم الوفاء بالالتزامات التعاقدية مع الأغيار، زاعمين أنهم شعب الله المختار.. وهم بذلك يطبقون القاعدة المصلحية المفرطة التي تقول إن الغاية تبرر الوسيلة، قاتلهم الله أنى يؤفكون.