Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-May-2019

فلسطين تتشح بالسواد*رشيد حسن

 الدستور-تتشح فلسطين كلها بالسواد.. عشية ذكرى اغتصابها.. ذكرى صلبها، وتشريد اكثر من «6» ملايين من ابنائها في اربعة رياح الارض..

«12» مليون فلسطيني..في الداخل والخارج...في حيفا ويافا وعكا واللد والرملة والقدس الخالدة والسبع والنقب.. في غزة المقاومة.. غزة-العزة..في مخيمات الشتات والمعاناة.. في المنافي... في كل اصقاع الدنيا. يخرجون غدا في ذكرى نكبتهم « 15 ايار».. مجللين بالسواد، مؤكدين بصوت واحد..وبارادة واحدة، بانهم صامدون..مرابطون... باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وماضون في النضال والكفاح.. في المقاومة،لاقتلاع الصهاينة من ارضهم، كما يقتلع «الهالوك»..ويستأصل السرطان.. ليعودوا من حيث قدم اباؤهم واجدادهم، فلا مكان لهم في فلسطين العربية..
في الذكرى 72 لنكبة النكبات، يفاجىء العدو قبل الصديق، يفاجىء القرصان الاحمق «ترامب» قبل الارهابي «نتنياهو « ومن لف لفه من الصهاينة الفاشيين، يفاجىء المطبعين والمتأسرلين.. بأن الشعب الفلسطيني هو اليوم أكثر تصميما على العودة، وأكثر تصميما على المقاومة وعلى الاستشهاد، واكثر ايمانا ويقينا بان الفجر آت...آت.. «يرونه بعيدا ونراه قريبا»...صدق الله العظيم
بعد «72» عاما من التشرد والمعاناة المستمرة، والتي لم يشهدها شعب على وجه البسيطة مثلها.. يتأكد للقاصي والداني، لعرابي الكيان الغاصب.. بأن الشعب الفلسطيني هو طائر الفينيق فعلا، هو الاسطورة. وهو المعجزة في آن واحد. فقد خرج ويخرج من كل المحارق حيا.. جميلا.. انيقا... أشد عزما.. وأكثر تصميما على مواصلة المقاومة، من اجل البقاء..
لقد تعرض لاكثر المذابح في التاريخ عددا وبشاعة. لاكثر من «100» مجزرة ومذبحة ومحرقة.. اشهرها دير ياسين، واكبرها الدوايمة وصبرا وشاتيلا، وابشعها مذبحة الطيرة، اذ احرقت العصابات الصهيونية اكثر من «60» فلاحا من كبار السن، بعد ان جمعتهم في حقل للقمح، ورشته بالبنزين واشعلت النار فيه..
الشعب الفلسطيني اصبح اسطورة، فهوالشعب الوحيد في العالم الذي يخوض حربا، هي الاطول في تاريخ الشعوب، منذ «100»عام.. منذ وعد بلفور 1917، لم يتعب.. ولم يمل.. ولم يكفر بماضيه، فهو المؤمن بان من لا ماضي له، لا مستقبل له، ولم يكفر بامته رغم تراخيها عن نجدته، ويفتخر بانه الكتيبة الاولى.. والرمح الطويل في الدفاع عنها، وعن مقدساتها الاسلامية والمسيحية..
في الذكرى «72» للنكبة..نعلن بالفم المليان، وبكل ثقة واطمئنان حقيقة الحقائق وهي:
ان الشعب الفلسطيني لم يهزم..
وان الصهانة لم ينتصروا..
رغم الفارق الكبير في موازين القوى، ورغم ضخامة المؤامرة الدولية التي تعرض لها..ولا يزال يتعرض لها من اميركا والغرب عموما.. وآخر نسختها المنقحة المتمثلة «بصفعة العصر»، والتي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.. وقد بدأت ادارة القرصان «ترامب» المتصهينة بتنفيذها.. فاعترفت بالقدس العربية المحتلة عاصمة لكيان العدو، وقررت شطب حق العودة من خلال تجفيف موارد «الاونروا»..وشطب قضية اللاجئين، واعتبرت الاستيطان عملا مشروعا، مخالفة القرارات الدولية، واخرها قرار مجلس الامن 2334.
كثيرون كتبوا وسيكتبون عن النكبة، والتي ولدت نكبات.. والجميع متفقون بان هذه الكارثة التي زلزلت المنطقة كلها، وقادتها الى حالة عدم الاستقرار، بعد ان زرعت في احشائها كيانا صهيونيا طارئا، لم تزد الشعب الفلسطيني الا اصرارا على على المقاومة، واصرارا على الصمود، واصرارا على العودة... فمن لا وطن له... لا حياة ولا كرامة له..
في الذكرى «72» لاغتصاب فلسطين. درة الاوطان نجزم ان الخلاص ليس بعيدا، وان الفجر آت. آت.. رغم المؤامرة الاميركية والتراحع العربي، والنفاق الدولي.. وذلك بفعل الارادة الفلسطينية، والتي لم تتزعزع، ولم تتراجع، بل ازدادت قوة ورسوخا، وها هي تتمثل في غزة العزة، وفي المرابطين في القدس والاقصى وكل شبر من فلسطين، وفي اصرار اللاجئين في مخيمات الشتات على العودة، فلا بديل عن فلسطين الا فلسطين..
باختصار..
في ذكرى نكبة النكبات وبعد «72» من اقامة الكيان الغاصب على ارضنا..
ها هو شعبنا الفلسطيني.. شعب الجبارين.. يؤكد من خلال استمرار الصمود والمقاومة..
بأنه لم يهزم.. ولن يهزم..
 والمشروع الصهيوني الى زوال..  طال الزمن أم قصر..