Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jul-2020

في لقاء الوزير*شروق طومار

 الغد

يوم الأربعاء الماضي، حظيت بمقابلة وزير التربية والتعليم د. تيسير النعيمي، في جلسة تناولت واقع التعليم، خصوصا ما يتصل بالسنة الدراسية الأخيرة، واضطرار الوزارة إلى انتهاج التعليم عن بعد على إثر جائحة كورونا، وأيضا امتحان الدراسة الثانوية العامة الأخير، وما أثير حول بعض أسئلته من جدل، إلى غير ذلك من تحديات واجهت الوزارة، ونجحت في تخطي بعضها، وإن بدرجات متفاوتة.
خلال السنوات العشر الأخيرة، اقتربت كثيرا من عملية التعليم برمتها في الأردن، واشتبكت مع جميع أركانها؛ المعلم والطالب والمناهج والمدارس وإداراتها، وتعرفت عن قرب على البيئة المدرسية التي تشكل الوعي الحقيقي للطالب الأردني.
يوم الأربعاء، تعرفت من الداخل على ركن أساسي في عملية التعليم، وهي الوزارة التي تضع السياسات والخطط، وتشرف على تطبيقها.
في السنتين الماضيتين، لم أوفر أي ملاحظة وصلت إلي حول عملية التعليم إلا وكتبت عنها. صنفت نفسي كمقاتلة على جبهة التعليم، ووضعت دائما نصب عيني أن التعليم هو ليس فقط مستقبلنا بل أيضا هويتنا التي يتوجب علينا أن ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة ومن شراسة.
القتال على هذه الجبهة يوجب أن نكون موضوعيين، نقيس الأمور من جميع جوانبها، وأن نظل متطلعين إلى المستقبل، وألا نفقد حسن التقدير للأمور.
أحيانا، لا بأس بأن تضع نفسك في مقابل الآخرين، مهما كانوا، خصوصا الوزارة التي تخطط وتنفذ، فهذا الأمر قد يجعلك أكثر قدرة على الخروج بأحكام أولية عن الموضوعات المطروحة، أقول أحكاما أولية وليست نهائية.
إن اعتبار من يقود عملية التعليم هم بالضرورة أندادا أو ربما خصوما، غالبا ما يمنح أريحية كبيرة في الكتابة، وهو أمر قد يكون المرء محقا فيه أحيانا.
حسنا، ما الذي يمكن أن أتوقعه، بصراحة كنت أتوقع ثورة كاملة من الغضب على كل ما كتبته خلال سنتين، وربما اتهامات على الأقل بعدم الموضوعية. لكن ذلك لم يحدث.
حظيت بمقابلة دافئة من الوزير، وبإشادات لا بأس بها بكثير من المفاصل التي كتبت عنها، غير أن اللقاء لم يخل من انتقاد لبعض ما كتبت، والذي صنفه الوزير أنه كان خارج الموضوعية، أو بالأحرى أنني لم أكن موفقة في تناوله، وهو أمر يحق له تماما ما دمنا نتحدث من مكانين مختلفين، ولا يمكن لأي منا أن يحتكر الحقيقة وحده، فكل ما نطرحه هو عبارة عن رؤيتنا الشخصية لما يتوجب عليه أن تكون الموضوعية، أما الحقيقة فتلك مسألة سنتنازعها دائما.
على مدى أكثر من 30 دقيقة كانت هنالك طروحات عديدة بين معالي الوزير وبيني، أحيانا كنت أوافق رؤيته، وأحيانا أخرى لا شك أنني تشبثت برؤيتي للسياقات، لكن ما يهم في كل هذه المعادلة هو أننا لا يمكننا أن نكون وحيدين في طلب المصلحة الوطنية. هناك، دائما، من يعملون ليل نهار لكي تسير الأمور على طبيعتها، وحين نقترب من الصورة سنرى الجهود الكبيرة التي يبذلها أشخاص وإدارات من أجل استدامة الأمور.
هل يمثل خطابي هذا خطابا تصالحيا؟ بصراحة؛ لا. لكنني سأجد نفسي أكثر قوة حين أتيقن من أن ثمة من يساندني في هدفي، ولا شك في أنني سأجد نفسي ضعيفة حين يتسرب الوهن إلى قلبي وأظنني وحيدة في القتال على جبهة التعليم.
لن نستطيع أن نغير كثيرا من المعادلة القائمة إن نحن تصرفنا بفردانية، ومن غير أن نتخذ شركاء لنا في هذه المواجهة. بالنسبة لي أؤمن أن كل جهد إضافي ستكون له قيمة مضافة في سياق الإسهام بتطوير وتحقيق ما نصبو إليه.