Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Sep-2014

مسطحات جرش الخضراء.. الحب يبني اعشاشا في هوائها العليل
جرش – الدستور – حسني العتوم
ثمة مسافة كبيرة بين الحب واللاحب، والحب الذي اعنيه حب العين للحياة، وحب الانف لهواء حلال، وحب النسمات والظلال والاتقاء من لذعات حر الصيف تحت افياء الشجر.
 
انه الحب الكامن في الإنسانية هذا المعشوق الأخضر يحتاج منا الكثير، وينتظر منا العمل حتى يكون، فبه نكون وبغيره أشبه ما نكون كمن يعيش في جرداء تعصف بها الرياح.
واللاحب أن ترى الجمال فتحيله قبحا، تشمئز منه الأنظار وتكرهه النفوس، حتى قال فيها إيليا أبو ماضي: «كانـت تغـطـيـنا بأوراقـها ---------- فـصارت الدور تغـطـيها!».
وجرش المدينة العتيقة، المختالة بتاريخها التليد وعظم مسارحها وتكامل أبنيتها الأثرية او كما يحلو للبعض تسميتها بأم الألف عمود تطل من شطرها الغربي الى ما يشبه الواحة الخضراء في شطرها الشرقي او هكذا يأمل أبناؤها اليوم بعد بضع سنوات قليلة لتكون واحة خضراء تضاف الى غابات الشهيد وصفي التل في وجبا وجبة ومرصع والنبي هود و»ثغرة عصفور» التي يكون الوقوف فيها اجباري ايام الثلج.
فجرش اليوم على موعد مع بساط اخضر فرشته بلدية جرش على امتداد شوارعها لتزرع أكثر من الفي شجرة من الأشجار التي تعتمد في نموها على نسبة الأمطار السنوية، لكنها تحتاج الى القليل من الرعاية عند زراعتها.
بساط اخضر
رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة أحب ان تكون جرش كدبين وبرقش بساطا اخضر فاستجمع قوى البلدية وشمر شبابها عن سواعدهم وحركوا آلياتهم لزراعة شوارع المدينة على امتداد الأرصفة، ويا له من مظهر أخاذ يضفي على المدينة مسحة خضراء في غاية الجمال.
رئيس البلدية لديه اصرار كبير على شمول كافة مناطق البلدية والشوارع التي تربط جرش بها لزراعتها بالغراس الخضراء ويأمل ان تتوج جهودها  بإبراز جمالية المدينة في سياق اهتمامها بخدمات البيئة والعمران والتخطيط. وقال ان البلدية ستمضي قدما في انجاز برامجها ومشاريعها التجميلية في المدينة ومناطقها مع ما يليق بها من تاريخ وحضارة والتي تشكل قبلة للزوار والمصطافين ويؤمها الزوار من مختلف أقطار العالم مع الأخذ بالاعتبار ديمومة وضع الخطط وتبني المبادرات التي من شانها إضفاء عناصر جمالية جديدة في المدينة. وأكد حرص البلدية على المشاركة الفاعلة بالتشجير قبيل الموسم المطري انطلاقا من رؤيته بضمان مستوى الحياة الفضلى والبيئة المستدامة لسكان جرش  وفي إطار مسؤوليتها المجتمعية لتوفير المتنفسات الطبيعية والحدائق وتجميل شوارع المدينة من حيث البيئة الصحية والخدمات العصرية.
 
تفاعل
ولفت رئيس البلدية الى ان المواطنين في المدينة تفاعلوا كثيرا مع هذا المشروع التجميلي لمدينتهم ومنهم من بادر بالمشاركة في زراعة الأشجار ومنهم من دأب على سقايتها أمام محالهم ومنهم من قام بشراء غراس جميلة جدا ووضعها في إطار السياق الذي تنفذه البلدية.
وأضاف « إننا في هذا الجانب إذ نحيي وقفة أبناء المدينة مع هذا المشروع فان البلدية تعرب عن أسفها الشديد والبالغ لقيام نفر من العابثين بالإساءة الى هذه الغراس وكسرها ولا ندري ما الهدف من وراء ذلك، مؤكدا في الوقت نفسه عزم البلدية على المضي قدما في زراعة هذه الغراس واستبدال ما اتلف منها مضيفا، إن لدى البلدية وسائل وأساليب للكشف عمن يسيء الى هذه الأشجار من خلال المراقبة من قبل البلدية وأجهزة المتابعة  ومن خلال كاميرات المراقبة إضافة الى دور المواطن الغيور على مدينته حيث تعلن البلدية عن مكافأة مالية لكل شخص يبلغ عن أي عابث بهذه الأشجار ومقدارها خمسون دينارا.
وعبر تجار ومواطنون وعابروا سبيل في مدينة جرش عن اهتمامهم البالغ بتشجير أرصفة المدينة وتخضيرها بالأشجار.
وقال رئيس الغرفة التجارية الدكتور محمد علي العتوم: إن البلدية أحسنت بتنفيذ هذا المشروع التجميلي لإظهار المدينة بجماليات تضاف الى جماليات تاريخها وأثارها لافتا الى ان التجار معنيون بهذا الامر ويكرسون جهدهم للمحافظة عليها.
وأضاف رئيس الغرفة اننا على استعداد تام للمساهمة بهذا المشروع ومساندة البلدية لتعظيم دور مدينة جرش فلا أجمل من ان يستظل المواطن او عابر السبيل او المتسوقون ظلالها لاسيما وان هذه الغراس كبيرة تتجاوز المترين والثلاثة أمتار وسريعة النمو مهيبا بابناء المدينة المحافظة عليها.
التاجر رائد قوقزة صاحب محل سوبر ماركت قال ان جميع الدول المتحضرة تعمل باستمرار من اجل تزيين مدنها وإظهارها بأجمل الحلل لافتا الى ان ما قامت به البلدية يستحق الإشادة والشكر ويستحق من الجميع المحافظة على هذا المنجز.
 
متنفس حيوي
وقالت ام محمد الرواشدة متسوقة في جرش، إن هذه  الأشجار تشكل متنفسا حيويا لكل مجتمع المدينة وتوفر لهم الراحة والهدوء وتسهم بترسيخ ونشر ثقافة الحفاظ على المكونات البيئية وتنميتها خاصة لدى النشء والأطفال بالإضافة إلى أهميتها بتوسيع الرقعة الخضراء وتجميل منظر المدينة.
على ذات الصعيد شهدت دار البلدية مراجعات العديد من المواطنين الذين يعبرون عن أسفهم الشديد لقيام البعض بالعبث بهذه الأشجار لاسيما في شارع وصفي التل، والذي نذكر لهذا الرمز الوطني الشهيد وصفي التل حبه للشجرة وعنايته بها وإطلاقه المبادرات والمعسكرات الشبابية لخمسة عقود لزراعة الغابات في أردننا الغالي والتي تقف شاهدة على عطاء جيل مضى آمن بحب هذا الوطن وعملَ من اجله.