Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2020

"قنبلة أخلاقية"... هل كان لمحمود درويش بنت غير شرعية؟
إبراهيم حاج عبدي- إرم نيوز
 
رمى الشاعر والروائي الكردي السوري سليم بركات حجرًا ثقيلًا في بحيرة الأخلاق الراكدة، حين أفشى سرًا حساسًا عن صديقه الشاعر الفلسطيني محمود درويش، قائلًا إن الأخير كانت له ابنة لم يعترف بأبوته لها.
 
وجاء إفشاء السر في مقال كان قد كتبه ”بركات“ العام 2012 ونشره حديثًا في“القدس العربي“، كما أدرج المقال في كتابه الذي صدر أخيرًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بعنوان ”لوعة كالرياضيات وحنين كالهندسة“ ويضم حوارًا طويلًا أجراه معه وليد هرمز.

 

2020-06-53788219_1155060688008587_7945168118635036672_n

والمقال الذي نشره بركات بعد 8 سنوات على كتابته، وبعد 30 عامًا على معرفته بهذا السرّ عندما باح له درويش العام 1990 أيام إقامته في نيقوسيا، ينقل فيه بركات عن درويش قوله:“لي طفلة، أنا أب، لكن لا شيء فيّ يشدني إلى الأبوة“.

2020-06-unnamed-10

وسرعان ما تناقلت المقال صحف ومواقع عربية، وانتشر السر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار ردود فعل غاضبة، من سلوك بركات، وكالت له تهمًا كثيرة وهي خيانة صديق، وعدم الائتمان على سر.

واللافت أن الردود الغاضبة انصبت على من أفشى السر، دون أن يقترب أحد من صاحب السر درويش، ودون تساؤلات عما إذا كان السر حقيقيًا أم وهمًا.

2020-06-2-15

وكانت علاقة صداقة وطيدة ربطت بين بركات، المقيم حاليًا في السويد، وبين الراحل درويش، حيث كانا يعملان معًا خلال ثمانينيات القرن الماضي في مجلة ”الكرمل“، وكتب كل واحد منهما عن الآخر أشعارًا وقصائد، لعل أبرزها قصيدة درويش ”ليس للكردي إلا الريح“ التي أهداها لسليم بركات.

صفحة مجهولة

ولم تشفع هذه الصداقة لبركات للنجاة من فيض من التعليقات الساخرة والدعابات الثقيلة التي تصفه بنعوت سيئة شتى، ومنهم الشاعر والروائي اللبناني عبده وازن الذي قال:“السر الذي كشف عنه بركات، ليس مجرد إفشاء لسرّ كان بركات مؤتمنًا عليه، أو خيانة لصديقه ورفيقه لسنوات غير قصيرة، بل هو يتعدّى المبدأ الأخلاقي ليفتح صفحة مجهولة من حياة صاحب (جدارية)، ويطرح مسألة شائكة جدًا قد تكون حافزًا على قراءة جديدة لشخصية درويش“.

ويضيف وازن:“لعل الأذى الذي ألحقه سليم بركات بصديقه محمود درويش لن يطاول سيرته ولا مساره ولا شعره ولا مكانته العالية، بل قد يؤثر سلبًا في نظرة الجمهور الفلسطيني والعربي، والقراء الكثر إلى شاعرهم، شاعر القضية والمأساة والأرض السليب“.

2020-06-3-Copy

ويعلق الروائي الجزائري واسيني الأعرج، من جانبه مدافعًا عن بركات:“فجأة أصبح درويش غير مرغوب فيه، ووشاية سليم مصدر لعنة لم يبقَ بعدها إلا الشنق في ساحة من الساحات العامة. ودرويش/ سليم هما موضوع الساعة، إذ غطت قضيتهما على العنصرية العالمية، والظلم الإنساني، وكورونا فيروس. ألهذا الحد يهم فراش درويش، وعاطفته، وحياته الجنسية الأمة كلها؟ درويش إنسان كما جميع البشر، يحب ويكره، يصيب ويخطئ؟ ومثله سليم الذي لا أعتقد مطلقًا أنه قصد الإساءة لدرويش. في النهاية هل يؤثر ذلك كله على كون درويش شاعرًا عظيمًا؟ أبدًا“.

ويضيف واسيني:“اتركوا الناس وشأنهم واهتموا بأدبهم فهو الأبقى والأجمل، سيظل درويش كما كل عظماء العصر، كبيرًا، وكلما قرأناه، أصبنا بدهشة جديدة. سيرة حياته ربما ستكتب يومًا عندما يقبل المثقف العربي ليس فقط بالاختلاف، ولكن أيضًا بالحياة الخاصة للكاتب. ربما يكون سليم بـ ”زلته“ الوجدانية العامرة حبًا لدرويش، قد فتح صفحة أخرى في كتابة السير الخفية في عالمنا الأدبي المغلق“.

وهاجم الشاعر والقاص السعودي عبدالله ثابت بركات بعنف، قائلًا:“مقالة مخيبة، مخيبة، مخيبة، من سليم بركات عن محمود بعد صداقة عمر وهو حي، يفشي سره وهو ميت، أي صداقة هذه؟!“.

بنات كثيرات

أما الشاعر اللبناني شوقي بزيع فكتب عبر صفحته على ”فيسبوك“:“ليست المسألة أن يكون لمحمود درويش ابنة غير شرعية أو لا يكون، ولكن ما يحدث منذ زمن، يدل على أن الأمة وهي تنحدر إلى حضيضها الأخير، تحاول أن تنتقم من نفسها عبر وأد كل بارقة أمل تتجرأ على إفساد ظلامها المستتب، وشخيرها المتعالي. والذين أطلقوا الشائعات تكرارًا عن موت نزار قباني، والجواهري، وحنا مينة، قبل رحيلهم بسنوات. والذين ضاقوا ذرعًا ببقاء مظفر النواب على قيد الحياة، وهو يمعن في الشيخوخة. والذين لم يترددوا في استعجال رحيل فيروز، وهي آخر أساطيرنا المتبقية. هم أنفسهم الذين استكثروا على ”درويش“ ألا يقضي نحبه اغتيالًا ، كما حدث للمتنبي، وبوشكين، وغارسيا لوركا، فقرروا أن يقتلوه، ولو بعد مرور اثني عشر عامًا على رحيله الجسدي“.

وتابع الشاعر اللبناني:“لمحمود درويش ابنة غير شرعية؟ بالتأكيد له بنات كثيرات. ولكن ليس من امرأة اللحم والدم، بل من أنوثة اللغة الفاتنة التي حملها الشاعر على الخروج من بيت طاعتها المعجمي، لكي يهبها، وبشبق جامح، بذرة الخلق ووهجه الذي لا يخبو“ .

جدير بالذكر أن محمود درويش تزوج مرتين أولاهما من السورية رنا قباني، والثانية من المترجمة المصرية حياة هيني، دون أن يُرزق بأولاد من التجربتين.