Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2018

"واجب".. فيلم عن أسرار الناصرة وساكنيها

 

إسراء الردايدة
 
عمان-الغد- في فيلمها الروائي الجديد "واجب"، تقدم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر صورة لمدينة الناصرة، والتغييرات التي وقعت بها من منظور جيلين، وأثرها على المقيمين فيها.
 
"واجب" الذي افتتح فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان الفيلم الفرنسي العربي، أول من أمس، برعاية سمو الأميرة ريم علي، وبتنظيم من المركز الفرنسي والهيئة الملكية للأفلام، تدور أحداثه في يوم واحد، خلال جولة أبو شادي وابنه وهما الفنانان "محمد وصالح بكري" في الناصرة، لتوزيع بطاقات زفاف ابنته، وسط العديد من التناقضات في المحيط.
 
فما تقدمه آن ماري جاسر في فيلمها هنا، يخرج من دائرة مجرد التقاء أب بابنه الذي يعيش في الخارج، بل هو رحلة يكشف كل منهما ما يخفيه عن الآخر، وكأنهما يتصالحان معا وسط تعقيدات العلاقة الأسرية وحساسيتها، بعد أن تركت الزوجة بيتها لترتبط بآخر، وأخفى الابن أنه درس تخصصا مختلفا عن رغبة الأب، وأنه يعيش في دولة أخرى، فضلا عن الواقع الذي فرضه وجود الاحتلال في المدينة و"عشش" فيها، ليصبح مظهرا مألوفا رغم كراهيتهم له.
 
فالعلاقة بين الأب وابنه، "هشة" في المدينة، كما تظهرها جاسر خلال تجولهما بالسيارة القديمة؛ حيث تتراكم القمامة في الشارع، الجدال سخيف بين الناس، الاقتصاد غير مستقر، الظروف المعيشية الصعبة، القلوب منهكة، فيما السخرية كانت المفتاح للتعبير عن هذه المشاهدات، بهدف التخفيف من حدة التوتر بين الأب وابنه واختلاف مواقفهما السياسية، وسط أكاذيب مستمرة في الحياة اليومية، واختراق للثقافة والتابوهات.
 
"واجب" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم روائي بمسابقة "المهر الطويل" في مهرجان "دبي السينمائي الدولي" في دورته الـ14، وعرض في قسم السينما العالمية المعاصرة في مهرجان "تورونتو السينمائي الدولي"، من بطولة محمد بكري، وصالح بكري، وماريا زري.
 
"واجب" هو ثالث أفلام المخرج آن ماري جاسر بعد "ملح هذا البحر" و"لما شفتك"، التي تتشابه مع بعضها في تناول ثيمة الهوية عبر التقاط مشاهد حية وحقيقية للمدينة بحواجز الاحتلال التي توغلت بين المدن، وتواجده في كل زاوية فيها بزيه العسكري، فضلا عن تناول الحياة اليومية للأهالي، من خلال قصة من وحي أحداث حقيقية، وصولا الى الغوص في الصورة الحقيقية لفلسطين التي تبتعد عن كونها حلما ورديا يتكسر على شواطئ الواقع وسط النضال وحقيقة العلاقة مع الآخر.
 
"واجب" أشبه بنظارة ملونة تبين كل شيء وتخفيه بالوقت ذاته، تتحرك فيه الكاميرا وتلتقط ما يشعر به المشاهد تراقب كل حوار بين الشخصيات فيه، وكأنها تتنفس معهم، كاشفة أن أي خلاف وصلح يكمن في كلمة واحدة، في حين أن الصراعات السياسية أبعد ما تكون عن الإصلاح الذي ينادى به.
 
هذا الفيلم يستعرض جانبا من حياة أهل المدينة التي شهدت الكثير وتتغير بتغيرهم، ليصبح كل منهم امتدادا للآخر، مهما ابتعد عنه فهو ينتمي إليه، رغم كل التناقضات.