الراي - يبدو اننا امام مهنة جديدة « عريف الحفل » الذي أصبح ركيزة لجل الاحتفالات ، وليس من صفاته المطلوبة فقط ، حسن المظهر والمحضر ، وقوة الصوت أو دفئه ، بل تتعدى الى تمتعه بأكبر قدر من المبالغة التي تقترب من النفاق.
في إدارة الحفل هناك أوقات مستقطعة لعريق الحفل ،يمهد لحديث الاخرين ، ويدلل على الفقرات ، ولكن تحول الامر ليكون عريف الحفل هو الجاذب للمناسبة والاحتفال ، ليغطي في أغلب الاحيان على ضعف المعنيين والمستضافين للحفل أو الندوة.
وهنا يأخذ « العريف » ليس جل الوقت فقط ، بل ينظر ويحلل ويطري على اصحاب الدعوة ما ليس فيهم ، وما عجزت عنه بطون اللغة والادب ، وما تعجز عنه حتى السنتهم.
الانتخابات الاخيرة أفرزت عرفاء حفل جدداً ، بعضهم قام بدوره برصانة وإتزان ، وجلهم قام بدور ساهم بقوة في خسارة مرشحين لكثرة الاطراء عليهم ومبالغتهم بحميد أفعالهم وأخلاقهم ما دفع الناس للابتعاد عن انتخابه ، لان عريف الحفل نزههه لدرجة تقربه من الملائكة والقديسين وأعلى من البشر ، ووسائل التواصل الاجتماعي لم تقصر ، فكان الحفل مادة للتندر والسخرية من خلال التعليقات و « الفيديوهات ».
من عرفاء الحفل من حرر الاندلس قبل فلسطين ، واطاح بالفساد قبل الفاسدين ، وشكل الحكومة قبل المعنيين ، وشدد على النزاهة بالقدر الذي يرفع اعطيته المالية من المرشحين.
وتبين في النهاية أن عريف الحفل لا يقل أهمية عن بائع الوهم.
facebook زياد الرباعي