Friday 3rd of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jan-2014

"التداوليات وتحليل الخطاب" يتضمن ابحاثا علمية رصينة
الغد - صدر حديثا عن دار "كنوز المعرفة" في عمّان، كتاب "التداوليّات وتحليل الخطاب" بإشراف اللسانيّين البارزيْن الدكتور حافظ علوي والدكتور منتصر عبد الرحيم.
 
ويضمّ الكتاب الذي يعد من باكورة كتب العام الجديد 2014، مجموعة وافرة من البحوث العلميّة الرصينة المحكّمة، تندرج في محاور لسانيّة أربعة، هي: السيميائيّات والتأويل، وتداوليّات الخطاب، وفلسفة المقاصد وعلم الأصول، والنحو الوظيفي وتطبيقاته النصيّة.
حيث ينتقل المحور الأول "السيميائيّات والتأويل" من العلامة وسياقها إلى سيرورتها التدليلية وعلاقتها بالإنتاج والتأويل، إلى حتمية الضابط السياقي للسيرورة التأويلية، إلى الفاعلية التواصلية التي تؤدي إلى الاتفاق والتفاهم.
أما المحور الثاني "تداوليّات الخطاب" فيبين إمكانية الإفادة من المنظور التداولي في الكشف عن آليات الخطاب وتحديد أغراضه، بوصفه نشاطا لغويا يكشف عن كيفيات اشتغال اللغة داخل المجتمع.
ويبحث المحور الثالث "فلسفة المقاصد وعلم الأصول" في ظاهرة الأفعال الكلامية في التراث العربي الإسلامي، وجهود علماء الأصول في الكشف عنها من خلال اهتمامهم بمسائل الدلالة في النص القرآني.
ويضم المحور الرابع والأخير "النحو الوظيفي وتطبيقاته النصيّة" ستة أبحاث للدكتور أحمد المتوكل، ود. عز الدين المجدوب، ود. أحمد كروم، ود. مسعود صحراوي، ود. عبد الرحمن بو درع، ود. هشام فتح.  
ويعلق مقدّما الكتاب ترجمة لأهميّة الموضوعات التي اشتمل عليها هذا المجلد:"إنّ الخطاب وتحليله بات من المصطلحات المهمة في العلوم الاجتماعية والثقافية، إنّه يغطي مساحة كبيرة من الصياغات الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع، ويتعامل مع الطريقة التي تعمل بها اللغة من أجل دمج  الإنسان بعالمه المحيط به، ومن ثم فدراسة الخطاب هي دراسة اللغة في فعلها من خلال النظر إلى هذه الخطابات داخل سياقاتها الاجتماعية".   
وكان لأعلام لسانيات النص وتحليل الخطاب والسيميائيّة في العالم العربي، دور مهم في إثراء صفحات هذا الكتاب، ولعلّ من أبرز هؤلاء اللسانيين: د. عيد بلبع، ود. عز الدين الخطابي، ود. عز الدين المجدوب، ود. نعمان بوقرة، ود. مسعود صحراوي، ود. عبد الرحمن بودرع... .
ولعل العامل المشترك بين التداولية وتحليل الخطاب، يتمثل في فكرة "التسييق" ووضع اللغة -بخطابات المختلفة- في سياقات استخدامها، إضافة إلى أهمية المقاربة التداوليّة في عينها في مقاربة الخطابات والكشف عن طريقة عملها وآليات بنائها وتشكيلها، بوصفها صورة من صور استخدام اللغة.
ويعد كتاب "التداوليّات وتحليل الخطاب" من أهم الكتب للمشتغلين في هذا الحقل؛ لِما يحويه من مقدّمات تنظيريّة ومعالجات تطبيقيّة على مختلف أنواع الخطاب؛ الديني، والأدبي، والسياسي...؛ فهو يسير في مسارَيْن؛ تنظيري وتطبيقي، يتقاطعان في خدمة الباحثين والمتخصّصين في مجال تحليل الخطاب ونحو النص.
وممّا جاء في مقدّمة الكتاب للتدليل على ذلك:" هذه الدراسات تقدم لنا صورة تتجلّى فيها علاقة التداوليّة بالسيميائيات وتحليل الخطاب، وتوضح لنا الآليات التداولية التي تقوم عليها مجموعة مختلفة من الخطابات، كما يعرج الكتاب على إسهام العلماء العرب في توظيف البعد التداولي في تحليل النصوص ومعالجة الظواهر اللغويّة".  
كما يعد هذا السفر رافداً من روافد البحث العلمي لطلبة الدراسات العليا والمتخصّصين في مجال التداوليات والسيميائيّات. ولذا تم الاتفاق على تعريف الخطاب في مقدمة الكتاب بأنّه:"حدث تواصلي حقيقي أداته اللغة، أو هو بصورة أكثر عمومية: أي سلوك علامي يحمل معنى".
وبهذا التعريف لا يقتصر الخطاب على السلوك اللفظي فقط، بل يضيف إليه السلوك غير اللفظي، واستخدام الإشارات والسمات شبه اللغوية والحركات الجسدية وغيرها من العلامات الدالة ذات المعنى.
ويبصّر هذا التعريف بمهمة محلل الخطاب، إذ إنه لا ينظر للغة على أنها نسق مغلق من القواعد والبنى، فالمقاربة الخطابية تجعل الخطاب ممارسة عملية لنظرية البشر عن اللغة.