الغد-هآرتس
أسرة التحرير 10/2/2025
وزير الدفاع إسرائيل كاتس، يريد أن يفعل للجيش الإسرائيلي ما فعله ايتمار بن غفير لشرطة إسرائيل. ليست هذه نزوة شخصية؛ كاتس عين بالضبط لهذا الهدف: الدفع قدما بتسييس الجيش الإسرائيلي وفقا لنموذج بن غفير في الشرطة. كل من لا يتماثل مع الحكم سيبدأ بعمل هذا والا – سيجد نفسه خارج الجهاز.
يوم الجمعة الماضي أمر كاتس بتوبيخ رئيس شعبة الاستخبارات أمان اللواء شلومي بندر بعد أن حذر بندر بمحفل امني بأن الدفع قدما بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترحيل سكان قطاع غزة من شأنه أن يثير اضطرابا في الحرم وفي الضفة الغربية مع اقتراب رمضان.
تجدر الإشارة الى ان رئيس أمان لم يعارض خطة ترامب كما لم يعرب عن موقف بالنسبة للقدرة على تنفيذها. فقد دعا بندر لان يقدر التداعيات الكفيلة بان تكون للخطة، اذا ما خرجت الى حيز التنفيذ. في التقدير الاستخباراتي الذي نقله للسكرتاريين العسكريين لرئيس الوزراء ووزير الدفاع حذر من أن من شأن الخطة ان تتسبب بتوتر امني مع حلول العيد الإسلامي.
أدى بندر واجبه، لكن الويل لرئيس أمان المقتنع بانه عين كي يقدم تقديرات استخباراتية مهنية بدلا من تكييف التقديرات الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي مع ما يريد نتنياهو أن يسمعه.
استخدم كاتس بندر كي ينقل رسالة لكل قيادة الجيش الإسرائيلي: "لن يكون واقع يتحدث فيه ضباط الجيش الإسرائيلي ضد الخطة المهمة للرئيس الأميركي ترامب بالنسبة لغزة، وضد توجيهات المستوى السياسي"، أوضح. وجسد كاتس بذلك بانه لا يوجد خط أحمر لا يكون الموالون لنتنياهو مستعدين لان يجتازوه من اجل سيدهم حتى بثمن المس بأمن الدولة ومؤسساتها.
تناول كاتس التقدير الاستخباراتي لبندر مثلما تناول نتنياهو تحذيرات جهاز الامن في زمن الانقلاب النظامي: الغاها لانها لم تكن تناسبه سياسيا. كما أن كاتس لم يراع حقيقة انه كجزء من استخلاص الدروس من 7 أكتوبر وسع الجيش الإسرائيلي استقلالية رجال الاستخبارات بعرض مواقف مهنية بشكل حر ومنفتح، بما في ذلك وبخاصة اذا لم تكن تتطابق وتقديرات كبار مسؤولي الجيش.
ان فكرة "استخلاص الدروس" غريبة تماما عن نتنياهو وحكومته، الذين يرفضون رفضا باتا إقامة لجنة تحقيق رسمية. درسهم الوحيد من القصور الأكثر رعبا في تاريخ الدولة هو أن عليهم أن يستكملوا تسييس كل أجهزة الدولة، التطهير السياسي لكل الأجهزة بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، من كل من لا يتماثل مع نتنياهو ويملأ الأجهزة بالموالين لنتنياهو.
مفهوم ان أمرا من كل هذا لن يمنعهم بالقصور التالي من اتهام الجيش والاستخبارات وتنظيف انفسهم، مرة أخرى من الذنب او المسؤولية.