Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2017

غزة هاشم.. ألا تستحق الحياة! - الدكتور حازم نسيبة
 
الغد- غزة هاشم التي تكرمت بانتسابها إلى أشرف البيوت العربية، بيت جدِّ العترة النبوية الشريفة. غزة، مدينة البرتقال والليمون والزهور والورود والريحان..
غزة، مدينة التاريخ والعلم والثقافة والهمم العالية، حيث شهدت ساحاتها معارك الوجود الفاصلة على امتداد التاريخ قديماً وحديثاً، وحيث كانت بوابة للفتوحات ومصداً للعدوان.
غزة، مدينة المجاهدين المنافحين عن عروبتها وعروبة شعب فلسطين المحتل والمشرد واللاجئ والمحاصر.
غزة التي تقف كالطود أمام عدوانات إسرائيل الروتينية وجبروت آلتها العسكرية، شامخة، متحدية، رغم كل العاديات، والحصارات، وأمام سمع العالم وبصره.
وبعد، فقد أعلنت الأمم المتحدة، بأجهزتها الخبيرة والمتخصصة وبأعلى صوتها بأن مدينة غزة لن تعود بعد عامين أو ثلاثة مدينة صالحة للحياة. والحياة هنا هي حياة مليوني عربي فلسطيني يشكلون ربع شعب فلسطين في الوطن والشتات.
كيف يمكن أن يغمض لشعبنا وأمتنا جفن وقد أُنذرنا إنذارا دوليا مدو بأن هذا الجزء الغالي من الوطني الفلسطيني لن يعود صالحاً لسكنى أهله في غضون ثلاثة أعوام، أي بقدوم العام 2020؟
ليس التهديد بالمدافع والقذائف والطائرات، بل بالعطش والماء الملوث والجوع والمرض والحرمان.. تعددت الأسباب والموت واحد.
لا أريد إطلاقاً أن أتدخل بالشأن الداخلي السياسي الفلسطيني فلهذا الشأن أهله من مختلف القيادات والتوجهات والولاءات، وإنما أنطلق من واقع صادم رهيب يجب أن يهتز له كل ضمير حي في العالم.. وفي المقدمة شعبنا وأمتنا، رغم كل الدمار الذي لحق بها، ويلحق بها.
أنقذوا غزة والشعب الفلسطيني في غزة قبل فوات الأوان. قرروا اليوم وليس غداً، الشروع في إقامة محطة كبرى لتحلية مياه البحر الأبيض المتوسط، لتوفير مياه صالحة للشرب والزراعة والصناعة لشعبنا في غزة، وقد أُنذرنا بأن المياه ستكون ملوثة بحدود 95 % إن بقي الحال على حاله. وليكن هذا المشروع بالطاقة الشمسية التي لا تنضب، ولإسرائيل العديد مثلها على الساحل الفلسطيني، كما لمختلف دول الخليج العربي.
والكهرباء عصب الحياة: هل يعقل أن تكون حصة غزة من الكهرباء ساعتين أو ثلاثا، كل أربع وعشرين ساعة، بينما نحن نعلم، والعالم يعلم، أن شواطئ قطاع غزة، تختزن كميات هائلة من الغاز الطبيعي تُقدر قيمته بعشرات مليارات الدولارات. لماذا هذا المخزون الهائل مُجمَّد، بينما تعيش غزة على فتات ما يمنح لها من غاز بالتنقيط!
العيس في البيداء يقتلها الظما
 والماء فوق ظهورها محمول
إسرائيل تُطوِّر وتستغل مخزون الغاز الهائل أمام حيفا، فلماذا الامتناع عن تطوير غاز غزة الوفير؟ ألا يستحق مليونا فلسطيني الاستفادة مما أفاء الله به عليهم؟
أمّنوا الماء النظيف والطاقة المستدامة، والميناء الصالح الذي يفك حصار غزة، والذي دأبت الأمم المتحدة على بحث إنشائه منذ العام 1955، في المجلس الاستشاري لوكالة الإغاثة، والذي تتمثل فيه الدول الكبرى والدول المضيفة، ورغم هذا الزمن الطويل لم يجد طريقه إلى الوجود.
إذا تمَّ ذلك فسوف يريكم أهل غزة، وهم أصحاب همم عالية وعمل موصول، كيف تكون التنمية، وكيف تكون الحياة الفعَّالة، بديلاً عن انتظار الموت الذي تُحذرنا الأمم المتحدة من حدوثه.
لماذا لا يتقدم صندوق (باديكو) صندوق التنمية الفلسطيني بعرض لتطوير هذه القطاعات الأساسية، وعلى أسس تجارية؟ وإذا لم يكن ذلك ممكنا فليفتح باب اكتتاب وتطوع لإنقاذ مليوني فلسطيني مهددين بالهلاك. ألم تتعظ أوروبا من الهجرة غير المنضبطة عبر البحر المتوسط؟
والأردن أهل لاتخاذ مبادرة الخير التي أشير إليها، وهو الذي يزود قطاع غزة بقوافل الدعم الصحي دون انقطاع منذ عقود، وبالتالي يعلم علم اليقين الوضع المأساوي الذي تعيشه غزة. فهل من مجيب!