Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2017

اسطوانة «الكيماوي».. إذ «تُسْتَعاد» من جديد! - محمد خروب
 
الراي - لم تهدأ وسائل الاعلام الغربية وخصوصا العربية,أو تتأخّر في بث المزيد من التحليلات والتقارير المُغرِضَة التي تتحدث عن حدوث «مجزرة» في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب, الواقِعة تحت سطوة الجماعات الإرهابية، ولم تتردد في توجيه اتهامات الى الطيران السوري (مع غمزة مقصودة الى الطيران الروسي)، فتسابقت في نقل الأخبار «العاجِلة» التي تنطوي عليها تصريحات المسؤولين الغربيين, بدءا من وزير الخارجية الفرنسي ايرولت الذي يبدو انه الاكثر حماسة وحقدا,بهدف تصفية حسابات حكومة هولاند مع النظام السوري, بعد ان فقدت باريس اي امل في تحقيق انجاز سياسي يُحسب لرصيد هولاند «الصِفري» والاكثر فشلا في تاريخ الجمهورية الخامسة التي اسسها الجنرال ديغول قبل ستة عقود، مرورا بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي ينزلق في تصريحاته الى مستويات دنيا, لا يلبث ان يلحسها حدود الإعتذار, على نحو بدا ان احدا لا يأخذ هذه التصريحات بجدِّية، فيما شخَصت عيون «الجميع» غرباً وعرباً, نحو البيت الابيض لمعرفة ردود فعله على المجزرة المزعومة, حيث لم تتأخر ادارة ترامب في «تحميل» رأس النظام السوري المسؤولية, في الوقت ذاته الذي قالت فيه: ان وجود الأسد على رأس السلطة في دمشق هو «واقع سياسي»، ما زاد من إحباط هؤلاء جميعا, وهم الذين وصفوا احداث خان شيخون بانها اول «اختبار» لإدارة ترامب,في رِهان على أن ساكن البيت الأبيض سيُسارع الى استخدام ترسانته العسكرية المهولة. اما المعارضة المُتمثلة في الهيئة العليا للمفاوضات (منصة الرياض) فلوّحت بالورقة «الاخيرة «التي تتوفر عليها, بعد ان فقدت كل ما ظنّت انها أوراق «وفيرة» لديها عندما قالت: إن مجزرة خان شيخون تضع محادثات جنيف في... «مهب الريح»!.
 
قد تكون العودة الى يوم 31/8/2013، وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن مجزرة «غوطة دمشق» والزعم بهجوم كيماوي شنّه «النظام» على الغوطة, أسفر عن سقوط مئات من الضحايا.... مناسبة, للتذكير بتهافت الروايات التي تصطنعها الجماعات الإرهابية لاستدراج تدخل عسكري خارجي وخصوصاً أميركي, عوّل عليه قادة الجماعات الإرهابية ولم تتوقف عواصم الإقليم العربية وغير العربية عن الدعوة العلنية اليه وانتقاد ادارة اوباما على «تلكؤها» في اطاحة النظام السوري, وغيرها من المصطلحات والدعوات التي يحفل به قاموس الشتائم والتحريض والتضليل الإعلامي، المنفلت من عقاله في الإقليم.. لكن خيبتهم جاءت سريعة، ليس فقط بعد ان سارعت موسكو الى لجم اي محاولة اميركية لاستغلال اكذوبة المجزرة (التي قالت تقارير محايدة انها من صنع الجماعات الارهابية, والتي استخدمت السلاح الكيماوي الذي زودتها بها أنقرة,ضد الجيش السوري، ولما اخطأوا تحديد الهدف... دفع المدنيون الثمن)، عبر الاتفاق الثلاثي الروسي السوري الأميركي الذي قضى بالتخلّي عن ترسانة الكيماوي السوري, واعتراف منظمة حظر السلاح الكيماوية الدولية لاحقاً, ان دمشق اوفت بتعهداتها.. ولم يبق لديها اي مخزون او صناعة كيماوية.
 
هنا والآن... تحضر همروجة مجزرة خان شيخون، التي لم تتوقف حيالها الحملة الاعلامية المسعورة التي تستبطن في ثناياها تحريضا لادارة ترامب للقيام بعمل عسكري, يدرك النافخون في كير التصعيد العسكري انه لن يتحقق لأسباب «ميدانية» واخرى جيوسياسية وثالثة تقول: ان الجماعات الارهابية اوشكت على الاستسلام او مواجهة الموت في معارك الربع الاخير من الازمة السورية, التي لم يعد احد قادر على تحمل تبعاتها الكارثية او الرضوخ لمخططات اقليمية خبيثة, ظنّت بعض العواصم الغربية والعربية وغير العربية, انها قادرة على وقف الإنهيار الحتمي للجماعات الارهابية, التي دفعوا لها الكثير وامدّوها بالأسلحة ما تعجز جيوش نظامية عن استيعابه, وامّنوا لها الدعم اللوجستي والإعلامي، لم تتوفر ذات يوم لأي «ثورة» في عصرنا الراهن، ما بالك بما عملت عليه وعكفت الغرف السوداء, من تخطيط وتوفير معلومات وتدريب؟.
 
ليس ثمة مجزرة ارتكبها طيران النظام (او الطيران الروسي) في خان شيخون، والفرصة متاحة لأي فريق تحقيق دولي محايد دون تدخل غربي متعجرف ياخذ صفة الاملاءات او انتهاك السيادة السورية, للذهاب الى «مسرح الجريمة» ليتحقق من صحة الرواية التي تبثها الجماعات الارهابية او التأكد من رواية المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية: من ان سقوط المدنيين انما جاء نتيجة قصف الطائرات السورية لمخازن اسلحة لجبهة النصرة, احتوت على اسلحة كيماوية كانت وصلتها مؤخرا من العراق.
 
آن للتضليل ان ينتهي وللحقيقة ان تظهر على الملأ، اما المبارزات الكلامية في مجلس الامن وما يبرع فيه احفاد المستعمرين القدامى من فرنسيين وبريطانيين وغيرهما في التضليل وقلب الحقائق, فهي مجرد استثمار في الدم السوري ومحاولات فاشلة لتأخير هزيمة الجماعات الارهابية في سوريا... لا أكثر ولا أقل.
 
kharroub@jpf.com.jo