Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Nov-2017

صواريخ صالح - الحوثي في سماء الرياض! - طايل الضامن

الراي -  اقتراب صاروخ بالستي أطلقته قوات صالح–الحوثي من مطار الملك خالد في العاصمة السعودية الرياض أمس الأول، لا تقل أهميته عن القرارات السياسية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين في مسيرة بلاده الاصلاحية، وان كان تأثيره العسكري محدودا الا انه لا يمكن تجاهل الحدث اطلاقاً، أو التقليل من أهميته.

 
من المعروف أن هناك ترسانة عسكرية للصواريخ البالستية كانت بحوزة الجيش اليمني قبل الثورة واستولت عليها قوات صالح، كما ان قوات الحوثي تملك بعض الصواريخ التي حصلت عليها من الخارج، غير ان الخارج عن المألوف ان يصل مدى هذه الصواريخ الى الرياض مستهدفاً مواقع حيوية تعد سيادية، الامر الذي يجب التوقف عنده ملياً ودراسته من جميع جوانبه السياسية والعسكرية.
قوات صالح بالامس بثت تهديدات عقب إطلاق الصاروخ، فحواها أن جميع الاهداف السعودية في مرمى صواريخها، كما أن المدن الاماراتية ليست بمنأى عن الصواريخ هي الاخرى، الامر الذي أدخل النزاع الذي بدأت شرارته عام 2015 فصلاً جديداً ومنعطفاً خطيراً اذا ثبت تورط جهات اقليمية في تطوير الصواريخ.
 
لماذا الان تصل الصواريخ الى الرياض رغم أن عاصفة الحزم بدأت ضد صالح والحوثيين في اذار عام 2015 ؟ ولماذا لم تصل الصواريخ البالستية الى مسافات بعيدة من قبل؟ واضح أن المخزون العسكري من الصواريخ البالستية لدى قوات صالح–الحوثي لم تدمر كما اعلن مع بداية العمليات العسكرية، بل زاد الامر تعقيدا ان تلك الصواريخ تم تطويرها لتصل الى اهداف حيوية، وبأيدي علماء وخبراء–كما تشير وسائل اعلام–من ايران وعناصر تابعين لحزب االله اللبناني.
 
ويبدو أن هذه الفرضية أقرب الى الصحة، اذ لا يستطيع الخبراء اليمنيون بامكانياتهم المتواضعة وفي ظل ظروف الحرب ان يطوروا هذه الصواريخ البالستية دون الاستعانة بالخبراء من الخارج، ان لم تكن الصواريخ بالاصل قد دخلت الى اليمن مطورة جاهزة بالفترة الاخيرة، الامر الذي ينذر بأزمات اقليمية جديدة مع ايران، ان لم تقترب من حد المواجهة العسكرية.
 
بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على العمليات العسكرية في اليمن، وما استنفدته من خسائر بشرية وتدمير البنية التحتية في اليمن وانتشار الامراض خاصة الكوليرا، واستنزاف مقدرات الدول المشاركة في العمليات، لا بد من جردة حساب، والتوقف عند مصالح الشعوب العربية، سواء في اليمن او الخليج العربي، ولن يكون ذلك الا من خلال الجلوس على طاولة الحوار، للتوصل الى تسويات تحفظ ماء وجه كل الاطراف، فالخاسر الوحيد من هذه العملية الشعب اليمني وبقية شعوب الخليج التي بدأت تعاني من وجبات مكررة من رفع الاسعار والضرائب التي لم تعتد عليها في السابق جراء استنزاف مئات مليارات الدولارات في هذه العمليات التي لم تأت أوكلها لغاية اليوم.
 
والرقي بشعبها، لا بد ان يترافق ذلك مع معالجة كافة الملفات الاقليمية خاصة الملف اليمني، الذي يجب ان ينتهي أيضاً بما ينعكس مع خطط السعودية ورؤية ولي العهد محمد بن سلمان لعام 2030 في تعزيز التنمية وتطوير البلاد والانتقال بها الى الدول المتحضرة ايجاباً على الشعب اليمني الذي يعتبر من أفقر شعوب العالم، رغم أن محيطه العربي من أغنى شعوب العالم، فكما تدخل محيطه العربي بالقنابل والرصاص لحمايته من «الانقلابيين»، عليه أن يتدخل أيضاً باستثمار المليارات لاكمال مشوار التنمية، للقضاء على الفقر الذي يولد التطرف، وان تكون رؤية 2030 شاملة وناهظة للمنطقة، فلا تنمية مع الحروب والأزمات..!.